هوليوود و«سلفاتوري فيراغامو» يحتفلان بالفنون و100 عام من الأناقة

فيروشيو فيراغامو رئيسها التنفيذي: كوننا دارا عائلية ميزة يجب أن نحافظ عليها لا أن نقع في أخطائها ومخاطرها

هوليوود و«سلفاتوري فيراغامو» يحتفلان بالفنون و100 عام من الأناقة
TT

هوليوود و«سلفاتوري فيراغامو» يحتفلان بالفنون و100 عام من الأناقة

هوليوود و«سلفاتوري فيراغامو» يحتفلان بالفنون و100 عام من الأناقة

عندما يتعلق الأمر بالإبهار والترفيه فإنه لا أحد ينافس هوليوود في صنعتها، وهذا ما أكدته في الأسبوع الماضي في حفل كبير جمعت فيه كل عناصر الأناقة والإثارة. كانت المناسبة افتتاح مركز واليس إننبورغ للفنون الأدائية، الذي حضرته باقة من النجوم على رأسهم تشارليز ثيرون، كيفن سبايسي، ديمي مور، جودي فوستر، سيدني بواتييه، جينا ديفيس، وهلم جرا.
الفعالية كانت من تمويل دار «سلفاتوري فيراغامو» الإيطالية، التي شهدت انطلاقتها هنا في هوليوود منذ مائة عام، عندما وصلها الشاب سلفاتوري فيراغامو وهو لا يملك أي شيء سوى حلم عارم بأن يبتكر تصاميم مريحة وأن يجعل تصميم الأحذية مهنة محترمة. هوليوود أعطته أكثر من هذا، ففي غضون بضع سنوات تعد على أصابع اليد الواحدة، سطع نجمه وأصبح يعرف بصانع أحذية النجوم، بعد أن ضمت لائحة زبوناته غريتا غاربو، مارلين مونرو، أودري هيبورن، صوفيا لورين وغيرهن من نجمات الجيل الحالي ممن وقعن تحت سحر أناقة التصاميم وراحتها. لهذا لم يكن غريبا رؤية نخبة المجتمع في لوس أنجليس، باختلاف أعمارهم، يقفون لساعات طويلة يتبادلون أطراف الحديث وهم لا يتململون من الألم أو يتضايقون من الوقوف على كعوب عالية تتطلبها فخامة المناسبة، رغم أن المتعارف عليه أن سكان لوس أنجليس لا يحبون السهر. فأغلب الفعاليات الاجتماعية فيها تنتهي على الساعة الـ9:30 في العادة، بينما امتد الحفل هنا إلى ساعات متأخرة من الليل.
هذه العلاقة الوطيدة بين الحرفية الإيطالية والأناقة الهوليوودية، لا تزال في نظر أفراد عائلة فيراغامو اللبنة التي ساعدت على التحليق باسم الدار إلى العالمية وتوسعها من دار متخصصة في الأحذية إلى إمبراطورية تشمل كل ما يحتاجه الرجل والمرأة من أزياء وإكسسوارات. الأمر الذي أكدته في هذه المناسبة بعرض خاص لتشكيلة ربيع وصيف 2014 التي جرى تقديمها في ميلانو أخيرا، إضافة إلى إكسسوارات صممت خصيصا لهذه المناسبة. التشكيلة التي أبدعها المصمم الفني للدار ماسيمليانو جيورنيتي، تقطر بالأناقة التي تعطي الانطباع للوهلة الأولى أنها موجهة لنجمات هوليوود، لكن الحقيقة أنها تخاطب أيضا امرأة عادية تريد أن تتألق. فدار «فيراغامو» كما برهنت دائما لا تريد أن يرتبط اسمها بشريحة معينة بقدر ما تريد أن يرتبط بالحرفية والأناقة التي لا تعترف بزمن أو فئة معينة، إضافة إلى العملية والراحة. وهذا ما ترجمه المصمم في تشكيلة أغلبها موجه لمناسبات المساء والسهرة تلعب على الشفافية والإثارة، لكن بأسلوب راق. المصمم يشرح بأنه تأثر فيها بالمهندس المعماري المكسيكي ميجيل أينجل أراغونز وفكرة التفصيل العملي الممزوج بانسيابية تمثلت في بعض التفاصيل المستوحاة من ملابس النوم، مثلا أو البليسيهات والتعرجات.
في لقاء جانبي مع، فيروشيو فيراغامو، الرئيس التنفيذي للدار والابن البكر للمؤسس، تمحور الحديث عن البدايات والحلم الأميركي الذي تحقق بفضل عبقرية الأب وقوة الأم المستمدة من غريزتها الأنثوية للبقاء والاستمرار. والحقيقة أنها قصة تستحق أن تتحول إلى فيلم سينمائي لأنها تتمتع بكل عناصر التشويق والدراما والنجاح.
منذ 100 عام، وفي عام 1923 تحديدا، وصل الشاب سلفاتوري فيراغامو من جنوب إيطاليا إلى هوليوود. كل ما كان يتسلح به هو فورة الشباب وطموح بلا حدود لتحقيق حلم راوده منذ الطفولة. لم يكن يحلم بأن يصبح نجما أو بطلا، بقدر ما كان يريد أن يبرع في تصميم أحذية لا مثيل لها، وهي مهنة دخلها كمتدرب وهو طفل لا يتعدى عمره الـ11، ليفتتح محلا خاصا به في بونيتو وهو في الـ13 من العمر، بعدها التحق بأفراد من عائلته يعملون في نفس المجال ببوسطن. هناك، تعرف على عالم مختلف تماما، انبهر فيه بالآلات العصرية وطريقة العمل المتطورة، ورغم ذلك شعر بأن هناك ثغرات فيما يخص الحرفية التي لم تكن متوفرة بشكل كبير. البداية كانت في أوائل العشرينات من القرن الماضي، حين انتقل إلى كاليفورنيا وافتتح فيها محلا لإصلاح الأحذية. وكان من الممكن أن يقنع بهذا، إلا أن طموحه كان أكبر، لهذا انخرط في معهد لدراسة علم تشريح الأقدام حتى يتقن مهنته ويعطيها قيمة لم تكن تحظى بها من قبل. ففي إيطاليا على الأقل، كانت صناعة الأحذية تعد مهنة من لا مهنة له ويمارسها أبناء الطبقات المتدنية. بل وكان العمل فيها يؤثر على سمعة العائلة وكأنها وصمة عار. لم يهتم الشاب سلفاتوري بكل هذا، وكان همه أن يرقى بها إلى مستوى فني، وفي الوقت ذاته أن ينجح في تحقيق المعادلة الصعبة: تقديم أحذية أنيقة ومريحة في الوقت ذاته. وهذا ما نجح فيه وأثار إليه انتباه هوليوود التي أطلقت عليه لقب «صانع أحذية النجوم»، الأمر الذي يمكن أن يأخذنا إلى بداية علاقة النجوم بالموضة. فرغم الاعتقاد السائد بأنها ولدت في الثمانينات على يد مصممين من أمثال جياني فرساشي وجيورجيو أرماني، فإن كتب التاريخ تقول إن هذه العلاقة تعود إلى عهد السينما الصامتة مع سلفاتوري فيراغامو، حين ظهرت كل من ماري بيكفورد ودوغلاس فيربانكس بأحذية من تصميمه في فيلم «لص بغداد» وغيره من الأفلام. تطورت صناعة السينما ومعها تطورت صناعته، وما لبث محله بسانتا باربرا أن أصبح نقطة جذب لنجوم هوليوود من أمثال غلوريا سوانسون، بيت ديفيس، دولوريس ديل ريو وغيرهن. في عام 1927، انتقل إلى فلورنسا بعد أن رسخ أقدامه في هوليوود وضمن ولاء زبائنه فيها. كانت لنقلة إلى فلورنسا مهمة وضرورية، ليضمن الحرفية العالية التي تتميز بها المنطقة من جهة، ولتفادي تبعات الأزمة الاقتصادية التي ألمت بأميركا في نهاية العشرينات، واضطرته أن يلتفت إلى السوق المحلي والأوروبي.
يشرح فيروشيو فيراغامو أن عودته إلى فلورنسا وتأثر مبيعاته في أميركا، لم تعن أن الحلم انتهى، بل العكس كان اختياره لفلورنسا مدروسا لكي تبقى شعلة الحلم ملتهبة: «كان يريد مدينة تعبق بالإلهام.. وفلورنسا فريدة من نوعها وكل ما فيها مثير من بناياتها وفنونها ومآثرها.. كل ما فيها يتنفس فنا». الابتكارات التي قدمها سلفاتوري فيها تؤكد هذا القول، بدليل كعب الـ«بلاتفورم» الذي كان أول من ابتكره. وتقول الرواية إن إحدى السيدات لجأت إليه تشتكي له أن نعل حذائها غير مريح، لأنه غير سميك مما يجعلها تشعر بكل حصاة تمشي فوقها في الشارع وكأنها أشواك مغروسة في قدمها. ما إن سمع شكواها حتى عكف على ابتكار النعل العالي، أو ما أصبح يعرف في لغة الموضة بالـ«بلاتفورم». الابتكار لم يمنح المرأة الراحة فحسب، بل أيضا زادها طولا، الأمر الذي كان كفيلا بأن يعزز من شعبيته ومكانته، خصوصا في هوليوود، التي تحتاج فيها النجمات إلى طول فارع لم تكن كل النجمات تتمتعن به مثل جودي غارلاند. ابتكارات الشاب سلفاتوري لم تتوقف عند هذا الحد، فخلال الحرب العالمية وبسبب شح المواد مثل الجلد والصلب، لجأ إلى خشب الفلين والرافيا، بل وحتى جلد السمك لكي يتغلب على الأزمة. ورغم أن آخرين قلدوه فيما بعد، فإنه يبقى دائما المخترع، سواء تعلق الأمر باستعماله مواد جديدة وغريبة أو تصاميم اكتسبت أشكالا فنية وحداثية سابقة لأوانها لا تزال تلهم مصممي الأحذية الشباب حتى الآن. عند وفاته في عام 1960، كان الإرث الذي خلفه يقدر بـ20.000 تصميم تقريبا. بيد أن هذا لم يكن كافيا لرجل عاش وتنفس الأحذية ورائحة الجلود وكانت أحلامه لا حدود لها منذ الطفولة، فقبل موته، باح لزوجته، واندا، بحلم لم يحققه بعد، ألا وهو أن تتحول «سلفاتوري فيراغامو» إلى دار لا تقتصر على الأحذية فقط، بل تشمل كل ما يزين الجسم من الرأس إلى القدمين، إضافة إلى رغبة قوية بأن يتولى كل من أبنائه الستة العمل فيها. لم تكن واندا وقتها تعرف الكثير عن إدارة الأعمال. فقد كانت أما لستة أطفال وربة بيت، لكنها شعرت بغريزة المرأة والأم بأن عليها أن تحافظ على الإرث الذي خلفه زوجها من دون أن تنسى حلمه الذي لم يحققه في حياته، وهو التوسع إلى مجالات الأزياء وحقائب اليد والأوشحة وأربطة العنق والعطور وغيرها. وبالفعل برهنت أنها لا تحتاج إلى شهادات عالية لكي تقوم بهذه المهمة الصعبة، حسب قول ابنها البكر فيروشيو، الذي التحق بالعمل في الدار وعمره لا يتعدى الـ18 عاما: «أعتقد أن والدتي لعبت دورا كبيرا في حياة كل واحد منا ولا تزال.. إنها مدهشة، فعندما توفي والدي، عملت كل ما في طاقتها لكي تحافظ على إرثه بإدارة أعماله وفي الوقت ذاته الإشراف على بيتها وتربية أطفالها. فقد كانت أما لستة أطفال، كل واحد منا يغني على هواه ومع ذلك نجحت في أن تلعب دور الأب والأم. صحيح أنها لم تكن حائزة على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال أو أي شيء مماثل، لكنها أفنت حياتها للعمل من باب شغفها به وولائها لذكرى الزوج».
وحتى الآن، ورغم أنها في التسعينات من العمر، لا تزال واندا تعمل وتحرص على الحضور يوميا إلى المبنى الرئيس لإمبراطورية «سلفاتوري فيراغامو» بفلورنسا للإشراف على سير العمل وعلى بعض المشاريع الفنية التي تمولها الدار. ولا شك أنها تشعر بالرضا بأنها نفذت الوصية الملقاة على عاتقها على أحسن وجه. فكل أولادها الستة عملوا في الدار وكان لكل واحد منهم دور مهم في تقويتها واستمراريتها. صحيح أن أسهمها طرحت في السوق إلا أن النسبة الأكبر لا تزال في حوزة العائلة، مما يجعل أفرادها يتحكمون في مصيرها. يعلق فيروشيو: «كوننا دارا عائلية ميزة يجب أن نحافظ عليها ونستغلها لا أن نقع في أخطائها ومخاطرها. مما لا شك فيه أن العنصر العائلي يجعلها أكثر صلابة وقوة، لكننا ولكي نحافظ على هذه القوة، كان لا بد من وضع شروط وقوانين صارمة نتقيد بها، خصوصا فيما يتعلق بدخول أي فرد جديد إليها. فالعائلة تكبر وأصبح للأبناء أحفاد، مما قد يوقعنا في مطب المحاباة والتفضيل، لهذا فإن العملية تتطلب الكثير من الشروط والاختبارات، والآن هناك ثلاثة أحفاد فقط يعملون في الدار». من هؤلاء الأحفاد، نذكر ابن فيروشيو، جيمس فيراغامو، المشرف على جانب الإكسسوارات النسائية، والوجه الممثل للدار نظرا لوسامته وقدراته على التواصل مع كل الأجيال. يتابع: «نحن محظوظون، لأننا أنجزنا الكثير، لكننا ندرك أننا نحتاج أن لا نتواكل على ما حققناه لحد الآن، وأن ننظر دائما إلى الأمام لنفكر فيما يمكن أن نقوم به لإرضاء زبون الغد، وكيف يمكننا أن نواكب العالم المتغير بسرعة».
كان ابنه جيمس طوال هذا الوقت، يجلس صامتا يستمع باهتمام إلى والده وهو يحكي قصة جده وكأنه يسمعها لأول مرة، قبل أن يلتقط خيط الحديث مديرا الدفة لجانب التصميم والابتكار قائلا: «من المهم أن يكون هناك امتداد لكل شيء، لكن مهم أيضا أن نواكب العصر. نحن نعرف جيدا أن هناك خيطا رفيعا بين أن نكون رائدين ومبتكرين وبين أن نتبع الصرعات ونقع ضحايا لها. من المهم أن نكون مبتكرين، لكن في الوقت ذاته، عليك أن تبتكر منتجات يمكن أن تبقى لفترات طويلة وليست لموسم واحد.. هذا بحد ذاته تحد كبير». ويوافقه والده الرأي قائلا: «الصورة التي نريد أن تعكسها منتجات الدار هي الأناقة التي لا تعترف بزمن. إنها أناقة مبهرة، لكن بعيدة كل البعض عن الاستعراض، وهذا يعني أنه من المهم جدا أن تبقى صادقا مع نفسك ومعتقداتك. فقد مررنا بفترات ربما كانت فيها منتجاتنا كلاسيكية مقارنة بالباقي، لكننا حاولنا دائما أن نوظف التغيرات والتطورات الموسمية بطريقة غير صادمة للعين، وهذا ما جعلنا نحافظ على هويتنا طوال هذه العقود. ولا يمكننا تحت أي ظرف من الظروف أن نقدم منتجا لا يخضع لمعايير الدار في ما يتعلق بالجودة والراحة والابتكار، لأن كل منتج يخرج من معاملنا يجب أن يعبر عن هويتنا واسمنا من النظرة الأولى». كان فيروشيو يتكلم عن الجمال وهوية الدار بحماس لا شك أنه ورثه عن والدته واندا التي قالت في إحدى مقابلاتها النادرة، إن «الابتكار شيء يروق للناس.. والجمال دائم لا يعترف بزمن ولا يشيخ أبدا».



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.