قال الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إن الإعلام الإماراتي والعربي يتحمّل مسؤولية تاريخية في التعريف بحقيقة قوى التطرف والعنف، وفضح أفكارها الشريرة لتحصين المجتمعات العربية والإسلامية منها، وإنه يعد ركنًا أساسيًا من أركان أي استراتيجية ناجحة لمواجهة الإرهاب والقوى التي تمارسه أو تدعمه أو تبرره.
وأضاف الشيخ محمد بن زايد أن «هذه القوى تعتمد بشكل مكثف على الإعلام للترويج لنفسها ومحاولة النفاذ إلى عقول وقلوب الشباب العربي والمسلم، وتوجيه سهامها المسمومة إلى مجتمعاتنا للنيل من أمنها واستقرارها ووحدتها»، داعيًا الإعلاميين والكتاب وأصحاب الفكر والرأي لمواصلة «دورهم المقدّر في التصدي للفكر الظلامي ومرجعياته المتزمتة، والعمل على تصحيح الصورة السلبية، التي تسبب بها الإرهابيون ودعاة العنف والتطرف، عن المجتمعات العربية والإسلامية أمام العالم الخارجي، من خلال التأكيد على الدوام أن سلوك هذه الفئة الضالة لا يمثل على الإطلاق حقيقة الدين الحنيف، إضافة إلى مد جسور التواصل مع العالم لنشر قيم الإسلام الحقيقية التي تحض على التسامح والسلام والمحبة والتعايش بين البشر جميعًا».
وتابع ولي عهد أبوظبي أن «ما يزيد من أهمية دور الإعلام المهني والوطني خلال المرحلة الحالية، حالة الفوضى الحادثة في مجال الإعلام على المستوى العربي في ظل الاستخدام السيئ لوسائل التواصل الاجتماعي من قبل بعض القوى، لتهديد أمن المجتمعات والإساءة إلى قيمها وخصوصياتها، وانتشار الأبواق الإعلامية الطائفية والمذهبية والدينية والعرقية التي تبث الفرقة بين أبناء الشعب الواحد، وتثير أسباب الصراع الأهلي داخل المجتمعات. ومن هنا تبرز الحاجة الماسة إلى دور الإعلام المتزن والمعتدل الذي يقدم مادة إعلامية إيجابية تبني ولا تهدم، وتخاطب العقول قبل العواطف، وتعزز قيم التعايش والوسطية والاعتدال، بدلاً من أن تشجع على التعصب والعنف والعنصرية».
وجاء حديث الشيخ محمد بن زايد خلال استقباله، في العاصمة الإماراتية أبوظبي أمس، قيادات إعلامية محلية وعربية ولفيفا من الكتاب ورؤساء تحرير الصحف الإماراتية وممثلي المؤسسات الإعلامية الوطنية والعربية والأجنبية العاملة في الإمارات، برفقه الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر، وزير الدولة رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن «الإعلام بكل أشكاله يلعب دورا مهما ومؤثرا في عملية بناء المجتمعات فكريا وثقافيا وحتى سلوكيا»، مشيرًا في حديثه إلى «الدور المضاعف والمتنامي لوسائل الإعلام والإعلاميين في تناول مجريات الأحداث والتطورات المختلفة ومعالجتها وفق مسؤولية وفهم عميق لأبعادها.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن «الإعلام الوطني شريك أساسي في البناء التنموي والحضاري للإمارات، من خلال دوره في إبراز الرؤى والطموحات التنموية، وتسليط الضوء على الأفكار البناءة والمحفزة للتميز والإبداع، وهو أحد أهم عناصر الاستراتيجية الوطنية الشاملة للتصدي للأخطار والتحديات المحيطة بالوطن»، مشيرًا إلى أن «القيادة حريصة دائمًا على دعم الإعلام لكي يستمر في القيام بدوره وتحمّل مسؤولياته في ظل التحولات والمتغيرات الكبرى التي تشهدها المنطقة العربية والعالم أجمع، ولديها إيمان مطلق بهذا الدور وأهمية تعزيزه وتقويته».
وأضاف أن «الإعلام الإماراتي له دور محوري في تجسيد ثقافة المجتمع الإماراتي وقيمه الحضارية في التسامح والانفتاح والوسطية والاعتدال، وتعريف العالم بهذه القيم، بما يعزز الصورة الإيجابية لدولة للإمارات على المستوى الدولي، ويبرز إنجازاتها الحضارية والتنموية الكبيرة، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تعمل فيها بعض القوى المغرضة على الإساءة إلى الدول العربية والإسلامية، واتهامها بدعم الإرهاب والتطرف وربط اسمها بكل ما هو سلبي استغلالاً لممارسات قوى وجماعات تدّعي زورًا أنها تنطق باسم الإسلام وهو بريء منها ومن ممارساتها الدموية البعيدة كل البعد عن تعاليمه وشرائعه السمحة».
الشيخ محمد بن زايد: الإعلام ركن أساسي في أي استراتيجية ناجحة لمواجهة الإرهاب
قال خلال لقائه الإعلاميين المحليين والإقليميين إن عليه دورًا في التعريف بقوى التطرف لتحصين المجتمعات العربية
الشيخ محمد بن زايد: الإعلام ركن أساسي في أي استراتيجية ناجحة لمواجهة الإرهاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة