بعد إطلاق فصائل معارضة سوريا في منطقة الغوطة الغربية بمحافظة ريف دمشق «معركة زئير الأحرار لكسر الحصار» ليل أول من أمس الخميس، وتمكنها من السيطرة على ثمانية حواجز عسكرية تابعة لقوات النظام، وأسرها ثمانية عناصر منهم، شن الطيران الحربي النظامي أكثر من 34 غارة جوية على عدة بلدات في المنطقة أسفرت عن مقتل عدد من المدنيين بينهم طفلان وامرأة وإصابة العشرات. ومن جانبها، أحكمت قوات النظام سيطرتها على بلدة بالا في الغوطة الشرقية بعد مواجهات عنيفة وقصف متواصل بشتى أنواع الأسلحة.
مصادر في المعارضة السورية أفادت أن حركتي «أحرار الشام» و«أجناد الشام»، بمشاركة من «جبهة النصرة»، أطلقتا «معركة زئير الأحرار لكسر الحصار» مساء الخميس على عدة محاور ردًا على محاولة قوات النظام التقدم في منطقتي خان الشيح وداريا، غربي وجنوبي غربي دمشق. وبعد معارك عنيفة طالت لعدة ساعات تمكنت فصائل المعارضة من السيطرة على ثماني نقاط عسكرية هي: حاجز الدرخبية والبنايات والجمعيات وحاجز التوتة وحاجز البساتنة والملعب وتل الدرخبية والخزان. واستولت أيضًا على دبابة من طراز «تي 72» وعربتي «بي إم بي» و«شيلكا»، كما تم اسر ثمانية عناصر من قوات النظام. ووفق بيان صادر عن «جبهة النصرة» تمت السيطرة على أربعة حواجز والسيطرة على بلدة الدرخبية وتأمين الطريق الواصل بين مخيم خان الشيح الفلسطيني والقرى المحيطة به.
من جهة ثانية، بث «مركز خان الشيح نيوز» صورًا قال أنها لجنود النظام الذين أسروا، وبينهم أربعة عناصر من ميليشيا «اللجان الشعبية» في خان الشيح وملازم أول ومقدم من مرتبات اللواء 75. كما بثت «تنسيقية التل» فيديو يظهر أحد الأسرى من «اللجان الشعبية» جريحا يتلقى العلاج في نقطة طبية بالغوطة الغربية، ولدى سؤاله عن عمره قال إنه لم يتجاوز السابعة عشرة، وأن النظام أرغمه على التجنيد في صفوف «اللجان الشعبية» لمقاتلة المعارضين. واتهمت «تنسيقية التل» النظام بتجنيد الأطفال للزج بهم في المعارك.
وفي سياق متصل، تكبَّدت قوات النظام خسائر في عتادها العسكري من خلال إعطاب مقاتلي المعارضة دبابتين كانتا تحاولان التقدم على أطراف مدينة داريا، ونشر المكتب الإعلامي لـ«حركة أحرار الشام» الإسلامية صورًا لدبابتين وعربة «شيلكا» وكميات من الأسلحة والذخائر من غنائمهم على حساب قوات النظام خلال المعارك، بحسب مصادر معارضة.
وردت قوات النظام على سيطرة الفصائل المعارضة على بلدة الدرخبية بقصف جوي عنيف، إذ تعرضت البلدة لأكثر من 34 غارة جوية من الطيران الحربي بينهم غارتان استهدفتا أطراف بلدة زاكية المحاذية لها في الغوطة الغربية. أيضًا ألقت الهليكوبترات العسكرية قرابة 42 برميلاً متفجرًا على البلدة وأطرافها، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف على المنطقة. وأسفر قصف المدفعي عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، بينهم طفلان وامرأة وإصابة أكثر من خمسة آخرين في مخيم خان الشيح.
بالتوازي مع ذلك وبعد معارك استخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة مع قصف متواصل، تمكنت قوات النظام والميلشيات الإيرانية وميليشيا ما يسمى «حزب الله» من السيطرة على بلدة بالا في الغوطة الشرقية، التي تعتبر نقطة التقاء بين ثلاثة قطاعات رئيسية في الغوطة الشرقية (الجنوبي والأوسط والمرج).بحسب مصادر معارضة، والتي قالت إنه بهذا تكون قوات النظام والميليشيات الداعمة لها قد فرضت سيطرتها على القطاع الجنوبي من الغوطة الشرقية كاملاً. وجاء هذا التطور بعد أقل من أسبوع من سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية وما يسمى «حزب الله» على معظم قرى وبلدات القطاع الجنوبي، وأبرزها: دير العصافير وزبدين وحوش الدوير والبياض وحرستا القنطرة والركابية وحوش الحمصي وبزينة ونولة. وكان النظام قد استفاد من تنازع فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية لتحقيق هذا التقدم. ويشار إلى أن نزاعا نشب بين أكبر فصائل المعارضة المسيطرة على الغوطة الشرقية وهما «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن»، وسط دعوات لوقف الاقتتال بينهما أثمرت فقط في الأسبوع الماضي اتفاقًا يقضي بوقف القتال، ولكن بعد أن خسرا القطاع الجنوبي كاملا.
فصائل المعارضة السورية تأسر عسكريين
تتقدم غرب دمشق.. وقوات النظام شرقها

فصائل المعارضة السورية تأسر عسكريين

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة