يعيش أكثر من 3.7 مليون تركي، ومن ذوي الأصول التركية، في ألمانيا، وتعتبر بعض المدن الكبيرة مثل كولون وبرلين من قلاع أنصار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. ونال حزب إردوغان في الانتخابات نسبة 59.7 في المائة من أصوات الأتراك المقيمين في ألمانيا.
وفيما نال أنصار إردوغان حق التظاهر في كولون لعدة مئات من الآلاف يوم الأحد القادم، تستعد شرطة المدينة إلى أكبر إنزال لها هذا العام، بعد أن تقدمت الجالية الكردية في المدينة بطلب الحصول على إجازة مظاهرة مضادة.
وإذ تناقلت الصحافة تحذيرات مختلف مكونات الشعب التركي، وخصوصًا الأكراد والعلويين، من زيادة العنف بين أنصار حملة «التطهير» التي يشنها إردوغان بعد الانقلاب الفاشل، يخشى المحللون السياسيون أن تمتد حملة التطهير إلى ألمانيا.
وانتقد غوكاي سوفوغلو، رئيس الجالية التركية في ألمانيا، إجراءات التطهير وقال إن إردوغان يتخذ من الانقلاب الفاشل واجهة لتصفية خصومه السياسيين. وأضاف أنه يخشى أن تمتد حملة التطهير لتشمل المحامين والصحافيين والليبراليين. ومن غير المتوقع أن يستمع إردوغان إلى مثل هذا النقد دون أن يحرك ساكنًا باتجاهه. وحذر علي ارتان توبراك، رئيس الجالية الكردية التركية، من تصاعد نبرة الشقاق بين مختلف مكونات الجالية التركية، وخصوصًا بين ذوي التوجهات الإسلامية وذوي التوجهات الليبرالية. وقال توبراك إنه لا يمكن الحديث عن «لاديمقراطية» في الحوار بين مكونات الجالية التركية، وإنما عن «العداء» بينها.
من ناحيته، تحدث عزيز أصلاندمير، رئيس الجالية العلوية في ألمانيا، عن صدامات شارعية حصلت سلفًا بين أنصار إردوغان ومعارضيه. وقال أصلاندمير أنه رصدوا تعليمات من تركيا إلى أنصار إردوغان تدعوهم للتظاهر في مناطق ألمانيا التي يكثر فيها الأكراد والعلويون. وأضاف أنه لم يسمع أي تصريحات رادعة من الجمعيات الإسلامية التركية في ألمانيا.
وعبرت بيلغين ايتا، أستاذة العلوم الاجتماعية في جامعة بازل، عن خشيتها أن تنسحب أعمال التصفيات إلى الخارج. وقالت ايتا، التي تتخصص في شؤون المهاجرين، أنها تتوقع أن تؤدي حملة التطهير إلى هروب جماعي للأكراد والعلويين والليبراليين من تركيا إلى ألمانيا والسويد كما حصل ذلك بعد الانقلاب العسكري في عام 1980، وكانت المدن الألمانية شهدت مظاهرات «عفوية» حال الإعلان عن سحق الانقلاب العسكري في تركيا شارك فيها أنصار إردوغان بهتافات بحياة الرئيس التركي وصيحات «الله أكبر». وكانت أكبر هذه المظاهرات في مدينة ايسن (5000) وفي العاصمة برلين (3000).
إلى ذلك، أظهر استطلاع ألماني حديث أن أربعة من كل خمسة مواطنين بألمانيا يعتبرون الإجراءات الصارمة التي يتخذها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في بلاده مبالغًا فيها.
وجاء في الاستطلاع الذي أجراه معهد «يوجوف» لقياس مؤشرات الرأي وتم نشره يوم أمس الخميس أن 64 في المائة من الألمان يعتبرون اعتقال الآلاف من العسكريين والقضاة أمرًا «غير متكافئ تمامًا»، وأوضح 18 في المائة آخرون أنه غير متكافئ إلى حد ما.
واعتبر 34 في المائة ممن شاركوا في الاستطلاع أن التكهنات التي تقول إن محاولة الانقلاب من إنتاج الحكومة في أنقرة بهدف إضعاف معارضيها تعد محتملة للغاية، واعتبر 32 في المائة منهم هذه التكهنات محتملة إلى حد ما. وستة في المائة فقط من المشاركين في الاستطلاع هم الذين وصفوا هذا السيناريو بأنه «غير محتمل على الإطلاق».
يشار إلى أن الحكومة في أنقرة رفضت بشكل حاسم نظريات المؤامرة هذه. ويرى 33 في المائة من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع أن تركيا بصفتها مقصدا سياحيا تعد مكانًا «خطيرًا للغاية»، فيما اعتبرها واحد في المائة فقط أنها آمنة جدا.
وأوضح 61 في المائة من المشاركين في الاستطلاع أن إردوغان خرج قويًا من هذه الأحداث، وتصل هذه النسبة إلى 67 في المائة بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 55 عامًا، فيما تتراوح بين 55 و58 في المائة بين الفئات العمرية الأقل. وبشكل عام يرى 12 في المائة فقط من المشاركين في الاستطلاع أن إردوغان ضعف بعد محاولة الانقلاب.
جدير بالذكر أن هذا الاستطلاع شمل 2137 شخصًا في ألمانيا، وتم إجراؤه في الفترة بين 18 و20 يوليو (تموز) الحالي.
استطلاع: ثلثا الألمان يرون في الانقلاب سيناريو حكوميًا
تحذيرات أن يطال «التطهير» أتراك ألمانيا
استطلاع: ثلثا الألمان يرون في الانقلاب سيناريو حكوميًا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة