البرلمان التونسي يسائل وزيرة السياحة بشأن اتفاقية التعاون السياحي والاستثماري مع إيران

وزيرة السياحة نفت استقطاب نحو 10 آلاف سائح إيراني خلال سنة 2016

سلمى اللومي وزيرة السياحة التونسية (رويترز)
سلمى اللومي وزيرة السياحة التونسية (رويترز)
TT

البرلمان التونسي يسائل وزيرة السياحة بشأن اتفاقية التعاون السياحي والاستثماري مع إيران

سلمى اللومي وزيرة السياحة التونسية (رويترز)
سلمى اللومي وزيرة السياحة التونسية (رويترز)

كشفت سلمى اللومي وزيرة السياحة التونسية يوم أمس في جلسة برلمانية عن فحوى اتفاقية التعاون السياحي والاستثماري الذي أبرمته تونس مع إيران يوم 11 شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وقالت أمام أعضاء البرلمان، إنها «اتفاقية تقنية لا غير لا تتعدى تكوين الإطارات وأهل المهنة في المجال السياحي».
وفندت اللومي مزاعم سابقة لاستقطاب نحو عشرة آلاف سائح إيراني خلال سنة 2016، وقالت إن الاتفاقية قد تعرضت لمجموعة من المبالغات وهي لا تعدو أن تكون اتفاقية بين تونس وإيران تندرج في إطار عضوية البلدين في المنظمة الدولية للسياحة.
وأضافت في مساءلة شفوية أمام أعضاء البرلمان التونسي أن الاتفاقية مع الجانب الإيراني تشمل ميادين هندسة التكوين وتفقد المنتجات داخل المؤسسات السياحية علاوة على مجال القوانين الخاصة بالقطاع السياحي وتبادل الخبراء. وأكدت أن هذه الاتفاقية تتمثل في برنامج لتبادل الخبرات في التكوين وليست لها صلة بقدوم السياح الإيرانيين إلى تونس.
وكانت ريم الثايري النائبة في البرلمان قد وجهت سؤالا إلى وزيرة السياحة حول مدى التزام تونس بتطبيق الاتفاقية المذكورة التي نصت على استقطاب 10 آلاف سائح إيراني وإحداث خط جوي مباشر بين تونس وإيران.
وأشارت الثائري إلى ما يمثله هذا التعاون من خطر على سيادة تونس، ودعت إلى إلغاء الاتفاقية وقطع العلاقات مع هذا البلد على غرار ما قامت به المغرب. وعبرت عن احتراز تجاه الاتفاق السياحي بين تونس وإيران، وسببه أمني، وأشارت إلى مخاوف نسبة كبيرة من التونسيين من الاتفاق السياحي بين تونس والجانب الإيراني.
وأدانت أطراف تونسية الاتفاق السياحي بين الحكومتين التونسية والإيرانية، واعتبرته خطرًا جسيمًا على أمن تونس القومي واستقرارها ومستقبلها وطالبت بإلغائه والتراجع عنه إلى حين مناقشته في مجلس نواب الشعب (البرلمان) أو عرضه على استفتاء شعبي.
وكان مسعود سلطاني نائب رئيس الجمهورية الإيرانية، قد أشار في تصريح إعلامي في ختام الدورة الخامسة للجنة المشتركة التونسية الإيرانية، إلى التوقيع على برنامج تعاون يمتد على 3 سنوات وإمضاء اتفاقية تتضمن إقامة مشاريع استثمارية وتسهيل الحركة السياحية، كما تضمنت مساعدة وكالات الأسفار على تصميم برامج سياحية مشتركة وتبادل الخبرات بين البلدين، مع الإعلان عن خطة لاستقطاب نحو 10 آلاف سائح إيراني لفائدة السوق السياحية التونسية خلال سنة 2016. وقال السلطاني إن الاتفاق سيمكن من إحداث خط جوي مباشر بين البلدين، ودعم التعاون في مجال الصناعات التقليدية، والعمل على حل مشكل التأشيرات بين الطرفين.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.