رفه: أخشى أن تنحرف بوصلة المسؤولية نحو الاتجاه الخاطئ في الاتحاد

قاروب: إن الحل للنادي يكمن في تطبيق مبادئ الإفلاس عليه

ماجد قاروب  و منير رفه («الشرق الأوسط»)
ماجد قاروب و منير رفه («الشرق الأوسط»)
TT

رفه: أخشى أن تنحرف بوصلة المسؤولية نحو الاتجاه الخاطئ في الاتحاد

ماجد قاروب  و منير رفه («الشرق الأوسط»)
ماجد قاروب و منير رفه («الشرق الأوسط»)

أثار بيان الهيئة العامة للرياضة الذي كشف تفاصيل التقرير النهائي للجنة التي شكلتها الهيئة لحصر وتدقيق الوضع المالي لنادي الاتحاد، حفيظة أنصار النادي، في ظل الرقم المالي الكبير المطالب به ناديهم بعد تجاوزه 299.2 مليون ريال (79.73 مليون دولار).
ووصف منير رفه، عضو شرف نادي الاتحاد، بيان الهيئة العامة للرياضة والذي تناولت من خلاله ديون النادي بأنه يثير تساؤلات كثيرة تبحث عن إجابات وتوضيحات للمبالغ الواردة فيه، ومن المتسبب في تلك الفروقات على وجه التحديد، وحتى لا تنحرف بوصلة المسؤولية إلى الاتجاه الخاطئ، رافضًا الخوض في أي تفاصيل لعدم اطلاعه الكامل على التفاصيل المتعلقة بالتقرير.
وقال رفه في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إنه لا يستطيع الحكم على عدالة التقرير طالما كان التقرير متضمنا تحفظ الهيئة على ما ورد فيه من معلومات، وعلى مصادر تلك المعلومات، إلا أنه أضاف أنه كان من الأولى تحقيقا للعدالة ولتوضيح الأمور للجمهور، العودة بالفحص إلى ميزانية 2012م على الأقل، وهي الميزانية بين إدارتي المهندس محمد الفايز واللواء محمد بن داخل، والتي تشكل جزءا من الأزمة في الوضع المالي، وتعود لمرحلة التسلم والتسليم بينهما، وهذا أمر يتطلب توضيحا من اللجنة والمحاسب القانوني للهيئة، عن ربط التقرير لعام 2013م.
من جهة أخرى، قال الدكتور ماجد قاروب، عضو اللجنة القانونية في الاتحاد الدولي لكرة القدم، ومستشار الجمعية الدولية لقانون الرياضة للشؤون الدولية، إن بيان الهيئة يعتبر لحظة حقيقية في تاريخ الرياضة السعودية، حيث تعرفت على حقيقة واقع الأندية السعودية التي تدار بعشوائية وتعاني من إفلاس مالي وإداري، منوهًا أن حديثه منصبًا من الناحية القانونية.
وأضاف الدكتور قاروب، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «البيان لم يتناول ما يجب أن يكون عليه الوضع بمعالجة جذرية لواقع الأندية، ويجب ألا ينظر إليه على أنه حالة تخص نادي الاتحاد بوصفها حالة شاذة عن باقي الأندية. فجميع الأندية السعودية المحترفة والممتازة وفي الدرجة الأولى وصولاً إلى أندية المناطق، تعاني من نفس الأزمة التي يعاني منها نادي الاتحاد من عشوائية الإدارة والإفلاس المالي والإداري الرياضي في تلك الأندية».
وأشار عضو اللجنة القانونية في الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى أنه لا يرغب في التعليق على الأمور المالية في التقرير المالي، بقدر ما يود توضيح أن المسألة ليست في حجم الديون، بل في الإلمام بالوضع الذي تعانيه الأندية والشروع في إيجاد معالجة حقيقية جذرية لواقع الأندية السعودية.
وعن ملاحقة المتسببين في الديون قضائيًا، قال قاروب: «الملاحقة القانونية يجب أن تشمل مسؤولي هيئة الرياضة، وكل من حضر وشارك في الجمعية العمومية لنادي الاتحاد؛ لأن النادي يصدر ميزانية من خلال محاسب قانوني وتسلم لهيئة الرياضة، وتحدد الجمعية العمومية، والجمعية العمومية تحضر وتقر تلك القوائم، فعلى ذلك يجب أن يحاسب الجميع، قبل أن يطالب بعدم النظر في للماضي والبدء في صفحة جديدة، يتم من خلالها معالجة ما تسبب فيما تعاني منه الرياضة السعودية من أخطاء، والتي تسببت بها صورية الأندية والجهات الرقابية عليها». مشيرًا إلى أن هيئة الرياضة ما لم تتدخل بوضع حلول جذرية تشريعية إجرائية، فستكون المتسبب الأول في استمرار واستفحال مشكلات الأندية والرياضة السعودية.
وعن الحلول المقترحة لنادي الاتحاد في الوضع الحالي، قال قاروب: «أن تطبق عليه مبادئ الإفلاس كما هو الواقع في الشركات، كوننا أمام حالة إفلاس مالي كامل للمؤسسة القانونية المسماة بنادي الاتحاد، وأمام عشوائية في العمل، والإشراف عليه من قبل الجمعية العمومية ومن مجلس الإدارة ومن قبل المؤسسة الحاكمة وهي هيئة الرياضة، ولذلك إذا ما تحدثنا من مبادئ الاستثمار والخصخصة إلى تحويل المؤسسات القانونية الرياضية إلى عناصر تعمل وفق مبادئ الربح والخسارة، فيجب أن تكون الحلول التي تعالج بها حالات الأندية جميعها اليوم وليس نادي الاتحاد فقط، هي نفس المبادئ التي تطبق على المؤسسات التجارية التي تتعرض لحالات الإفلاس وتطبيق مبادئ التسوية الواقية من الإفلاس».
وفيما يتعلق بالعرض الذي قدم من شركة «صلة» لنادي الاتحاد، قال قاروب: «عرض (صلة) لا يعنينا في مشكلة نادي الاتحاد اليوم، الذي بحاجة إلى معالجات جذرية وليست شكلية، تقوم بها هيئة الرياضة واتحاد الكرة، بواجباتهما الحقيقية وليست الإعلامية والجماهيرية»، مبينًا أن الحل يكون في تكوين لجنة ثلاثية تعين من قبل هيئة الرياضة لتكون بعيدة عن الضغوطات الإعلامية والجماهيرية للشروع في معالجة حقيقية للوضع.
وأوضح قاروب أن اللجنة الثلاثية التي يتم تعيينها من هيئة الرياضة تتطلب أن تتولى الشأن المالي والقانوني والرياضي للنادي، وتعين لثلاث سنوات على الأقل، ليتم معالجة الديون المترتبة على النادي من خلال الإيرادات، حتى إن دفع الأمر لبيع لاعب من الفريق للوفاء بالالتزامات المالية للنادي، كما أن تكليف إدارة سيجعلها تحت الضغط الجماهيري، فالأفضل لذلك تكوين لجنة لتسيير أمور النادي.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».