مع نهاية الأسبوع، تدخل كبير الصحافيين المتقاعدين، دان راثر، ليدافع عن زملائه أمام هجمات قوية من المرشح الجمهوري دونالد ترامب. في بداية الأسبوع، بدأ ترامب هجماته، أولا، في مؤتمر صحافي، ثم في مقابلات مع صحافيين جمهوريين.
ربما كان لا بد أن يدافع راثر عن زملائه. في عام 2005، استقال راثر من رئاسة قسم الأخبار في تلفزيون «سي بى إس» بعد أن هاجمه جمهوريون بقيادة الرئيس جورج بوش الابن، لأنه شكك في سجل خدمات بوش في القوات الأميركية المسلحة.
يوم الخميس، كتب راثر في حسابه على «فيسبوك»: «طبيعيا ومنطقيا وتاريخيا، تظل العلاقة بين السياسيين الأقوياء والصحافيين علاقة مواجهة»، وأضاف: «شعرت بقشعريرة هبطت إلى أسفل عمودي الفقري وأنا أشاهد ترامب يهاجم الصحافيين. أين؟ في مؤتمر صحافي. ليست هجمات السياسيين على الصحافيين جديدة. مرات تنجح، لكن، ولحسن الحظ، تفشل في مرات كثيرة. لكن هجمات ترامب نوع آخر. إنها قدح وتوبيخ وذم. أكثر من ذلك، إنها تهديد».
وأضاف راثر: «ليس هذا الموضوع عن السياسة. إنه عن حماية المبادئ التي هي أعز ما نملك. إنه عن العلاقة بين الصحافيين والأقوياء. لهذا، بادر الآباء المؤسسون، ووضعوا في الدستور مواد تحمى الذين ينتقدون الأقوياء».
في بداية الأسبوع، في مؤتمر صحافي نادر، سارع صحافيون وسألوا ترامب عن وعد كان قطعه في نهاية العام الماضي بأنه سيتبرع بستة ملايين دولار لمنظمات الجنود المتقاعدين. لكن، في الشهر الماضي، اكتشف صحافيون أنه لم يوفِ بوعده. وسارع ترامب وأرسل شيكات إلى هذه المنظمات. واكتشف الصحافيون أنه لم يفعل ذلك أخيرًا إلا بعد أن اكتشفوا هم أنه لم يفعل ذلك من قبل شهور.
هذا بعض مما قال: «يجب أن يخجل الصحافيون من أنفسهم.. هذا مثال آخر على عدم نزاهة الصحافيين.. أنا لا أصدق ما أسمع»، وقال: «كل يوم أرسل شيكات تبرعات إلى الناس، وبدلا من أن يكون الرد هو الشكر، ها أنا أتعرض لحملة نقد لا أصدقها».
بعد يوم، ظهر ترامب في مقابلة تلفزيونية مع الجمهوري المتطرف شون هانيتي. وواصل هجومه على الصحافيين. قال: «كان ذلك المؤتمر الصحافي تجربة رهيبة. سألونى مرات ومرات: أين الأموال؟ أين الأموال؟ أين الأموال؟ نسوا أن هذه أموالي».
بعد يوم آخر، في مقابلة مع كريس كومو، صحافي تلفزيون «سي إن إن»، دافعت كاترينا بيرسون، المتحدثة باسم ترامب عن هجوم ترامب على الصحافيين. قالت: «يعرف كثير من الصحافيين الحقائق معرفة كاملة. لكنهم يتعمدون نشر القصص المروعة عن السيد ترامب. ويتعمدون تصويره في صور سلبية».
سألها كومو: «هل ستحدث هذه الهجمات إذا صار ترامب رئيسا للجمهورية؟»، أجابت: «لن تحدث عندما يصير السيد ترامب هو الرئيس. ستكون عنده وسائل كثيرة لكسب الشعب الأميركي».
عن هذا كتب مايكل بيسكار في صحيفة «واشنطن بوست»: «يشير هذا إلى خطر كبير مقبل. يمكن أن يعلن الرئيس القادم الحرب على الصحافيين». من المفارقات أن كثيرا من الصحافيين، وخبراء الإعلام كتبوا، خلال الشهور القليلة الماضية، أن الصحافيين يجاملون ترامب.
في فبراير الماضي، قالت مجلة «كولمبيا جورناليزم ريفيو»، التي تصدرها كلية الصحافة في جامعة كولومبيا (في نيويورك)، أن ترامب شذ عن عادات سابقة لمرشحين قبله، منها: تصريحاته البذيئة (ليست فقط متطرفة)، وشتائمه لمعارضيه (ليست فقط اختلافات في الرأي). لكن، قالت المجلة إنه، أهم من ذلك، شذ ترامب في مجالين مهمين:
أولا: بسبب ثروته العملاقة (يعتقد أنها عشرة مليارات دولار)، لم يجمع أي تبرعات سياسية.
ثانيا: بسبب ذكائه الخارق (الذي بنى به ثروته)، لا يركز على الإعلانات في التلفزيون، وذلك لأنه يستغل الصحافيين.
وقال غيدج سكيدمور، من كبار محرري «ويكيميديا» (تابعة لشركة «ويكيبيديا»، وتتخصص في الإعلام): «صار صحافيون من مختلف الاتجاهات والميول السياسية يتفقون على شيء واحد: يكررون كل ما يقول ترامب. إذن، لماذا يحتاج ترامب ليصرف عشرات الملايين من الدولارات في دعايات في التلفزيون، أو في الصحف، أو حتى في لافتات وملصقات في الطرق العامة؟».
وأضاف: «من المفارقات أن ترامب يقدر على صرف عشرات، بل مئات، من ملايين الدولارات على هذه الدعايات، لكنه لا يحتاج للدعايات».
وقال سكيدمور: «يعرف الصحافيون الذين ينشرون أخبار ترامب وشتائمه أنها تجد إقبالاً كثيرًا من الناس (حتى الذين يختلفون معه). لكن، يعرف الصحافيون أن أغلبية الأميركيين ليسوا راضين عن شتائم وإساءات ترامب».
في الأسبوع الماضي، وجه ترامب إساءاته وشتائمه نحو الصحافيين. وطبعًا، لم يرضوا.
ترامب يستمر في شتم الصحافيين.. رغم الانتقادات
جاملوه كثيرًا خلال حملته الانتخابية
ترامب يستمر في شتم الصحافيين.. رغم الانتقادات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة