أثار صحافيان يعملان في وكالة «روسيا اليوم» عاصفة من الاحتجاجات والتساؤلات، حينما هاجما بغتة مكاتب وكالة «كوريكتيف» الألمانية ببرلين وهما يهتفان: «صحافة كذب». ويبدو أن صحافيي «روسيا اليوم» يعتقدان أنهما في «القرم»؛ لأنهما اقتحما مكاتب الخصوم عنوة، دون موعد سابق ولا إنذار، ورفعا «الفيتو» الروسي بوجه الألمان.
نفذ الغزوة صحافيان يعملان لمصلحة «روسيا اليوم»، لكن الوكالة نأت بنفسها لاحقًا عن الموضوع نافية عملهما لمصلحتها، ومن دون أن تتخذ إجراءات ضدهما، وهو ما أثار مزيدًا من الاستياء في الأوساط الإعلامية الألمانية.
فمن جانبها، وصفت وكالة «كوريكتيف» الصحافيين اللذين اقتحما مكاتبها بالـ«الصحافيين الكاذبين Pseudo Journalists» وقالت إنهما كانا يحملان كاميرات تلفزيونية، وصورا المكاتب والمحررين من دون إذن وهما يصيحان: «صحافة كذب».
كما ذكر ماركوس غريل، رئيس وكالة «كوريكتيف»، أن الاثنين لم يسجلا حضورهما، وإنما سألا عن محرر معين في المكتب، ثم بدآ يصوران كل شيء ويتهمان «كوريكتيف» بأنها صحافة زائفة، وأنها تمول نفسها من تبرعات وعطايا المعاهد والمؤسسات الخيرية.
بدورهم، فشل محررو «كوريكتيف» في وقف صحافيي «روسيا اليوم» عن الصياح والشتم والتصوير، وباءت بالفشل محاولات تهدئتهما والطلب منهما التوقف عن التصوير أو مغادرة المكاتب.
لم يواجه محررو «كوريكتيف» غزاة «روسيا اليوم» بالصياح والعنف، لكنهم نجحوا في تصوير الاثنين حسب مبدأ العين بالعين والسن بالسن، ونشروا الصور في الصحافة. واتضح بالفعل أن الاثنين من المتعاونين مع «روسيا اليوم»، وهما غراهام دبليو فيليبس وزميله بيلي سيكس، ومعروف عنهما أنهما يعملان أيضًا في الصحافة اليمينية المتطرفة وللوكالة الروسية المذكورة.
وواصل ماركوس غريل، على صفحات «فيسبوك»، أنهم استطاعوا في النهاية دفع فيليبس وسيكس خارج المكتب، ثم صوراهما في الشارع عن بعد بواسطة عدسة «زوم» كبيرة، لكن الاثنين كانا قد اختفيا لحظة وصول الشرطة.
وذكّر غريل هنا بما حصل مع الصحافي الألماني هايو زيبلت، الذي كان يغطي تقريرًا عن تعاطي المنشطات بين الرياضيين الروس. إذ تعرض في مكتبه إلى زيارة من صحافية روسية من وكالة الأنباء المذكورة، وتصرفت كما تصرف فيليبس وسيكس متهمة زيبلت بالرياء. وكان فيليبس وسيكس يبحثان في مكاتب «كوريكتيف» عن ماركوس بينزمان الذي يحقق بملابسات إسقاط طائرة «بوينغ MH17» فوق أوكرانيا.
وغرّد بوريس رايتشوستر، مراسل مجلة «فوكوس» الألمانية في موسكو، على الإنترنت، أنه تعرض أيضًا لمهاجمات متعددة من قبل التلفزيون الروسي بسبب تقاريره. وعبر رايتشوستر عن خوفه على نفسه في ألمانيا بسبب شحن التلفزيون الروسي للناطقين بالروسية في ألمانيا ضده.
كما قال الخبير في الشؤون الروسية إنه آن الأوان لكي تستيقظ السلطات ونقابات الصحافة الألمانية.
وتقدمت وكالة «كوريكتيف» بدعوى قضائية ضد فيليبس وسيكس، بتهمة اقتحام ممتلكات خاصة من دون إذن، وبتهمة تعريض أمن الوكالة للخطر من خلال التصوير غير المشروع في مكتبها. وكتبت «روسيا اليوم» على صفحة الأخبار السريعة في «تويتر»، أن فيليبس لا يعمل لمصلحتها منذ سنتين.
«روسيا اليوم» تغزو «كوريكتيف» في برلين
عنف واتهامات للوكالة الألمانية تثير استياء الوسط الإعلامي
«روسيا اليوم» تغزو «كوريكتيف» في برلين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة