السفير الأميركي لدى السعودية لـ«الشرق الأوسط»: اختلاف الرؤى بين البلدين لا يعني التوتر

قال في حوار إن الشركات في بلاده مهتمة بالتعرف على تفاصيل «الرؤية 2030»

السفير جوزيف ويستفال («الشرق الأوسط»)
السفير جوزيف ويستفال («الشرق الأوسط»)
TT

السفير الأميركي لدى السعودية لـ«الشرق الأوسط»: اختلاف الرؤى بين البلدين لا يعني التوتر

السفير جوزيف ويستفال («الشرق الأوسط»)
السفير جوزيف ويستفال («الشرق الأوسط»)

أكد جوزيف ويستفال سفير الولايات المتحدة لدى السعودية أهمية زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي إلى الولايات المتحدة، ولقائه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، ووزيري الخارجية والدفاع الأميركيين وأعضاء الكونغرس وقادة الأعمال ورؤساء الشركات الأميركيين.
وأشار السفير إلى قوة ومتانة العلاقات السعودية - الأميركية رغم اختلاف الرؤى في بعض القضايا المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط والقضايا المتعلقة بأنشطة إيران وزعزعة استقرار الدول في المنطقة، وقال إن اختلاف الرؤى بين البلدين لا يعني التوتر في العلاقات.
ووصف ويستفال الزيارة بالمهمة، خصوصا على الجانب الاقتصادي، واللقاءات مع أعضاء الغرفة التجارية الأميركية وقادة الشركات الأميركية في واشنطن ونيويورك وكاليفورنيا للترويج للرؤية 2030، وجذب الشركات الأميركية للاستثمار في المملكة، مشيرا إلى استماع قادة الشركات للأمير محمد بن سلمان، واستماع الأمير لقادة الأعمال يشكل أهمية كبيرة في المضي قدما لتنفيذ خطة الرؤية. السفير الأميركي شدد في حوار مع «الشرق الأوسط» على أهمية التعاون السعودي - الأميركي الأمني والعسكري في مجال مكافحة الإرهاب ودور المملكة في التحالف الدولي لمكافحة «داعش»، مشيرا إلى أن الحادث الإرهابي الأخير الذي جرى في الملهي الليلي بولاية فلوريدا يؤكد مخاطر الشكل الجديد للإرهاب ويؤكد أهمية التكاتف الدولي لمكافحة كل أشكال الإرهاب والعنف المتطرف عسكريا وايدلوجيا
.. فإلى نص الحوار:
* هذه هي الزيارة الثالثة للأمير محمد بن سلمان إلى أميركا بعد زيارته لواشنطن في مايو (أيار) 2015 مع ولي العهد الأمير محمد بن نايف قبل قمة كامب ديفيد وزيارته الثانية في سبتمبر (أيلول) الماضي مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. فما أهمية هذه الزيارة؟
- أعتقد أن لهذه الزيارة أهمية خاصة تختلف عن الزيارات السابقة، فهي أول زيارة رسمية للأمير محمد بن سلمان كولي ولي العهد، وأهمية الزيارة تكمن في أمرين الأول هو عرض الروية 2030 التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان في أبريل (نيسان) الماضي وعرض خطة السعودية الطموحة للتحول من الاعتماد على النفط إلى تنويع الاقتصاد والتوجه إلى مجتمع الأعمال الأميركي لتحقيق شراكة وتعاون أفضل وجذب استثمارات أميركية إلى المملكة. الأمر الثاني يتعلق بمناقشة القضايا الإقليمية مثل سوريا واليمن والعراق وإيران وليبيا مع المسؤولين في الإدارة الأميركية والعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والسعودية تواجه تحديات في الرؤى والسياسيات. ولذا تشكل زيارة الأمير محمد بن سلمان أهمية خاصة في اللقاء وجها لوجه مع المسؤولين وأعضاء الكونغرس لمناقشة تلك الأفكار والرؤى.
* الرئيس الأميركي باراك أوباما سيستقبل الأمير محمد بن سلمان الخميس المقبل.. ويشير عدد من المحللين إلى أهمية هذا اللقاء على خلفية ما يقال بأن هناك توترات واختلافات في الرؤى والمواقف على خلفية التقارب الأميركي - الإيراني.. فما تعليقكم على ذلك؟
- هناك الكثير الذي قيل حول توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية، لكني لا أرى هذا التوتر، فقد كان لقاء الرئيس أوباما مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في الرياض جيدا للغاية، وبالطبع هناك اختلافات في الرؤى حول إيران وحول معالجة الأوضاع في سوريا وحول أوضاع حقوق الإنسان، لكن ذلك لا ينفي أن هناك دائما نقاشات جيدة ومثمرة وأننا نعمل بشكل متواصل لتحقيق نفس الهدف وهو حل القضايا وتحقيق الاستقرار. ولقاءات القادة تؤكد ذلك ولقاء الرئيس أوباما مع الأمير محمد بن سلمان هو دليل على التواصل المستمر بين الجانبين إضافة إلى العمل التفصيلي الذي يستمر بشكل يومي بين المسؤولين من البلدين
* منطقة الشرق الأوسط تعاني من عدة مشاكل إقليمية مثل الأزمة السورية والحرب الأهلية المستمرة منذ خمس سنوات والوضع في العراق بعد تصاعد نفوذ تنظيم داعش في العراق وسوريا إضافة إلى القتال المستمر في اليمن والأوضاع المتدهورة في ليبيا، وجميعها قضايا تشكل اهتمام لدى كل من السعودية والولايات المتحدة. ما فحوى النقاشات بين الجانبين حول تلك القضايا؟ وما الجديد الذي يمكن أن يخرج خلال الزيارة؟
- الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تتشاركان في النقاشات حول كل هذه القضايا طوال الوقت، ولا أعتقد أنه يمكن الإعلان عن تطور جديد في تلك القضايا بعد الزيارة، لكن الإدارة الأميركية على اتصال مستمر مع السعودية لمناقشتها، وقد قام وزير الخارجية الأميركي جون كيري بزيارات إلى الرياض عدة مرات، ونحاول أن نجد سبلا وطرقا لحلها مع كل الأطراف الإقليمية والدولية، والعمل مع روسيا والاتحاد الأوروبي لحل الأزمة السورية والتعاون في بقية القضايا الإقليمية. وتعد زيارة الأمير محمد بن سلمان فرصة لمناقشة تفاصيل تلك القضايا بشكل مباشر مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري وأيضا لقاؤه مع وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر وتبادل النقاشات مع المسؤولين العسكريين ومع مسؤولي الاستخبارات الأميركية.
* كيف تمضي العلاقات الأمنية والاستراتيجية السعودية - الأميركية من جانب، والعلاقة الخليجية - الأميركية بشكل عام؟
- هناك بالفعل علاقات تاريخية وأمنية واستراتيجية قوية تربط الولايات المتحدة والسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، ولذا فإن لقاء الأمير محمد بن سلمان مع وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر يعد لقاء مهما للغاية، حيث يعد فرصة لمناقشة القضايا الأمنية والتعاون العسكري، وذلك على الصعيد الثنائي، وعلى صعيد التعاون الأميركي - الخليجي وكيفية المضي قدما بعد المحادثات والاتفاقات التي جرت في قمة دول مجلس التعاون الخليجي في أبريل الماضي ومتابعة النتائج والاتفاقات التي خرج بها قمة كامب ديفيد في مايو الماضي والتعاون العسكري في عدة مناطق مثل نظم الدفاع الباليستية والأمن السيبراني وتعميق الشراكة والتعاون لمواجهة التهديدات الخارجية وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
* تتزايد المخاوف من تهديدات تنظيم داعش في خاصة بعد ما شهده العالم من تفجيرات أخيرة.. والسعودية لاعب رئيسي وهام في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمكافحة التنظيم الإرهابي.. برأيك، كيف يمكن تكثيف الجهود الثنائية بين البلدين لمواجهة تلك التحديات؟
- المملكة العربية السعودية بالفعل لها دور هام في التحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش وتقوم بمواجهة تهديدات التنظيم داخل المملكة والعلاقات الأميركية مع السعودية في مجال مكافحة الإرهاب هي علاقة قوية ومتواصلة ويقوم ولي العهد الأمير محمد بن نايف بدور هام في هذا المجال، والجانبان يثمنان العلاقات في المجال الأمني والاستخباراتي لمكافحة الإرهاب. وعلينا أن نقول إن ما حدث من حادث إرهابي في مدينة أورلاندو وأسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 100 شخص يعد تذكرة بخطورة الأفكار المتطرفة وقدرة شخص واحد على قتل عدد كبير من الناس، وهذا الأمر يشكل تحديا للسعودية وتحديا للولايات المتحدة، ونعمل معا عسكريا لملاحقة وهزيمة «داعش» في العراق وسوريا ونعمل معا لمكافحة أفكار وآيديولوجيا التنظيم.
* تكتسب زيارة الأمير محمد بن سلمان أهمية خاصة في شقها الاقتصادي واجتذبت الروية السعودية 2030 اهتمام الكثير من الدوائر الاقتصادية.. في رأيك كيف يمكن الترويج للرؤية وجذب الاستثمارات الأميركية إلى السعودية؟
- بالفعل.. فالرؤية 2030 تشكل أهمية كبيرة كبرنامج للتحول في الاقتصاد السعودية وبصفة عامة أي محاولات لتحويل الاقتصاد أمر صعب ويتطلب الكثير من الجهد وهناك بالفعل اهتمام كبير لدي قادة الأعمال في الولايات المتحدة ورؤساء الشركات للاستماع إلى أفكار الأمير محمد بن سلمان واستعراض التحديات والحديث حول الفرص المتوافرة للشركات الأميركية وتشجيعها للاستثمار في الاقتصاد السعودي.
* من خلال عملك سفيرا للولايات المتحدة لدى السعودية، كيف تقيم نجاحات الشركات الأميركية التي عملت وتعمل بالفعل في البلاد، وما رسالتك للشركات الأميركية الراغبة في الاستثمار في المملكة؟
- هناك بالفعل عدد كبير من الشركات الأميركية التي تعمل منذ زمن في السعودية وتشهد نجاحات متواصلة، وهناك دائما تحديات تواجه الشركات فيما يتعلق بالحصول على تأشيرات الدخول وتتعلق بالجوانب القانونية والشركات الأميركية الراغبة في العمل في السعودية عليها أن تعرف المعايير لدخول للسوق السعودي، وأن تعرف إجراءات تأشيرات الدخول التي قد تكون معقدة بعض الشيء للشركات الصغيرة. وما أراه أن هناك الكثير من الاهتمام من الشركات الأميركية - التي لم تقم بالعمل دخل المملكة من قبل - لمعرفة مزيد من المعلومات والتفكير في الاستثمار في السوق السعودي. ومثلما نعمل على جذب الاستثمار إلى الولايات المتحدة نقوم بتعديل القوانين لتكون أكثر مرونة لجذب الاستثمار الأجنبي وأيضا يعمل المسؤولون السعوديين لتهيئة المناخ لجذب الاستثمارات الأجنبية والنهوض بالتعليم والتدريب وتحقيق مرونة أكبر في الضرائب والقواعد المالية، وهذا ما تقدمه الرؤية 2030، وكل تلك التحولات والإصلاحات ستستغرق بعضا من الوقت. وأعتقد أن زيارة الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة كأول البلاد للترويج للرؤية ترجع إلى إدراكه بأهمية الشركات الأميركية كأفضل وأقدر الشركات على القيام بالأعمال. وهناك تحديات كثيرة منها كيفية تحسين مناخ الاستثمار وجذب الاستثمار الأجنبي والمضي قدما في برنامج خصخصة أصول الدول وتعديلات الإطار القانون، وفي النهاية فإن المملكة تمضي بقوة في الطريق نحو التغيير.
* زيارة الأمير محمد بن سلمان تتضمن محطة في نيويورك حيث كبرى الشركات المالية ووول ستريت ومحطة أخرى في وادي السيليكون حيث كبري الشركات التكنولوجية.. كيف ترى تلك المحطات وأهميتها؟
- مرة اخري أعتقد أنها فرصة جيدة للقاء مع المستثمرين والشركات الأميركية وتوضيح صورة التغييرات التي تجري في المملكة العربية السعودية واقتصادها، وهذه اللقاءات هامة للغاية للتواصل والمشاركة والتعرف على الشركات الأميركية والاستماع إلى وجهات نظر كل طرف وعلى أساسها يتم تحديد كيفية المضي قدما وتحقيق النجاح.



«كوب 16» في الرياض: 35 قراراً لمكافحة التصحر

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
TT

«كوب 16» في الرياض: 35 قراراً لمكافحة التصحر

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

اختتم مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) اجتماعاته في الرياض، أمس، بالموافقة على 35 قراراً حول مواضيع محورية تسهم في الحد من تدهور الأراضي ومكافحة الجفاف.

وحقَّقت الدول في «كوب 16» تقدماً ملحوظاً في وضع الأسس لإنشاء نظام عالمي لمكافحة الجفاف مستقبلاً. كما تم التعهد بتقديم أكثر من 12 مليار دولار.

وأكَّد رئيس الدورة الـ16 للمؤتمر، وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي المهندس عبد الرحمن الفضلي، في كلمة ختامية، التزام المملكة مواصلةَ جهودها للمحافظة على النظم البيئية، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي، والتصدي للجفاف. وأعرب عن تطلُّع المملكة لأن تُسهمَ مخرجات هذه الدورة في إحداث نقلة نوعية تعزّز الجهود المبذولة في هذا الصدد.