إنجلترا.. أداء مهتز رغم أنها لم تواجه اختبارًا حقيقيًا

مواجهة فرنسا المحتملة في دور الثمانية بـ«يورو 2016» هل تكون نهاية المشوار؟

تعادل الإنجليز أمام سلوفاكيا أفقدهم قمة المجموعة وصعب من مهمتم (أ.ب)  -  فرحة سلوفاكية بالتعادل (أ.ف.ب)
تعادل الإنجليز أمام سلوفاكيا أفقدهم قمة المجموعة وصعب من مهمتم (أ.ب) - فرحة سلوفاكية بالتعادل (أ.ف.ب)
TT

إنجلترا.. أداء مهتز رغم أنها لم تواجه اختبارًا حقيقيًا

تعادل الإنجليز أمام سلوفاكيا أفقدهم قمة المجموعة وصعب من مهمتم (أ.ب)  -  فرحة سلوفاكية بالتعادل (أ.ف.ب)
تعادل الإنجليز أمام سلوفاكيا أفقدهم قمة المجموعة وصعب من مهمتم (أ.ب) - فرحة سلوفاكية بالتعادل (أ.ف.ب)

سنعمل على أن يدفع شخص ما ثمن ذلك، كان ذلك تعليق روي هودجسون في أعقاب المباراة، وجاء محاولة لبث بعض التفاؤل في أعقاب التعادل من دون أهداف أمام سلوفاكيا، لكنها محاولة لم تحظ بنجاح كبير. لقد دافع هودجسون عن نفسه بعبارته الشهيرة أن شخصًا ما سيدفع ثمن هذا، تلك كانت حجته في الدفاع عن موقفه. وبالنظر إلى أن الاحتمالات في معظمها تشير إلى أن إنجلترا ستواجه فرنسا في دور الثمانية في باريس، فإن من سيدفع ثمن ما حدث سيكون إنجلترا التي جاءت في الترتيب الثاني داخل المجموعة «ب».
ومع ذلك، ورغم مشاعر الإحباط التي سيطرت على كثيرين بسبب تقدم الفريق الوطني الإنجليزي البطيء داخل المجموعة «ب» رغم تواضع مستوى الفرق المشاركة بها، وغياب الشراكات الناجحة داخل الفريق، واختيار حتى الآن خمس تشكيلات مختلفة لخوض ستة أشواط من المباريات، تبقى هناك مساحة وفيرة للأمل. في الواقع، تتسم البطولات بطبيعتها بالتقلبات الشديدة المفاجئة ما بين نجاحات وإخفاقات. ورغم أن إنجلترا بدأت مبارياتها ببطء وتثاقل، فإنها أنهتها على نحو جيد. لقد انتهت منافسات المجموعة «ب» غير مأسوف عليها، لتمر ذكرى رتيبة من غير المتوقع أن تداعب خيال أحد بعد الآن. بيد أن المنافسات ما تزال مستمرة، وما يزال المشوار مستمرًا.
الأمر المؤكد أنه في لحظة ما قد يتغير اتجاه الضغوط لصالح إنجلترا، وسينفتح الطريق أمام الفريق. وستأتي لحظة ما تحمل فرصة ثمينة، مهما كانت صعبة المنال. أما روي هودجسون، فهو على صواب في محاولاته الحثيثة لتعزيز التقدم الذي يشهده أداء الفريق، استعدادًا للمرحلة الثانية من البطولة التي ستحمل معها اختبارًا مختلفًا تمامًا. وفيما يلي عدد من الأسباب الداعية للتفاؤل الفترة المقبلة: أولاً: هودجسون على صواب، فقد هيمنت إنجلترا في كثير من الجوانب خلال المباريات الثلاث التي خاضتها. أمام ويلز، بلغت نسبة استحواذ إنجلترا على الكرة 64 في المائة، وهي النسبة الأعلى لإنجلترا في أي من مبارياتها في الفترة الأخيرة. وجاءت أهداف إنجلترا الثلاثة من 64 كرة جرى تصويبها باتجاه مرمى الخصم. أمام سلوفاكيا، صوب لاعبو الفريق الوطني لإنجلترا الكرة باتجاه المرمى المقابل 29 مرة، ما يزيد بمقدار 12 مرة عما حققته إسبانيا في لقائها أمام تركيا الذي انتهى بفوز الأولى بثلاثة أهداف من دون مقابل.
بطبيعة الحال، يمكن لأي شخص استخلاص النتائج التي تحلو له من وراء هذه الإحصاءات. وفيما يخص إسبانيا، فإن اللافت حقًا أنها لعبت كفريق قوي ومتفوق بوضوح. ولو كان إريك داير قد نفذ العدد ذاته من تمريرات الكرة أمام سلوفاكيا التي نفذها أندريس أنييستا أمام تركيا في إطار أدائه الرائع بصفته صانع ألعاب، فإنه كان سيبقى بمثابة عنصر رفاهية بالفريق خلال لقاء الاثنين أمام آيسلندا، يتولى تغطية مساحات خاوية من الملعب في مواجهة خصم ينصب جل اهتمامه على الذود عن شباكه ضد أي محاولة لإحراز هدف.
على الجانب الإيجابي، نجد أن اللاعبين لم يستسلموا قط أو يتوقفوا عن السعي الدؤوب لتحفيز بعضهم البعض. والملاحظ أن غالبية الأهداف التي اخترقت مرمى إنجلترا نجمت عن ضربة رأس وكرة حرة، وكان باستطاعة جو هارت التصدي لكلا النمطين بسهولة لو كان في أحسن حالاته. وربما كانت الأوضاع لتختلف كثيرًا لو أن الكرة ارتدت باتجاه مختلف، أو لو كان جيمي فاردي تمكن من تجاوز ماتوس كوزاشيك حارس سلوفاكيا والجري بحرية من دون رقابة ليصل إلى زميله جوردان هندرسون.
إلا أن هذه التفاصيل لا تقع في الفراغ، بطبيعة الحال، فإذا لم تتمكن إنجلترا من الوصول إلى السرعة المناسبة في اللعب، وقراءة الحركات الدقيقة الصغيرة للاعبي الخصم، وإيجاد مساحة لنفسها وراء خطوط الخصم، فإن النتيجة هنا لن تكون نتاج فرصة أو حظ سيء، وإنما تختلف النتائج نتيجة الاختلاف بين مجموعة من اللاعبين ما تزال تحاول التعرف على بعضها بعضا وبناء صلات جديدة بينهم على عجل، وفريق آخر يعرف لاعبوه بعضهم بعضا ويألفون تحركات بعضهم جيدًا.
الواضح أن ظهور لاعبين جدد أضفى شعورًا بالتعجل على أداء الفريق بأكمله، خصوصا أن ديلي ألي وداير وفاردي انضموا للفريق في سانت إتيان متأخرًا، وكانوا جميعًا على الهامش منذ عام واحد فقط. واللافت أن أداء إنجلترا هيمن عليه حالة من التردد والتفكك.
أما الخبر السار هنا فهو أن إنجلترا ليست بمفردها في هذا الأمر، فقد اتسمت البطولة بأكملها بمستويات أداء غير مستقرة لدى جميع الفرق. من جانبها، بدا أداء إسبانيا مقنعًا حتى مساء الثلاثاء، وسيكون من الصعب إنزال الهزيمة بإيطاليا في مواجهة دور الـ16. فيما عدا ذلك، لا توجد مجموعة واضحة من الفرق مرشحة للفوز والصعود، ما يعكس حالة تباطؤ وتثاقل في الأداء العام للفرق. في الواقع، لقد عاينت شخصيًا ثلاثة تعادلات من دون أهداف بالبطولة في غضون ثلاثة أيام فحسب. وفي نهاية كل مباراة، كان أحد الفريقين يحتفل بفرحة شديدة لتمكنه من الخروج بشباك نظيفة. ولا يعد هذا خطأ هودجسون، وإنما الرجل الذي ابتكر لنا بطولة «يورو» في شكلها الحديث القائم على المجموعات وإمكانية التقدم والصعود عبر تحقيق التعادل في ثلاثة مباريات، الأمر الذي أضر بالجانب الهجومي في اللعب - ميشيل بلاتيني.
من الأمور المشجعة الأخرى، أن إنجلترا ترغب في تقديم هجمات مرتدة أو على الأقل شن هجمات سريعة، الأمر الذي يبدو ممكنًا حتى الآن. أمام سلوفاكيا، لمس فاردي الكرة 20 مرة فقط في الوقت الذي مررت إنجلترا الكرة على نحو حمل فرصًا محتملة للمهاجم الذي بدا وكأنه يشارك في مكان لا يناسبه، ما جعل الأمر برمته يبدو محاولة تثبيت زر باستخدام مقص!
أمام الفرق الأفضل، من المتوقع أن تبقى إنجلترا قادرة على الهجوم واستغلال نقاط قوتها. إلا أنه في الوقت ذاته ستنكشف في صفوفها نقاط ضعف لم تكن معلومة من قبل. تجدر الإشارة هنا إلى أن خط الدفاع الإنجليزي تعرض لضغط حقيقي على مدار قرابة 20 دقيقة فقط، وتعرضت خلالها شباكه للاختراق من جانب روسيا. وربما يدافع هودجسون عن نفسه بالقول إن تنقل إنجلترا عبر تشكيلات ولاعبين مختلفين يعد ميزة، لكن الحقيقة تبقى أن إنجلترا لم تواجه اختبارًا حقيقيًا بعد.
من ناحية أخرى، تعرضت إنجلترا لانتقادات حادة بسبب غياب اللعب على مساحات واسعة وعلى جانبي الملعب. والملاحظ أن هناك قليلا من اللاعبين الذين يصلحون للمشاركة في وسط الملعب داخل الفريق الإنجليزي. وأعتقد أن أندروس تاونسند بكل بساطته وأسلوبه المباشر في اللعب كان سيخلق اختلافًا في سانت إتيان، مثلما الحال مع آندي كارول أو تروي ديني حال الاستعانة بهما في مركز لاعب خط وسط متقدم. ومع ذلك، فإن الحاجة إلى هؤلاء اللاعبين ربما تتلاشى في الدور الجديد من البطولة، فمن غير المحتمل أن تجد إنجلترا نفسها في الفترة المقبلة مضطرة للضغط على خصوم يميلون للدفاع بعناد.
وفي المرحلة المقبلة، من المحتمل أن يجري الاعتماد على اللاعبين الأربعة الذين شكلوا خط الظهر خلال مباراة ويلز، بجانب داير، مع الاستعانة بواين روني وآلي وربما آدم لالانا في وسط الملعب. وفي الأمام، ربما يبقى الاعتماد قائمًا على دانييل ستريدج. كما يتعين على إنجلترا تعزيز قدراتها الهجومية والتدريب بدرجة أكبر على الضربات الركنية والحرة. وأعتقد أن إنجلترا لديها بالفعل ملعب التدريب والوقت اللذان يسمحان بذلك. وينبغي العمل على تنمية مهارات لاعب ما بالفريق بهذا المجال، ذلك أن الدقة الشديدة في التعامل مع الكرة هي ما سيحسم نتائج المباريات في الجولات المقبلة.
أما ما يبدو محتملاً، فهو أنه في النهاية، مثلما يدرك هودجسون ويدرك الجميع، من المحتمل ألا يجري اللجوء لركلات الترجيح، ذلك أن الاحتمال الأكبر يشير إلى أن المباريات ستحسم بفارق ضئيل للغاية بين الفرق بالاعتماد على التمريرات الدقيقة والقدرة على تعديل أسلوب اللعب للتواؤم مع المستجدات وانتهاز الفرص السانحة.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.