مطالب باستقالة رئيس الوزراء الفرنسي خلال الحداد على ضحايا هجوم نيس

ساركوزي ينتقد الحكومة لفشلها في منع الهجمات

أحد عناصر الأمن بكامل سلاحه في نيس عقب الاعتداء الإرهابي (رويترز)
أحد عناصر الأمن بكامل سلاحه في نيس عقب الاعتداء الإرهابي (رويترز)
TT

مطالب باستقالة رئيس الوزراء الفرنسي خلال الحداد على ضحايا هجوم نيس

أحد عناصر الأمن بكامل سلاحه في نيس عقب الاعتداء الإرهابي (رويترز)
أحد عناصر الأمن بكامل سلاحه في نيس عقب الاعتداء الإرهابي (رويترز)

ترددت صيحات الاستنكار بين الحضور عند وصول رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إلى موقع تأبين ضحايا هجوم نيس وأيضا عند مغادرته. وطالب المحتجون باستقالة فالس واتهموه بالتقصير في عمله ورددوا عبارات منها «قاتل» و«استقل». وشارك الآلاف في مراسم الحداد التي أقيمت على شاطئ مدينة نيس الفرنسية لتكريم 84 شخصا لقوا حتفهم في حادث دهس بشاحنة اقتحمت احتفالا شعبيا بيوم الباستيل، العيد الوطني الفرنسي في 14 يوليو (تموز) تموز الحالي. وشارك الفرنسيون في أنحاء البلاد في وقفة الحداد وسط أجواء سياسية متوترة، بعد نشوب جدل حول مدى فعالية سياسة الحكومة الاشتراكية في مكافحة الإرهاب. ووقف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند دقيقة الصمت في وزارة الداخلية في باريس بين قوات الأمن. وجمع الآلاف في الساعة 10.00 بتوقيت غرينتش في أجواء مؤثرة والتزموا دقيقة صمت حدادا على أرواح القتلى وبينهم عشرة أطفال وفتية، غير أن صيحات الغضب سرعان ما حلت محل الهدوء والصمت. وانطلقت من البعض صيحات استهجان لدى وصول رئيس الوزراء مانويل فالس وعند مغادرته حتى إن البعض طالب باستقالته، الأمر الذي يشير إلى الأجواء المشحونة في فرنسا التي شهدت ثلاثة اعتداءات كبيرة منذ مطلع 2015 أسفرت عن أكثر من 250 قتيلا وحيث لم يعد مناخ الوحدة الوطنية الذي ساد غداة الهجمات الأولى قائما. قتل 84 شخصا وأصيب أكثر من 300 مساء الخميس عندما انقض التونسي محمد لحويج بوهلال بشاحنته الضخمة على الحشد، ولا تزال دوافع القاتل غير معروفة حتى بعد تبني تنظيم داعش المجزرة. ولكن مع استمرار التحقيق، يشهد المناخ السياسي تدهورا بعد أن اتهم اليمين واليمين المتطرف السلطات بأنها لم تفعل ما يكفي لمنع هجمات جديدة. وقال الرئيس السابق نيكولا ساركوزي أول من أمس: «كل ما كان ينبغي القيام به منذ 18 شهرا لم يتم»، متحدثا عن «ضرورة توفير الوسائل لضمان أمن الفرنسيين». وأججت الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة مشاعر الكراهية للمهاجرين عندما قال سكرتيرها العام نيكولا باي الاثنين إن «كل الإرهابيين (الذين هاجموا فرنسا منذ سنة ونصف سنة) من أصول مهاجرة».
وفي رد ضمني على هذه الهجمات، قال وزير الداخلية برنار كازنوف إنه يرفض الخوض في الجدال، لكن السلطات تؤكد منذ أيام أنها لم تتساهل في مكافحة الإرهاب. وقالت السلطات إنه تم نشر مائة ألف شرطي ودركي وجندي لضمان الأمن في فرنسا.
وقال وزير الدفاع جان إيف لودريان في ختام اجتماع لمجلس الدفاع: «سنواصل معركتنا بلا هوادة ضد (داعش) في الداخل والخارج»، مضيفا أن فرنسا العضو في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش تواصل ضرباتها في سوريا والعراق. وأكد كل من فالس وكازنوف كذلك في بيان مشترك أن «العمل الحازم» للسلطات «يعطي ثماره» معلنين إفشال 16 اعتداء منذ 2013 في فرنسا». بعد أربعة أيام من الهجوم لم يتوصل التحقيق إلى تحديد الصلات بين القاتل محمد لحويج بوهلال وشبكات «إرهابية» وفق وزير الداخلية. وقال كازنوف إن «طريقة عمله تعتبر تجاوبا تاما مع ما تحتوي عليه رسائل (داعش)». وأضاف في حديث تلفزيوني: «لا يمكن استبعاد تكليف شخص مختل عقليا وعنيف جدا بارتكاب هذه الجريمة المروعة بعد اعتناقه السريع للفكر المتطرف». وكان لا يزال ستة أشخاص موقوفين أمس من بينهم ألباني في الثامنة والثلاثين أوقف الأحد ويشتبه بأنه سلم القاتل المسدس الذي أطلق منه النار على الشرطيين قبل أن يتم قتله. ونقل ثلاثة من الستة الخاضعين للاستجواب إلى مقر جهاز الاستخبارات قرب باريس. وأفادت مصادر في الشرطة أن شخصا واحدا تحدث عن اعتناق لحويج بوهلال للفكر المتطرف قبل فترة قصيرة، وهو رجل عنيف لم يكن يعير أي اهتمام للدين. ويجري البحث عن شركاء محتملين للقاتل الذي خطط للمجزرة بدقة. وقبل اعتداء نيس مساء الخميس، بعث محمد لحويج بوهلال برسالة نصية عبر هاتفه المحمول أعرب فيها عن «سروره لحيازة مسدس من عيار 7. 65 وتحدث عن التزود بأسلحة أخرى»، كما قالت مصادر قريبة من الملف. ويعمل أكثر من مائتي محقق «لتحديد هويات مجمل الذين تلقوا» مختلف الرسائل التي وجهها منفذ الاعتداء». من هذه الرسائل، صورة للسائق التونسي الذي يبلغ الحادية والثلاثين من عمره التقطها بنفسه «وهو يقود الشاحنة بين 11 و14 يوليو».
وقال مصدر قريب من المحققين الفرنسيين إن القاتل رصد موقع الاعتداء بشاحنته يومي 12 و13 يوليو». في غضون ذلك، التزم الفرنسيون دقيقة صمت الاثنين حدادا على قتلى اعتداء نيس الأربعة والثمانين وسط أجواء سياسية متوترة، بعد نشوب جدل حول مدى فعالية سياسة الحكومة الاشتراكية في مكافحة الإرهاب. وقال جابر شقيق المتهم بتنفيذ الهجوم لـ«رويترز»: «يوم الخميس وقبل ساعات قليلة من الحادث كان محمد أخي في ساحة نيس مكان الاحتفال، وأرسل لي صورة سلفي يبدو فيها سعيدا ويضحك بشدة». ولم يتسن لـ«رويترز» التحقق من وجود الصورة التي رفض جابر إظهارها.
وقتلت الشرطة الفرنسية أن المنفذ محمد بوهلال، 31عاما، وهو فرنسي تونسي من مواليد تونس مساء الخميس بعد أن قاد شاحنة مسرعة ودهس حشدا خلال الاحتفالات بالعيد الوطني في نيس. وألقت الشرطة القبض صباح أمس في نيس على رجل وامرأة من أقرباء بوهلال. واعتقل ثلاثة آخرون في وقت سابق ما زالوا قيد الاحتجاز. لكن طليقته التي كانت محتجزة منذ يوم الجمعة أطلق سراحها دون توجيه أي اتهامات لها. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم وقال: «منفذ عملية الدهس في نيس بفرنسا هو أحد جنود الدولة الإسلامية ونفذ العملية استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف الذي يقاتل الدولة الإسلامية».



باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
TT

باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)

حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أمس (السبت)، من أنه «إذا تعرضت مصالحنا للضرر فسوف نرد»، في وقت ينذر فيه وصول دونالد ترمب إلى السلطة في الولايات المتحدة بعلاقات تجارية ودبلوماسية عاصفة بين واشنطن والاتحاد الأوروبي.

وقال بارو في مقابلة مع صحيفة «ويست فرنس»: «من لديه مصلحة في حرب تجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا؟ الأميركيون لديهم عجز تجاري معنا، ولكن العكس تماماً من حيث الاستثمار. فكثير من المصالح والشركات الأميركية موجود في أوروبا».

وأضاف: «إذا رفعنا رسومنا الجمركية، فستكون المصالح الأميركية في أوروبا الخاسر الأكبر. والأمر نفسه ينطبق على الطبقات الوسطى الأميركية التي ستشهد تراجع قدرتها الشرائية».

ووفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد حذر بارو قائلاً: «إذا تأثرت مصالحنا، فسوف نرد بإرادة من حديد».

وتابع: «يجب أن يدرك الجميع جيداً أن أوروبا قررت ضمان احترام العدالة في التبادلات التجارية. وإذا وجدنا ممارسات تعسفية أو غير عادلة، فسنرد عليها».

وقد هدد ترمب الذي يعود إلى البيت الأبيض، الاثنين، الأوروبيين بفرض رسوم جمركية شديدة جداً. وهو يتوقع خصوصاً أن يشتري الاتحاد الأوروبي مزيداً من النفط والغاز الأميركي ويقلل من فائضه التجاري مع الولايات المتحدة.