تونس تدرس قانونًا جديدًا للاستثمار

بهدف طمأنة مؤسسات التمويل الدولية وجذب المستثمرين

تونس تدرس قانونًا جديدًا للاستثمار
TT

تونس تدرس قانونًا جديدًا للاستثمار

تونس تدرس قانونًا جديدًا للاستثمار

عرضت الحكومة التونسية مشروع قانون جديد للاستثمار على لجنة المالية والتخطيط والتنمية بالبرلمان، ودافعت وزارة التنمية والتعاون الدولي عن هذا القانون ودعت إلى التصديق عليه، خدمة لمخطط التنمية الذي يمتد من 2016 إلى 2020، وتمهيدًا للمؤتمر الدولي للاستثمار الذي تعقده تونس نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. واعتبر ياسين إبراهيم، وزير التنمية، أن مشروع القانون الجديد للاستثمار يعتبر محاولة جادة لاستقطاب الاستثمارات الخارجية، وطمأنة مؤسسات التمويل الدولي والصناديق الاستثمارية.
وتحفظ أعضاء لجنة المالية والتخطيط والتنمية في البرلمان التونسي في جلسة برلمانية عقدت الاثنين على ما أسموه «فلسفة القانون الجديد للاستثمار»، وطالبوا بحضور وزير التنمية والتعاون الدولي لتوضيح عدة نقاط غامضة في المشروع، من بينها الرفع في القيمة الموظفة عند الاستهلاك، وتحقيق التنمية في الجهات، والرفع من القيمة التنافسية.
وطالب نواب البرلمان في نفس الجلسة بإدراج التصدير، وبعث أقطاب للتنمية في مختلف المناطق، بهدف التغيير التدريجي لمنوال التنمية الذي يفاضل بين المناطق الساحلية الواقعة على البحر المتوسط ومناطق الداخل الفقيرة.
وعلق البرلمان التونسي قبل أشهر النظر في مشروع القانون الجديد، على الرغم من أهميته بالنسبة لرجال الأعمال، وأعطى أولوية التصديق على القانون الأساسي للبنك المركزي التونسي وقانون البنوك والمؤسسات المالية، باعتبارها تحظى بالأولوية في إطار الاتفاقيات المالية المبرمة مع صندوق النقد الدولي.
وعاشت تونس خلال السنتين الأخيرتين تباطؤا اقتصاديا واضحا ترجمته معدلات النمو السنوي الضعيفة التي لم تتجاوز حدود الـ1.5 في المائة، وتدعم وزارة التنمية هذا القانون الجديد، وترى أنه قادر على تخطي الأزمة الاقتصادية الراهنة، المتمثلة في انتكاسة الاستثمارات الداخلية والخارجية، وضعف الصادرات، وعجز الميزان التجاري.
ويمثل الاستثمار الخاص في تونس نحو 61 في المائة من مجموع الاستثمار، وهي نسبة ضعيفة، فهذه النسبة ترتفع حسب خبراء في المجالين المالي والاقتصادي إلى 75 في المائة في مصر، و78 في المائة في المغرب، و85 في المائة في تركيا، وهذا الواقع قد يدفع الجدل إلى أقصاه بين مختلف الأطراف السياسية والمنظمات الاجتماعية والاقتصادية.
وتراهن وزارة التنمية والاستثمار والتعاون الدولي على تخفيف الإجراءات الإدارية، والقضاء على الروتين لتشجيع الإقبال على الاستثمار في تونس، وذلك من خلال تقليص عدد التراخيص، ومراجعة كراسات الشروط في إطار برنامج حكومي على امتدد خمس سنوات.
وبشأن هذا القانون الجديد، شكك عبد المجيد البدوي الخبير الاقتصادي في قانون الاستثمار المعروض حاليا، وقال إنه اجتر نفس ثوابت وفلسفة قانون الاستثمارات المطبق في تونس منذ سنة 1993.
وأشار في تصريح إعلامي إلى أن قانون الاستثمار القديم لم ينجح في حفز الاستثمارات الخارجية سواء منها المباشرة أو غير المباشرة، لأنه قدم مزايا متعددة لفائدة المستثمرين على غرار الإعفاءات الكثيرة من الضرائب، والتغطية الاجتماعية للعمال لمدة قد تصل لخمس سنوات.



صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.