ازداد انتشار أجهزة التلفزيون فائقة الدقة «4K» في الأسواق، ولكن القليل منها يدعم تقنية المجال الديناميكي العالي High Dynamic Range HDR التي توفر جودة صورة وألوانًا غير مسبوقة، إلا أن الحصول على تجربة ممتعة للمشاهدة يحتاج إلى المزيد من التقنيات، مثل حجم كبير للشاشة ونظام صوتي محيطي متقدم ومصدر صورة عالي الجودة، وغيرها.
واختبرت «الشرق الأوسط» أول تلفزيون في المنطقة العربية يعمل بالدقة الفائقة ويدعم تقنيتي HDR وعرض الصور المجسمة 3D، ويستخدم نظام التشغيل «آندرويد» ويقدم نظامًا صوتيًا محيطيًا مدمجًا، ونذكر ملخص التجربة.
نظام صوتي متقدم
التلفزيون هو «سوني كيه دي 75 إكس 9400 سي» (Sony KD - 75X9400C)، الذي يبلغ قطر شاشته 75 بوصة. وأول ما سيلاحظه المستخدم لدى استخدام التلفزيون هو وجود نظام صوتي محيطي في جانبي المنطقة الأمامية على شكل 6 سماعات مدمجة. وعلى الرغم من أن غالبية التلفزيونات تقدم سماعات مدمجة في المنطقة الخلفية، فإن نظام هذا الجهاز يقدم جودة عالية جدا تضاهي صوت النظم المتخصصة المنفصلة، ولن يشعر المستخدم بفارق، خصوصًا أنه سيشعر بالصوتيات تأتي من الأمام والجانبين والخلف وفقًا لبث العرض، وستقدم السماعات المدمجة تجربة استخدام ومشاهدة ممتعة للغاية.
وتتميز السماعات المدمجة بجودة عالية جدا للصوتيات على جميع الأصعدة، سواء الجهورية Bass أو الرفيعة أو المحادثات، ولكن على حساب بعض المساحة في المنطقة السفلية الخلفية للتلفزيون. ولن يشعر المستخدم بأي اهتزاز أو تذبذب للسماعات جراء رفع درجة الصوت، حتى في المشاهد المليئة بالحركة والصوتيات المختلفة، وسيبقى الصوت على درجة الصفاء نفسها وستستسلم أذنا المستخدم قبل ملاحظة أي ضجيج في الصوتيات.
وبالحديث عن الصوتيات، فإن هذا الجهاز يعتبر من التلفزيونات القليلة التي تدعم تشغيل الملفات الصوتية عالية الجودة والنقاء بامتدادي FLAC وWAV بدقة تصل إلى 96 كيلوهرتز و24 بت، الأمر الذي كان حصريًا على مشغلات الموسيقى عالية الجودة التي تتطلب ميزانية ضخمة لاقتنائها، وهو أمر غير مألوف في عالم التلفزيونات الرقمية الحديثة. كما يحتوي التلفزيون على ميزة المباريات الرياضية التي تعدل من طريقة توزيع الصوتيات وتردداتها بشكل يجعل مشاهدة المباريات الرياضية المباشرة ممتعة ومن دون ضوضاء جراء اختلاط أصوات الجماهير مع المعلق وأصوات اللاعبين وكلام المدربين.
«آندرويد» تلفزيوني
الميزة الأخرى اللافتة للنظر هي أن التلفزيون يستخدم نظام التشغيل «آندرويد» للعمل، الأمر الذي يقدم مرونة كبيرة في الاستخدام، إذ إنه يوفر مراحل متقدمة من الاتصال السلكي واللاسلكي بالأجهزة والشبكات المحيطة به، مثل القدرة على الاتصال بالإنترنت وربط التلفزيون مع الهواتف والأجهزة اللوحية والكومبيوترات الشخصية المحمولة بكل سهولة من خلال تقنية Google Cast، خصوصًا أنه يمكن تحميل كثير من التطبيقات من متجر «غوغل بلاي»، مثل مشغلات عروض الفيديو والموسيقى والصور الإضافية، والألعاب الإلكترونية، وحتى التطبيقات.
ويقدم التلفزيون إعدادات مسبقة التثبيت يمكن اختيارها وفقا للحاجة، التي تغير ألوان الصورة، منها «السينما المنزلية» و«السينما الاحترافية» و«الرياضة» و«الرسوم المتحركة» و«الألعاب الإلكترونية» و«رسومات الكومبيوتر» و«القياسي» و«عالي الوضوح»، وغيرها. كما يقدم أنماطًا صوتية كثيرة، مثل «القياسي» و«الموسيقى» و«السينما» و«البث المباشر لكرة القدم»، وغيرها.
هذا، ويمكن ربط أداة التحكم اللاسلكية الخاصة بجهاز «بلايستيشن 4» لاسلكيًا بالجهاز للعب الألعاب الإلكترونية التي تم تحميلها من متجر «غوغل بلاي» الإلكتروني، بالإضافة إلى دعم تقنية DLNA لعرض المحتوى لاسلكيًا على الشاشة، مع القدرة على البحث عن المعلومات في المتجر أو في محرك البحث «غوغل» صوتيًا، ذلك أن أداة التحكم عن بعد (ريموت كونترول) تحتوي على ميكروفون مدمج ينقل صوت المستخدم إلى نظام التشغيل «آندرويد» بكل سلاسة. ويقدم التلفزيون 4 منافذ HDMI و3 منافذ «يو إس بي» ومنفذ Composite وآخر Component مع توفير منفذ للشبكات السلكية ودعم مدمج لتقنيتي «بلوتوث» و«واي فاي» اللاسلكيتين.
صورة متقدمة
ويعرض التلفزيون الصورة بالدقة الفائقة «4K» التي تصل إلى 2160 x 3840 بيكسل في حال استخدام محتوى فائق الدقة من خلال أقراص «بلو - راي» الليزرية والمحتوى الذي يتم بثه عبر الإنترنت عبر كثير من الخدمات، مثل «نتفليكس» Netflix و«أمازون» Amazon، المتوافق مع هذه الدقة. ويدعم التلفزيون تشغيل عروض الفيديو بتقنية المجال الديناميكي العالي HDR التي تعرض تباينًا أكبر للألوان على الشاشة، وخصوصًا التباين بين اللونين الأبيض والأسود. وتحتاج هذه التقنية إلى وجود منفذ HDMI يدعم معيار 2.0A، والأمر الذي أكدت «سوني» أن جهازها قادر على دعمه من خلال تحديث برمجي مجاني يمكن تحميله من الإنترنت.
وتقدم هذه التقنية مجموعة أكبر من الألوان التي يمكن استخدامها لعرض الصورة بمستويات وضوح أكبر من السابق بكثير، والتي تعتبر القفزة الكبيرة الجديدة في عالم الترفيه المنزلي، إذ إن التقنيات السابقة كانت تستطيع اختيار عرض الصورة من 16 مليون لون مختلف، بينما تستطيع تقنية HDR الاختيار من بين مليار لون، أي أن الفارق شاسع جدًا، وستكون الصور أكثر واقعية من أي تجربة خاضها المستخدم في السابق. وبالحديث عن هذه التقنية، فستطلق الشركات العديد من الأجهزة الإلكترونية المساندة التي تدعم هذه التقنية، مثل مشغلات أقراص «بلو - راي» حديثة وجهاز الألعاب «إكس بوكس وان إس» (XBox One S) سيطلق في 2 أغسطس (آب) من العام الحالي، الذي يدعم تشغيل الألعاب الإلكترونية بمجموعة الألوان الضخمة هذه، بالإضافة إلى إطلاق جهاز «بلايستيشن 4» جديد يدعمها في موعد لم يُحدد، بعد.
ويستخدم التلفزيون تقنية الصمامات الثنائية الباعثة للضوء «إل إي دي» Light Emitting Diode LED، ولكن على شكل مصفوفة من خلف زجاج الشاشة، وليس من الجانبين كما هو الحال في غالبية التلفزيونات الحديثة، الأمر الذي يعني الحصول على وضوح أكبر ودقة أعلى لدى عرض الصورة. وتضيف الشركة إلى جميع هذه التقنيات شريحة «X1» المتخصصة بمعالجة عروض الفيديو بتقنية «Triluminos» لرفع جودة وألوان الصورة بشكل كبير، الأمر الذي ينجم عنه معالجة عالية الأداء والسرعة للصورة (تصل إلى 150 ضعف مستويات الأداء في الأجهزة الأخرى) على جميع البيكسلات الموجودة في الصورة، وليس لمجملها لتوفير الوقت كما هو الحال في الكثير من الأجهزة الأخرى.
وتتعرف هذه التقنية على نوعية المشاهد التي يتم عرضها وتُعدل الألوان لتتناسب مع ذلك المحتوى، من دون أن يشعر المستخدم بذلك، الأمر الذي ينجم عنه أفضل صورة في جميع لقطات الفيلم الواحد، حتى لو كان العرض بالدقة الفائقة 4K.، كما وتستطيع هذه التقنية فصل المناطق في المشهد الواحد، وتعديل الألوان لكل منطقة على حدة، مثل تعديل ألوان الغيوم بطريقة تختلف عن تعديل ألوان المباني الكثيفة تحتها.
هذا، وتستطيع هذه الشريحة المتخصصة رفع دقة الصورة العادية إلى 4K ومقارنة الصورة الناجمة مع الصورة الأصلية وتعديلها مرة أخرى إن احتاج الأمر، وذلك للحصول على صورة أكثر واقعية وبالدقة القصوى الممكنة عوضًا عن رفع الدقة من دون الاكتراث إلى الآثار الجانبية السلبية الناجمة عن ذلك.
وسيشعر المشاهد لدى معاينة العروض الغنية بالألوان بأنه يشاهد عروضا مجسمة 3D من شدة واقعية الألوان، على الرغم من أنها عروض ببعدين اثنين، الأمر الذي يعكس قدرة التلفزيون على جعل الصور غنية بالتفاصيل والألوان بشكل كبير لا تستطيع التلفزيونات المنحنية تقديمها. هذا، ويتعرف التلفزيون على شدة الإضاءة من حول المستخدم ويعدل ألوان الصورة وفقا لذلك، الأمر الذي يعني الحصول على أفضل مستويات الألوان وأقل مستويات الانعكاس على الشاشة.
وبالحديث عن تقنيات تجسيم الصورة، فيستخدم التلفزيون نظارات 3D نشطة Active، أي أنها تحتاج إلى مصدر طاقة (بطارية صغيرة) لتعمل بأداء أفضل. وتختلف هذه النظارات عن تلك التي لا تحتاج إلى بطاريات Passive بأنها تقدم دقة وألوانًا أفضل، الأمر الذي يمكن جمعه مع مزايا التباين والدقة العالية جدا والحجم الكبير للشاشة للحصول على تجربة أكثر انغماسًا لدى مشاهدة العروض ثلاثية الأبعاد.
مزايا أخرى
واختبرت «الشرق الأوسط» كذلك التطبيقات المدمجة، وذلك بتحميل مجموعة من التطبيقات من متجر «آندرويد»، مثل «نتفليكس» و«يوتيوب» ومجموعة من الألعاب الإلكترونية، ولوحظ أن سرعة الاتصال بالإنترنت كانت عالية ولم يلاحَظ أي تأخر بين الصوت والصورة أو تقطع في تشغيل البث، وهي عوامل تعتمد على سرعة الاتصال بالإنترنت وعلى قدرة التلفزيون على مواكبة المحتوى فائق الدقة الذي يتم عرضه. وتم تشغيل عروض فيديو فائقة الدقة 4K من على وحدة تخزين خارجية «يو إس بي» من دون أي تقطع في العرض على الإطلاق، الأمر الذي يدل على سرعة نقل البيانات من الوحدة ومعالجتها وعرضها.
وإن كنت من محبي الألعاب الإلكترونية، فسيعجبك التلفزيون بعد معرفة أن زمن الاستجابة بعد الضغط على زر أداة التحكم وتفاعل اللعبة معه هو 20 مللي ثانية فقط، على الرغم من وجود كميات كبيرة من المعالجة التي يجريها التلفزيون على الصورة بشكل دوري، وهي قيمة أقل من المعدل الموجود في غالبية التلفزيونات الأخرى.
ويقدم التلفزيون أداتي تحكم عن بعد؛ الأولى قياسية والثانية تقدم لوحة حساسة للمس (قابلة للضغط كزر إضافي) يمكن استخدامها للتنقل بين القوائم بسهولة عوضا عن الضغط على أزرار الاتجاهات، وهي أداة التحكم نفسها التي تحتوي على ميكروفون مدمج.
منافسة على الترفيه المنزلي
ويتنافس الجهاز مع تلفزيونات «سامسونغ» من الفئة العالية، مثل «JS9500»، ويتفوق عليها في مجال قدرات التباين والصوتيات ودعم نظام التشغيل «آندرويد» ورفع دقة الصورة من دون التأثير سلبًا على المحتوى واستخدام مصفوفة من صمامات «إل إي دي» عوضًا عن استخدامها في الجانبين فقط، مع تقديم جودة صورة أفضل في العروض العادية والمجسمة بالدقتين العادية والفائقة. وعلى الرغم من أن تلفزيون «سامسونغ UE55KS9000» يقدم جودة صورة عالية، فإنه لا يدعم تقنية تجسيم الصورة 3D ولا يحتوي على سماعات محيطية متقدمة ويدعم نظام تشغيل «تايزون».
ومن جهتها تقدم «إل جي» تلفزيون «65EC970C» بتصميمه الجميل جدا، ولكنه يقدم خيارات محدودة لتقنية HDR وبعمل بنظام «ويب أو إس».-
* تجربة اختبار التلفزيون فائق الدقة
> تمثلت آلية اختبار الصورة بتجربة العروض التلفزيونية عالية الدقة HD 1080 التي يرفعها التلفزيون آليا إلى الدقة الفائقة 4K، نظرًا لعدم وجود بث تلفزيوني فائق الدقة في المنطقة العربية، وتجربة عروض فيديو بالدقة الفائقة تم تحميلها من الإنترنت إلى الكومبيوتر، ومن ثم نسخها على وحدات تخزين خارجية «يو إس بي» ووصلها بالتلفزيون.
كما جرت مشاهدة محتوى عالي وفائق الدقة عبر خدمة «نتفلكيس» (Netflix) وخدمة «beIN Sport» الرياضية. وتم اختبار عروض فيديو مجسمة 3D كذلك عبر أقراص «بلو - راي» الليزرية.