سليماني: حضور إيران في العراق وسوريا رد على وجود القوات الأميركية

خامنئي يدافع عن القتال في سوريا ويضعها ضمن «حرب الإرادات»

صورة نشرها موقع الكتروني لقائد الحرس الثوري محمد علي جعفري يؤدي التحية العسكرية أمام المرشد الأعلى أمس
صورة نشرها موقع الكتروني لقائد الحرس الثوري محمد علي جعفري يؤدي التحية العسكرية أمام المرشد الأعلى أمس
TT

سليماني: حضور إيران في العراق وسوريا رد على وجود القوات الأميركية

صورة نشرها موقع الكتروني لقائد الحرس الثوري محمد علي جعفري يؤدي التحية العسكرية أمام المرشد الأعلى أمس
صورة نشرها موقع الكتروني لقائد الحرس الثوري محمد علي جعفري يؤدي التحية العسكرية أمام المرشد الأعلى أمس

اعتبر قائد فيلق قدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني أن حضور إيران العسكري في العراق وسوريا هو رد على القوات الأميركية «التي لعبت دورا في خلق الأحداث». وأضاف أن بلاده شاركت في الحرب بعدما «اتبع الأميركيون طرقا مختلفة من أجل خلق الحروب والصراعات القبلية».
وكان سليماني يتحدث في مؤتمر «الحوزة الثورية» في قم شرق طهران، ودافع عن إرسال إيران قوات إلى سوريا، واعتبرها «دليلا واضحا على القيام بأعمال ثورية». وقال سليماني: «إن القوات الإيرانية توجد في سوريا دفاعا عن الإسلام».
وبرر سقوط عدد كبير من قواته في خان طومان بريف حلب الجنوبي، بقوله: «إن سبب ذلك دفاعهم عن الثورة والإسلام الخالص».
من جهة ثانية، أفاد سليماني أن «الأميركيين يريدون انهيار الثورة الإيرانية اعتقادا منهم أن الثورة تؤثر في قوة هذا البلد في كل العالم».
وفي حين تحدث سليماني عن «انتصارات القوات الإيرانية في كل حروب المنطقة»، صرح بأنه لولا «مساعدة إيران في حفظ النظام بسوريا لسيطر تنظيم داعش على سوريا». وأضاف أنه في ظروف العراق الحالية فإن «السنة والشيعة والكرد في العراق يفتخرون بصداقة إيران»!
وعن الأزمات التي تشهدها دول المنطقة، وما تواجه من حروب داخلية، قال سليماني: «إن الأمن في بلاده ثمرة لـ(حنكة وحكمة خامنئي) وإنه لولا (الروح الثورية) لكانت إيران أشبه بأفغانستان».
وبينما أكد خامنئي موقف بلاده من التدخل في سوريا والعراق ضمن ما تعده إيران «نموا للثورة في المنطقة»، قال أحد رجال الدين المقربين من خامنئي: «إن الخميني كان يقصد تصدير فكر الثورة وليس السلاح والقوات».
وقال المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، أمس، إن بلاده تخوض حروبا «غير متكافئة» على مدى 38 عاما من عمر النظام، واصفا إياها بحروب «الإرادات»، وأوضح خامنئي أن «تراخي أي طرف من أطراف هذه الحرب سيؤدي إلى هزيمته لا محالة».
وعلى هامش حضوره حفل تخرج طلاب الكلية العسكرية التابعة للحرس الثوري، دافع خامنئي عن نشاط الحرس الثوري في المنطقة قائلا: إنه «يصون الثورة»، واصفا ما يقوم به الحرس بـ«الجهاد الأكبر». وكان مسؤول في الكلية العسكرية قد كشف قبل نحو أسبوع عن إرسال 100 مدرب إلى العراق وسوريا لتدريب ميليشيات. ولم يتضح حتى الآن إذا ما كان الحرس الثوري ينوي إرسال خريجي الكلية العسكرية هذا العام إلى مناطق الحرب في سوريا.
يشار إلى أن مساعد قائد القوات البرية في الجيش الإيراني، كمال بيمبري قال في 24 من أبريل (نيسان) الماضي: «إن الجيش أرسل قواتا خاصة بأوامر مباشرة من خامنئي».
من جانبه، قال قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري: «إن أميركا تخوض حربا بالوكالة في المنطقة (لمنع استمرار الثورة والنهضة الإسلامية)». وفي إشارة إلى وجود قوات من الحرس الثوري في سوريا والعراق، أعرب جعفري عن استعداد قواته العمل بتوصيات خامنئي لحفظ «الثورة وعزة النظام».
وأوضح رئيس مؤسسة «آستان قدس رضوي» إبراهيم رئيسي، أن قصد الخميني «تصدير رسالة وفكر وآيديولوجية الثورة وهو ما حدث اليوم». وتعد هذه المرة الأولى التي يوجه فيها رجل دين بارز انتقادات غير مباشرة حول إرسال قوات عسكرية إلى خارج حدود إيران.
وأدلى رئيسي بتصريحاته في لقاء مع وفد من «الحشد الشعبي» العراقي الذي يوجد هذه الأيام في إيران، وتأتي هذه التصريحات من الرجل المقرب من خامنئي، في حين تتورط إيران في إرسال السلاح والقوات إلى العراق وسوريا ولبنان واليمن، بحسب ما كشفت الأجهزة الأمنية في دول، مثل البحرين والكويت ذخائر وخلايا على صلة بإيران خلال العام الماضي. واعترف المسؤولون الإيرانيون في أكثر من مناسبة بشكل مباشر وغير مباشر بتصدير الثورة؛ لتبرير دور إيران في تدهور أوضاع المنطقة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.