البرلمان اللبناني يعقد جلسات تشريعية الأسبوع المقبل و«المباحثات الرئاسية» تنطلق اليوم

جعجع يعلن نفسه «مرشحا طبيعيا» وعون يرى أن «الرئيس التوافقي يتقاسمه الزعماء»

البرلمان اللبناني يعقد جلسات تشريعية الأسبوع المقبل و«المباحثات الرئاسية» تنطلق اليوم
TT

البرلمان اللبناني يعقد جلسات تشريعية الأسبوع المقبل و«المباحثات الرئاسية» تنطلق اليوم

البرلمان اللبناني يعقد جلسات تشريعية الأسبوع المقبل و«المباحثات الرئاسية» تنطلق اليوم

أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أنه سيدعو إلى جلسة تشريعية عامة تعقد على مدى ثلاثة أيام الأسبوع المقبل للدرس وإقرار جدول أعمال حافل، مؤكدا العمل على تنشيط العمل التشريعي وأنه ستعقد أكثر من جلسة قبل نهاية ولاية رئيس الجمهورية، في مايو (أيار) المقبل. وكان البرلمان اللبناني توقف عن عقد جلساته التشريعية منذ شهر مايو الماضي، حين مدد لنفسه 17 شهرا، فيما امتنعت الكتل النيابية المنضوية في قوى 14 آذار عن الحضور كون الدستور لا يعطي البرلمان حق التشريع في ظل حكومة تصريف أعمال، الأمر الذي كان يحول دون تأمين النصاب.
ومن المتوقع أن تبدأ اللجنة التي عينها رئيس مجلس النواب للتشاور مع الأفرقاء اللبنانيين بشأن الاستحقاق الرئاسي، اجتماعاتها اليوم بلقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي، ونقل النواب الذين التقوا بري أمس عنه «حرصه على العمل من أجل عقد جلسة انتخاب ناجحة»، وأشاروا إلى أن «اللجنة النيابية التي شكلها بدأت بأخذ المواعيد لإجراء جولتها على عدد من المرجعيات والكتل النيابية».
ولا تزال «صورة الرئيس المقبل» الذي سينتخب لأول مرة بعيدا عن التدخل السوري المباشر في لبنان، غير واضحة، في غياب أي معطيات تشير إلى توافق على اسم معين. ويبدو واضحا الانقسام بين فريقي 8 آذار و14 آذار، فيما لا تستبعد بعض التوقعات أن تكون التسوية بانتخاب رئيس توافقي لا ينتمي إلى أي منهما، أو من خلال التمديد للرئيس الحالي ميشال سليمان، على وقع الأزمة السورية الممتدة منذ عام 2011، والتي تنعكس بشكل مباشر على لبنان أمنيا وسياسيا.
وحتى الآن، يمكن القول إن رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون، ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، هما مرشحان «تلقائيان» من قبل فريق 8 آذار، بينما يتنافس في قوى 14 آذار أربعة مرشحين، هم رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس الجمهورية السابق أمين الجميل، إضافة إلى النائبين بطرس حرب، وروبير غانم.
وفي ظل الحديث والجدل الحاصل بين اختيار «الرئيس القوي» أو «الرئيس التوافقي»، ميز رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون الذي كان بدأ حراكه الانتخابي بالانفتاح على خصومه، ولا سيما «تيار المستقبل»، بين الوصفين، معتبرا في تغريدة له على موقع «تويتر» أن «الرئيس التوافقي يتقاسمه الزعماء ويقسمون الوطن مناطق نفوذ، بينما الرئيس الوفاقي يجمع لبنان واللبنانيين في وحدة وطنية شاملة».
من جهته، قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في مقابلة مع قناة «العربية» إنه «المرشح الطبيعي» للانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدا أن لبنان بحاجة إلى رئيس قوي يملك برنامجا سياسيا واضحا. وقال إن من أولوياته، في حال الفوز، العمل على سحب حزب الله من القتال في سوريا، معربا في الوقت عينه عن استعداده للتحالف مع حزب الله في حال غير الحزب مواقفه. ورأى جعجع أن الأمل بتسمية «تيار المستقبل» عون لرئاسة الجمهورية، معدوم تماما.
وعن احتمال التمديد للرئيس الحالي، قال جعجع إن «سليمان سبق له أن أعلن رفضه التمديد، علما بأن هذا الأمر يحتاج إلى ثلثي مجلس النواب، وفي حال توفر هذا النصاب نذهب مباشرة لانتخاب رئيس جديد»، مضيفا: «كما أنني ضد الاستثناء، سواء التمديد لرئيس الجمهورية وتعديل الدستور لتمكين موظفي الفئة الأولى من الوصول إلى رئاسة الجمهورية».
في المقابل، شدد البطريرك الماروني بشارة الراعي على الحاجة إلى انتخاب «رئيس يجمعنا ويعرف كيف يخاطب الفريقين ويجمعهم»، داعيا الكتل السياسية إلى البحث عن رئيس بالتشاور. ورأى الراعي أن «الرئيس اللبناني يجب أن يكون مقبولا داخليا». وأشار كذلك إلى أنه و«بحكم انتماء لبنان إلى الأسرة العربية والدولية، من الطبيعي أن يكون للدول الخارجية دور»، معتبرا أن هذا الدور يكون «بتحييد لبنان عن الحرب السورية وفصله عن القضايا الأخرى، وعدم ربط مصيره بمصير سوريا والدول الأخرى».
ودعا الراعي رئيس مجلس النواب إلى عقد جلسة لانتخاب رئيس «بأسرع وقت ممكن تفاديا للفراغ، بغض النظر عن حضور الجميع أو غيابهم».
وعن إمكانية تعديل الدستور للتمديد للعماد ميشال سليمان، شدد الراعي على ضرورة احترام الدستور، لكنه أضاف: «إذا وصلت الدولة إلى مرحلة هي بحاجة فيها إلى التعديل فلتعدل. الدستور ليس منزلا».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».