محمد علي كلاي.. شق طريقه بقبضة يده

داعية محنك وسياسي من الطراز الأول.. تنبأ بوصول أفريقي مسلم لمقعد الرئاسة

محمد علي ومالكم إكس («الشرق الأوسط»)
محمد علي ومالكم إكس («الشرق الأوسط»)
TT

محمد علي كلاي.. شق طريقه بقبضة يده

محمد علي ومالكم إكس («الشرق الأوسط»)
محمد علي ومالكم إكس («الشرق الأوسط»)

من الصعب أن تجد بداية لأي حديث عن محمد علي، فهو جرافة قوية حطمت جدران الخوف أمام الأفارقة السود وارتفع بأمانيهم إلى القمة بعد أن كانت قمة أمانيهم هي مقعد في مطعم أو باص يرتاده الرجل الأبيض أو يتزوج الأفريقي من فتاة بيضاء. ولد محمد علي بقبضة يد قوية أعلنها يوم أن حاول مد يده وهو طفل رضيع فاصطدمت بفك والدته فحطم أسنانها ونقلت إلى المستشفى. بهذه القبضة القوية شق محمد علي طريقه في عالم الملاكمة ليحطم أسماء كبيرة وشهيرة أمثال ارشي مور، وهنري كوبر، وسوني ليستون، وفلويد باترسون، وغيرهم، فأهال عليهم غطاء النسيان بعد أن رفرف حولهم كالفراشة ولدغهم كالنحلة كما وصفوه.
لم تكن القبضة الفولاذية هي كل شيء في مشوار محمد علي أو هي سلاحه الوحيد، فهو جمع بين القوة والرشاقة والخلق القويم الذي تربى عليه منذ الصغر، فلقد كانت السيدة أودسا برادي والدته متدينة محافظة لا تسمح في بيتها للخمور أو التدخين أو القول الفاحش. حباه الله بسرعة البديهة والذكاء الحاد المدعم بالقوة، فالرد عنده جاهز وسريع ولا يحتاج للتفكير لحظة، ولم لا وعقله كالحاسوب يرد بسرعة قبضته القوية.
* لسانه الحاد وإيمانه بنفسه
لو كانت كل مقومات محمد علي هي يده الطويلة للمع لفترة وبرق في عالم النجومية الرياضية ثم أفل واختفى في الظلام كما اختفى الآخرون، إلا أن محمد علي ولد بلسان لا عقد فيه وعزيمة قوية أتعبت المحللين والكتاب الذين تابعوه وهو يتنبأ بفوزه بالجولة التي يحددها، لكن أن يقول إن الأميركي الأسود سيصبح في حياته رئيسًا للولايات المتحدة في الوقت الذي كان يكافح فيه الأميركي الأسود أن يمشي جنبًا إلى جنب مع الفتاة البيضاء فكان أمرًا غريبًا، ولقد سألته عن هذا الاعتقاد فرد بسخرية.. ومرت الأيام وجاء أوباما الأفريقي من أصل إسلامي ليعتلي مقعد الرئاسة في حياة محمد علي في أكبر بلد استعبد الناس، وقد ولدته أمه (أوديسا) حرًا في17 يناير (كانون الثاني) عام 1942 باسم كاسيوس كلاي بمستشفى لويسفيل بولاية كنتاكي بعد أن حصل والده على حريته، بعد أن كان عبدًا للمارشال السياسي الأميركي مارسيلو كاسيوس كلاي الذي أعتق عبيده، فدفع حياته ثمنًا لذلك.
* محمد علي ومالكم إكس
كان محمد علي يبحث عن شيء ولا يعرف ما هو إلى أن التقى بالداعية الإسلامي مالكم إكس إلى وضع علامة (إكس) أمام اسمه حتى يجد اسمه الحقيقي. أسلم كاسيوس كلاي وبحث عن اسم لا يذكره بسيده في العبودية فاختار له مالكم إكس اسم محمد علي. لم يجلس محمد علي في بيته يتعبد ويصلي فحسب، فقد علم أن المسلم الذي وصله القرآن أصبح رسولاً بالنيابة يبلغ الناس الرسالة.
تخلى محمد عن صرخاته الشهيرة أنا الأجمل أنا الأفضل أنا الأعظم، فقد علم أن العظمة لله وحده وأن الإيمان ثورة ضد الظلم والعبودية، فرفض الحرب في فيتنام وتحمل بكل صلابة وجلد عواقب موقفه. أسلم على يده عدد غفير من الرياضيين والفنانين وأفارقة وبنى المساجد ونشر الكتب الكثيرة وظل يدعو الناس للإيمان وهو في حلبة الصراع مع المرض لما يقرب من ثلاثين عامًا.
رحل محمد علي عن عالمنا وترك تراثًا قويًا لكل من يريد أن يتعلم دروسًا في الرياضة أو الدين أو السياسة، «دائمًا أحسب خطواتي قبل دخول المعركة لا أقلل من خصمي ولا أبلغ في قدرتي»، رحم الله محمد علي.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.