ستمتد حركة الإضرابات الحالية لعمال السكك الحديدية، التي بدأت هذا الأسبوع، وتأثر بها مئات الآلاف من الموظفين المتنقلين بين عدد من مدن جنوب إنجلترا، إلى خدمة قطارات أوروبا (يوروستار). اتحاد «آر إم تي» البريطاني لعمال السكك الحديدية والملاحة البحرية والنقل، الذي يُعتبر من أكثر النقابات البريطانية راديكالية، أعلن أمس الأربعاء أن أعضاءه التابعين لخدمة قطارات «يوروستار»، التي تربط بريطانيا بالبر الأوروبي عبر نفق المانش (من لندن إلى باريس وبروكسل) سينظمون إضرابا مدته سبعة أيام في أغسطس (آب) الحالي بسبب خلاف مستمر منذ فترة طويلة بشأن تحقيق التوازن بين العمل والسلامة.
وأمس، تظاهر عمال السكك الحديدية أمام وزارة المواصلات احتجاجًا على ما تقوم به شركة «ساوذرن» من تقليص في الوظائف، التي تعتقد النقابة أنه سيضر بسلامة الركاب.
وقال الاتحاد إن الإضراب سيتم على مرحلتين على مدار عطلتي نهاية أسبوع، إذ تبدأ المرحلة الأولى من يوم غد الجمعة، أي مع نهاية الأسبوع الحالي، وتمتد إلى 15 أغسطس. أما المرحلة الثانية فتبدأ في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي، أي من 27 وتستمر حتى 29.
وأعلن الأمين العام لنقابة السكك الحديد ميك كاش، الذي تسلم مهامه من القائد النقابي الشيوعي السابق بوب كرو، الذي تُوفي بسكتة قلبية عن عمر 54 عاما قبل سنتين، «أنها حركة إضراب قوية». وقال أمس في مقابلة مع هيئة البث البريطاني (بي بي سي) إنه مستعد إلى إيقاف الإضراب إذا وافقت شركة «ساوذرن» على الدخول في مفاوضات مع قيادة النقابة دون شروط.
وأدت إضرابات سابقة إلى إثارة استياء مستخدمي الشبكة، لا سيما أنها اقترنت بنقص مستمر في الموظفين منذ عدة أشهر. ودعا بعض ركاب القطارات الحكومة إلى التعاقد مع شركة أخرى لإدارة الشبكة.
وتعهدت شركة «يوروستار»، التي تشغل خدمات القطارات إلى أوروبا بضمان أن جميع حاملي التذاكر سيتمكنون من السفر في المواعيد التي حجزوا فيها.
وتأثرت حركة تنقلات مئات الألوف من ركاب القطارات في لندن وجنوب إنجلترا ابتداء من يوم الاثنين الماضي مع بدء الإضراب، المستمر حتى نهاية الأسبوع. وقالت شركة «ساوذرن» الخاصة، التي تدير حركة قطارات بين مدن الساحل الجنوبي لإنجلترا مثل برايتون ومطار غاتويك، إن 60 في المائة فقط من خدماتها ستعمل خلال الإضراب وهو أطول إضراب للعاملين في السكك الحديدية في بريطانيا منذ نحو 50 عاما. وأضافت أنه لن تكون هناك قطارات في بعض الخطوط.
ويتركز الخلاف حول دور الموصل، وهو الشخص الذي يتولى حاليا مسؤولية فتح وإغلاق أبواب العربات. وتقول نقابة «آر إم تي» وهي من أقوى النقابات في بريطانيا إن ساوذرن تريد الاعتماد على قطارات لا تحتاج سوى للسائق، وبالتالي تقليص دور الموصل الذي يضمن السلامة.
وقال الركاب على متن قطار متجه من «جيبسي هيل» في جنوب لندن إلى فيكتوريا إن الإضراب يأتي بعد شهور من تأخر القطارات وإلغاء رحلاتها بسبب ارتفاع معدلات الإجازات المرضية للعاملين. كما اعتبر أحد الركاب أن الخدمة المقدمة «مزرية»، مضيفًا أنه ينبغي خفض الأسعار. وقال آخر، في تصريحات لوكالة رويترز، إن تأخر الرحلات يسبب خسائر أيضًا للاقتصاد.
وتقول شركة «جوفيا تيمزلينك ريلواي» أكبر شركة لتشغيل القطارات في بريطانيا، التي تملك «ساوذرن» إن التغيير سيقلل من إلغاء رحلات القطارات لأن الخدمات لن تحتاج بعد ذلك إلى سائقين وموصلين.
وردت نقابة «آر إم تي» خلال محادثات وساطة الأسبوع الماضي أنها عرضت إلغاء الإضراب إذا وعدت الشركة بوجود عامل آخر بالقطار مع استمرار المفاوضات. لكن المفاوضات فشلت لأن الشركة قالت إنها في أوقات الأزمة ستسير قطارات بسائق فقط.
واتهم حزب العمال المعارض الحكومة بالفشل في حل النزاع بسبب انتهاجها أجندة مناهضة للنقابات العمالية، وقالت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي إن الإضراب لن يحل أي شيء. وأضافت المتحدثة: «هذا لا يساعد الركاب المسافرين في هذه القطارات سواء كانت لديهم مخاوف بشأن السلامة أم لا».
وذكرت النقابة أن الإضراب يأتي في إطار «نزاع مستمر منذ فترة مع شركة (يوروستار إنترناشونال) يمتد حول التوازن بين العمل والحياة لمديري السكك الحديدية الذين ينتقدون إجراءات السلامة».
وكان قد صوت 80 في المائة من عمال السكك الحديدية لصالح الإضراب بسبب نزاعهم مع شركة «يوروستار». وقالت الشركة إنها أجرت «بعض التعديلات لجداول المواعيد لضمان أن ركابنا سيكونون قادرين على السفر خلال أيام الإضراب». ويشكل الإضراب مصدر إزعاج جديدا للركاب الذين عانوا على مدى شهور من تأخر القطارات وإلغاء رحلاتها بسبب ارتفاع معدل الإجازات المرضية للعاملين، وفي يوليو (تموز) استبعدت شركة «ساوذرن» 341 قطارا، أي ما يعادل 15 في المائة من قطاراتها، لتضمن ما قالت إنه خدمة أكثر انتظاما.
عمال قطارات «يوروستار» ينضمون إلى حركة الإضرابات البريطانية
تجري على مرحلتين على مدار عطلتي نهاية أسبوع هذا الشهر
عمال قطارات «يوروستار» ينضمون إلى حركة الإضرابات البريطانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة