توصل الحزب الإسلامي الأفغاني بزعامة رئيس الوزراء السابق قلب الدين حكمتيار إلى اتفاق سلام مع الحكومة الأفغانية سيتم التوقيع عليه الأسبوع القادم حسب تأكيدات مجلس السلام والمصالحة الأفغاني الحكومي.
وقال عطاء الله سليم نائب رئيس المجلس إن الطرفين توصلا إلى مسودة اتفاق بينهما وتم إرسال نسختين من الاتفاق إلى كل من الرئيس الأفغاني الدكتور أشرف غني ورئيس الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق قبل أن يصل حكمتيار إلى كابل في موعد لم يحدد من الأسبوع القادم للتوقيع مع الرئيس أشرف غني على الاتفاق. وتنازل الحزب الإسلامي بموجب مسودة الاتفاق عن شرطه المتعلق بانسحاب كافة القوات الأجنبية من أفغانستان قبل الاتفاق فيما قبلت الحكومة حسب مصادر مجلس السلام والمصالحة الأفغاني بشروط تقدم بها الحزب الإسلامي منها الإفراج عن معتقلي الحزب في السجون الأفغانية وإعلان عفو عام عن أعضاء الحزب المنخرطين بأعمال عسكرية ضد الحكومة ومنح مساكن وحراسات وسيارات ورواتب مالية مجزية لقادة الحزب وكوادره، وتقديم الحكومة الأفغانية طلبا لمجلس الأمن الدولي لإسقاط اسم حكمتيار وعدد من قادة حزبه من قائمة المطلوبين الدوليين التي أعلنتها الولايات المتحدة عقب غزوها لأفغانستان في العام 2001م.
ويتعهد الحزب الإسلامي مقابل هذا الاتفاق بالاعتراف بالدستور الأفغاني والحكومة الحالية وإلقاء السلاح والانخراط في العمل السياسي الحزبي في كابل وقطع كافة علاقاته مع أي تنظيم مسلح معاد للحكومة الأفغانية وهذا يشمل كلا من طالبان أفغانستان وتنظيم القاعدة في أفغانستان حيث يتواجد زعيمه الدكتور أيمن الظواهري في ولاية كونار شرق أفغانستان حسب مصادر مطلعة. ويجيء التوصل إلى اتفاق مع الحزب الإسلامي بزعامة قلب الدين حكمتيار بعد فشل كافة الجهود التي بذلتها الحكومة الأفغانية ودول اللجنة الرباعية (أفغانستان باكستان الصين الولايات المتحدة) لإقناع طالبان أفغانستان بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة الأفغانية.
وكانت المفاوضات بدأت بين الطرفين فترة الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي الذي طالب القوات الأميركية بالإفراج عن الدكتور غيرت بهير صهر حكمتيار الذي كان مسجونا في قاعدة باغرام الجوية التابعة للقوات الأميركية في أفغانستان، ومن ثم استقبله الرئيس الأفغاني في قصره قبل أن يعود بهير إلى باكستان للقاء عائلته، وجرت عدة جولات من المفاوضات بين الحزب الإسلامي وحكومة الرئيس السابق حامد كرزاي لكنها لم تفلح في التوصل إلى اتفاق بين الجانبين.
غير أن فشل الجهود التي بذلت من أجل ضم حكمتيار وطالبان في جبهة متحدة ضد الحكومة الأفغانية وانشطار الحزب الإسلامي إلى عدة أجنحة وقبول الكثير من قيادات الحزب الإسلامي بالعمل السياسي في كابل وخوضها الانتخابات البرلمانية، وتضاؤل عدد المقاتلين مع حكمتيار، إضافة إلى تنامي نفوذ حركة طالبان أفغانستان وقوتها في الآونة الأخيرة دفع الحكومة الأفغانية والحزب الإسلامي للتوصل إلى اتفاق سلام بينهما.
وتسعى الحكومة من خلال التفاهم مع حكمتيار للاستفادة من نفوذه بين قبائل البشتون ومحاولة تقليص نفوذ طالبان بين هذه القبائل التي تعتبر العمود الفقري لمقاتلي طالبان.
حكمتيار يتصالح مع الحكومة الأفغانية مقابل رفع اسمه من قائمة المطلوبين دوليًا
زعيم الحزب الإسلامي اعترف بالدستور وتنازل عن شرط سحب القوات الأجنبية وحصل على امتيازات

بعض أعضاء حركة طالبان الأفغانية الذين سلموا أسلحتهم إلى القوات الحكومية في إطار برنامج المصالحة (واشنطن بوست)
حكمتيار يتصالح مع الحكومة الأفغانية مقابل رفع اسمه من قائمة المطلوبين دوليًا

بعض أعضاء حركة طالبان الأفغانية الذين سلموا أسلحتهم إلى القوات الحكومية في إطار برنامج المصالحة (واشنطن بوست)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة