في حفلة غنائية عامرة رقصت على أنغامها أمواج الواجهة البحرية في بيروت، أحيا الفنانان راغب علامة ونانسي عجرم رابع أيام «مهرجانات بيروت الثقافية» (وسط العاصمة)، مفتتحين بذلك الموسم الفنّي لصيف لبنان.
ففي وسط بيروت وتحت سقف القبّة العملاقة التي سبق واستضافت على مدى ثلاثة أيام متتالية عرض «رواية بيروت»، من ضمن برنامج «مهرجانات بيروت الثقافية» (بيروت تنبض)، تجمّع أكثر من 1500 شخص ينتظرون بشغف بداية أولى حفلات الصيف في لبنان، التي ستكرّ بعدها سلسلة حفلات مهرجانات تصل إلى المائة موزّعة على مختلف المدن والبلدات اللبنانية.
استهلّت الحفلة التي بدأت متأخرة عن موعدها نحو النصف ساعة، بفعل زحمة السير التي سادت معظم طرقات العاصمة المؤدية إلى وسط بيروت قبالة الواجهة البحرية، بوصلة غنائية لنجوم برنامج الهواة (إكس فاكتور)، الذين كانوا ينتمون إلى فريق راغب علامة. بعدها مباشرة أطلّت الفنانة نانسي عجرم مع فرقتها الموسيقية على المسرح، لتفتتح السهرة بأغنيتها المعروفة «ما تيجي هنا»، بعد أن خاطبت جمهورها موجهة إليه التحية وشاكرة في الوقت نفسه منظمي المهرجان وعلى رأسهم لمى سلام رئيسة لجنة «مهرجانات بيروت الثقافية». وترك الجمهور مقاعده ليتابع وقوفًا من الجهة الأمامية للمسرح غناء فنانتهم، فراح يتمايل مع أغانٍ صدح بها صوت نانسي عجرم على مدى ساعة كاملة، حيث اختارت باقة من أغانيها القديمة والجديدة لتؤديها في المناسبة. فأنشدت «يا غالي عليّ» و«أخاصمك آه» و«ماشي حدّي» و«معقول الغرام»، لتشتعل الأجواء حماسًا مع أدائها أغنية «شو واثق بحالو» التي أهدتها لزوجها (فادي الهاشم) الذي كان بين الحضور. ومع أغاني «إحساس جديد» و«لون عيونك» و«الدنيا حلوة» ختمت المغنيّة إطلالتها هذه ليتم الإعلان عن وقت استراحة لمدة عشر دقائق، قبيل بداية حفلة الضيف الثاني للسهرة راغب علامة.
«سوق الأكل» الذي يواكب أيام المهرجان منذ بدايتها، جذب برائحة أطباقه اللذيذة الزوار في استراحتهم هذه، فتناولوا الطعام وارتشفوا القهوة ليعودوا ويستقروا من جديد في مقاعدهم داخل القبّة حيث تجري المناسبة.
وفيما اتسّمت أجواء حفلة نانسي عجرم بالسلاسة والنعومة تمامًا كنسمة الصيف بحضورها الأنيق والهادئ، فإن تلك الخاصة براغب علامة شهدت منذ اللحظات الأولى حالة من الهستيريا، بعد أن راح الجمهور يصرخ ويصفّق حماسًا لمجرّد تمرير شريط مصور قصير على سقف القبّة يظهر راغب علامة في لقطات مختلفة، أثناء قيامه بتصوير فيديو كليب وتسجيل أغنية أو إقامة حفلة، فكان بمثابة الإعلان عن اقتراب موعد اللقاء بالفنان بعد لحظات من عرضه. ليطلّ على إثره «السوبر ستار» (لقب راغب علامة)، مرتديًا بذلة سوداء وهو ينشد أغنية «يللا» الإيقاعية بامتياز. فسادت حالة من الهيجان والهرج والمرج بين الحضور، الذي وقف يتفاعل معه غناء ورقصًا.
خاطب راغب علامة جمهوره منذ اللحظة الأولى لاعتلائه المسرح إما بإلقاء التحية عليه من هنا وهناك، أو بتوزيع قبلاته عليه بالهواء. فراح بعض الحضور بدوره يرسم له إشارات القلوب متفاعلاً معه، فيما انشغلت شريحة أخرى في التقاط صور «سيلفي» يظهر راغب علامة في إطارها. «لقد حاولوا كثيرًا أن يدّمروها وأن يحرقوها ويؤذوها (بيروت)، ولكن عند رؤيتنا هذا المشهد هنا وهذا الكمّ من الفرح والسعادة السائد فيه نعرف تمامًا أنهم فشلوا بذلك». بهذه الكلمات عبّر الفنان اللبناني عن سعادته بلقائه جمهوره في حفل تاريخي كما وصفه، ومفتخرًا بأنه أول من وقف على خشبة هذه المهرجانات لافتتاحها. وبعد إلقائه تحية وكلمة شكر لمنظمي «مهرجانات بيروت الثقافية»، أكمل راغب علامة وصلته الغنائية التي دامت لأكثر من ساعة، فغنّى ورقص وقفز على خشبة المسرح دون كلل، والتقط صورًا تذكارية مع معجبيه من الأولاد والأطفال على الخشبة. كما أدّى أغنية «آه يا حياتي» ثنائيًا مع ماريا إحدى نجمات برنامج (إكس فاكتور)، وشارك أحيانًا في إدارة الفرقة الموسيقية التي ترافقه بقيادة إيلي العليا. تنوّعت الأغاني التي قدّمها راغب علامة في هذه السهرة، بحيث اختار بعضها من ألبوماته القديمة كـ«يا ريت في خبّيها» و«طب ليه» و«قلبي عاشقها»، فيما اختار من ألبوماته الجديدة أغاني مثل «يللا» و«حبيب ضحكاتي»، وقد أهدى هذه الأخيرة إلى لمى سلام رئيسة لجنة «مهرجانات بيروت الثقافية» بعد ما راح يبحث عنها بين الجمهور، فأومأت له شاكرة من الجهة الخلفية للمقاعد، حيث كانت تراقب مجريات الحفل. لم يتوقّف راغب علامة عن الحركة والتفاعل مع الجمهور طيلة مدة وصلته الغنائية، فكان حيويًا نشيطًا ورياضيًا في الوقت نفسه، إذ لم يتوانَ عن القفز والنطّ في الهواء لثوانٍ متتالية أثناء أدائه المسرحي، مما جعله يشرب المياه تارة، ويمسح عرقه بمنديل ورقي تارة أخرى للطاقة التي صرفها.
أما لمى سلام فكانت نجمة للحفل من نوع آخر، إذ استمرّت طيلة مدة العرض في التجوّل ما بين الناس للوقوف على راحتهم، كما أنها لم تستقرّ في المقعد الأمامي المخصص لها، مفضّلة التنقّل بين المقاعد الخلفية والجانبية، للتأكد من أن جمال المشهدية العامة للمسرح بمتناول الجميع. ومع هذه الحفلة الساهرة التي استضافت نجمين من لبنان، عاشت بيروت أولى أيام شبابها الصيفية، معلنة بداية موسم مهرجانات حافل سيحييه عدد من نجوم الغرب والشرق في ربوع لبنان.
يذكر أن برنامج مهرجانات «بيروت تنبض» سيختتم اليوم، مع عرض هو الأول من نوعه في لبنان، لسيارة «فورمولا وان» يقودها السائق الإسباني كارلوس ساينز جونيور، فيكون مسك ختام أنشطة رياضة المحركات الميكانيكية التي افتتحت أول من أمس الجمعة.
راغب علامة ونانسي عجرم يضيئان سماء العاصمة اللبنانية
في حفلة غنائية ضمن «مهرجانات بيروت الثقافية»
راغب علامة ونانسي عجرم يضيئان سماء العاصمة اللبنانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة