ضعف جودة برامج رمضان تلاحق وزير الإعلام المغربي

فشل الكوميديا وتداخل مزعج بين أبطال المسلسلات والإعلانات

أبطال مسلسل سر المرجان
أبطال مسلسل سر المرجان
TT

ضعف جودة برامج رمضان تلاحق وزير الإعلام المغربي

أبطال مسلسل سر المرجان
أبطال مسلسل سر المرجان

انضم مصطفى الخلفي، وزير الإعلام المغربي، إلى منتقدي المسلسلات والبرامج التي عرضت خلال شهر رمضان الحالي على القنوات التلفزيونية المغربية وخلفت استياء لدى المشاهدين، وهو أمر أصبح معتادا كل عام خلال الشهر الفضيل رغم ارتفاع نسبة المتابعة.
وبالنظر للاهتمام الذي يوليه المغاربة لهذه البرامج والأعمال الدرامية، سئل الوزير الخلفي في لقائه الصحافي الأسبوعي الذي يعقده عقب انعقاد مجلس الحكومة عن موقفه من تدني مستوى بعض الإنتاجات التلفزيونية المعروضة، رغم أن الوزراء ليسوا هم من يكتبون سيناريوهات تلك الأعمال أو يختارون الممثلين الذين سيظهرون فيها، لكن هذا لم يمنع الوزير الخلفي باعتباره الوصي على القطاع من الرد على أنه «يتقاسم عددا من الملاحظات المعبر عنها في المجتمع»، بشأن تلك الإنتاجات الرمضانية، وأن «الملاحظات مشروعة تعبر عن انتظارات حقيقية»، وأن الأمر يتطلب «بذل مجهود مضاعف» للارتقاء بالجودة قبل أن يستدرك أنه «لا يمكن إصدار حكم عام على كل الإنتاجات، إذ إن هناك من لقيت قبولا وأخرى لقيت رفضا».
ورمى الوزير الكرة في ملعب هيئات انتقاء البرامج في القناتين المغربيتين الأولى والثانية لأنها «هي المخولة لتقييم الأمر ودراسته واتخاذ القرارات المتعلقة به، خصوصا فيما يتعلق بالإعداد المبكر»، وحتى لا تحمل الحكومة مسؤولية رداءة المنتوج الرمضاني، قال الوزير إن «الأمر يتعلق بعملية إبداعية لا ترتبط بالسلطة التنفيذية». ولم يسلم وزير الإعلام من المساءلة بشأن برامج رمضان من قبل نواب البرلمان أيضا، فقبل أيام قليلة من حلول الشهر الفضيل، سئل الخلفي بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان) عن الجديد الذي تحمله شبكة البرامج لرمضان 2016. وما إذا كانت تلك المحطات ستقدم «منتوجا مغربيا جذابا يفتح شهية المشاهد المغربي لمتابعة قنواته المحلية، ولا يهجرها إلى قنوات عربية تبث أعمالا موجهة لشعوب أخرى»، حسب تعبير مستشار من الفريق الاشتراكي المعارض.
ورد وزير الإعلام بأن جديد رمضان الحالي هو أن الإنتاج المغربي سيهيمن بنسبة 90 في المائة من مجموع البرامج. وحفاظا على خصوصية رمضان ستعرض برامج دينية مثل «الدين والناس» و«طرق العارفين» وأخرى موجهة للشباب، مثل مسابقة تجويد القرآن الكريم على القناة الثانية «دوزيم» ومسابقة في الابتهالات.
وما ميز رمضان هذا العام على شاشة التلفزيون هو استمرار عرض البرامج السياسية التي كانت تختفي لصالح المسلسلات وبرامج الترفيه. وكشف الوزير الخلفي عن أن نسبة مشاهدة القنوات المغربية تضاعفت 3 مرات وأن رفع الجودة هو الرهان.
وسارعت القناة التلفزيونية الثانية دوزيم التي كانت قد خسرت نسبة كبيرة من مشاهديها العام الماضي إلى إصدار بيان تؤكد فيه أن نسبة مشاهدة القناة بلغت أزيد من 60 في المائة خلال الأيام الثلاثة الأولى لشهر رمضان في فترات الذروة. وعادة ما تكون الأيام الأولى من رمضان «استكشافية بالنسبة للمشاهد المغربي يغذيها الفضول لمعرفة ماذا سيقدم له وما إن كانت البرامج تغيرت نحو الأفضل».
وكشفت القناة عن أنها تمكنت من تحقيق هذه النسبة «رغم احتدام المنافسة وتنوع البرامج المعروضة»، وأن البرمجة المتنوعة استطاعت تحقيق نتائج جيدة، وتصدرت الكوميديا هذه النتائج، ومنها برنامج الكاميرا الخفية (مشيتي فيها) الذي حقق نسب المشاهدة بمجموع 7.7 ملايين مشاهد، (77 في المائة من نسبة المشاهدة)، يليه سيتكوم «لوبيرج» بما مجموعه 7 ملايين مشاهد (61.5 في المائة) في حين حصد سيتكوم «سلوى والزبير» 6.6 ملايين مشاهد (60 في المائة)، يليه سيتكوم «كبور ولحبيب» بـ4. 5 ملايين مشاهد (56 في المائة)، ثم المسلسل الاجتماعي «سر المرجان» بـ5 ملايين مشاهد (56 في المائة).
وتحسبا للانتقادات المحتملة التي لا تسلم منها القنوات المغربية خلال رمضان، أوضحت «دوزيم» أن فريق القناة الثانية مدعوما بلجنة لانتقاء البرامج تضم 8 أعضاء منهم أربعة من خارج القناة، يقومون بدراسة معمقة للأعمال المقترحة، مبنية على دراسات توضح انتظارات المشاهدين. وأنه وعيا منها بدورها تجاه المجتمع وتطلعاته، ضمنت برمجتها الرمضانية إنتاجات ذات مواضيع اجتماعية من قبيل السلسلة الدرامية «سر المرجان» التي تتناول موضوع التعليم العمومي، وسيتكوم «لوبيرج» الذي يسلط الضوء على إسهامات مغاربة العالم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لبلدهم.
بدورها، خصصت القناة التلفزيونية الأولى جزءا كبيرا من البرامج خلال رمضان للمسلسلات الكوميدية، منها مسلسل «مرحبا بصحابي» ومسلسل «نعام ألالة» من بطولة نعيمة إلياس، وبشرى أهريش، ومريم الزعيمي، وسيتكوم «مستر ساسنور» الذي يلعب الدور الرئيسي فيه الممثل عمز عزوزي. وهو من الأعمال التي نالت أكبر قسط من الانتقادات بسبب المشاهد السخيفة والمفتعلة التي يؤديها الممثلون والمواضيع السطحية التي يتناولها.
ويرى عدد كبير من المشاهدين أن ضعف الأعمال الرمضانية المغربية يتعلق أساسا بالكوميديا التي يعترف مخرجوها أنها تنتج على عجل لتكون جاهزة للعرض في رمضان، في حين تحسنت الأعمال الدرامية بشكل كبير وارتقى أداء الممثلين فيها وكذا نوعية المواضيع التي تعالجها، إلا أن هناك ظاهرة أخرى أصبحت مرتبطة بالمنتج التلفزيوني المغربي خلال رمضان، وهي التداخل المزعج بين الوصلات الإعلانية والمسلسلات، حيث إن عددا من أبطال تلك المسلسلات ومنشطي البرامج يظهرون في أكثر من إعلان بالتزامن مع عرض أعمالهم لدرجة يختلط فيها الأمر على المتتبعين إن كانوا يشاهدون إعلانا لمنتوج تجاري أم مشهدا من مسلسل. وانضم هذا العام بطلا مسلسل تركي يحمل عنوان «سامحيني» يعرض منذ سنوات إلى قائمة الممثلين الذين يظهرون في إعلان لشركة اتصالات بالتزامن مع عرض المسلسل.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.