أدى الانقطاع المتكرر للخطوط المصرية المغذية لكهرباء جنوب قطاع غزة إلى مضاعفة الأزمة القائمة منذ أسابيع طويلة، إثر الخلافات بين المسؤولين في غزة ورام الله بشأن ضريبة «البلو» المفروضة من قبل وزارة المالية بالسلطة الفلسطينية على الوقود الصناعي الذي يتم شراؤه من قبل سلطة الطاقة بغزة لصالح محطة الكهرباء.
وأعلنت شركة توزيع الكهرباء، في قطاع غزة، أمس، عن تعطل الخطوط المصرية المغذية لمحافظتي رفح وخان يونس (جنوب القطاع)، مبينةً أن «خط غزة1» تعطل بشكل كامل، وهو ما أثر على توقف كل الخطوط المصرية، إثر تعطل خط كهرباء «غزة 2» منذ أسبوعين، مشيرةً إلى أن قدرة الخطين المغذيين للمحافظات الجنوبية تتراوح ما بين 20 إلى 24 ميغاوات فقط، وأن تعطل الخطوط سيفاقم من أزمة الكهرباء الموجودة حاليا في غزة، كما أوضحت أن الجدول الذي يتم العمل به قد يتغير، لتصل عملية وصل الكهرباء إلى 4 ساعات فقط، خصوصا في ظل تفاقم الأوضاع، وعدم توفر الكميات اللازمة من الكهرباء لتحسين الأداء، وزيادة عدد ساعات الوصل الكهربائي.
وفي حين تقول سلطة الطاقة بغزة إن فرض الضريبة يضاعف من عدم قدرتها على شراء كميات كبيرة يمكن أن تعمل على تشغيل أكثر من مولد في محطة الكهرباء، ما يرفع القدرة الإنتاجية ويزيد عدد ساعات إيصال الكهرباء للمواطنين، تطرح الحكومة في رام الله حلولا بوضع خصم جزئي على الضريبة المفروضة، وسط دعوات منها لتحسين الجباية، وهو ما تعتبره سلطة الطاقة غير كافٍ.
وتجتهد اللجنة الفصائلية لحل أزمة الكهرباء في التوصل لاتفاق يقضي بإعفاء وقود المحطة من الضريبة، مع العمل على ضرورة تحسين الجباية، خصوصا من المؤسسات التابعة لحركة حماس، ومن منازل قيادات الحركة والمؤسسات الحكومية التابعة لها، والمقتدرين من المواطنين والشركات المختلفة. وفي هذا السياق، تقول شركة الكهرباء إن الجباية التي تعمل على تحصيلها من المواطنين في غزة غير كافية، وإنها بحاجة لتكاتف الجميع من أجل تحسين الوضع المالي، وإيجاد حلول عملية لإنهاء أزمة الكهرباء.
وتتهم حركة حماس السلطة الفلسطينية بعدم الموافقة على اقتراح تقدمت به للفصائل لوضع يدها بشكل كامل على شركة الكهرباء ومحطة التوليد لحل أزمة الكهرباء، فيما ردت حكومة الوفاق الوطني بأن حماس ما زالت ترفض تمكين الحكومة من القيام بمهامها، وتكتفي بإطلاق الاتهامات دون العمل لحل معاناة المواطنين.
وأصبحت قضية الكهرباء مادة للسخرية لدى الفلسطينيين بغزة، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، يتداولونها بكثرة كلما اشتدت الأزمة التي تعكر صفو حياتهم، وتزيد من معاناتهم، وهو ما دفع بعضهم للحديث عن تأثير ذلك على أزمة المياه. وبهذا الخصوص، قال المواطن وليد أحمد لـ«الشرق الأوسط» إن «الأوضاع لم تعد تطاق، ولا بد من حلول جذرية لهذه الأزمة والمعاناة.. فأنا لم أتمكن منذ 4 أيام من أن أخزن المياه بسبب انقطاع الكهرباء لأكثر من 16 ساعة»، مضيفا أن «الأغنياء يمتلكون مولدات كبيرة، ويخزنون المياه، ويتمكنون من تشغيل المكيفات.. لكن الشعب يموت ويحرق»، وناشد المسؤولين في غزة ورام الله التوافق لحل الأزمة القائمة في ظل معاناة السكان على كل الأصعدة. وانتشرت في الآونة الأخيرة مولدات كهرباء كبيرة في شوارع القطاع، يستطيع من خلالها المواطن في غزة الاشتراك بمبلغ مالي محدد، ثم يتم احتساب ما يستخدمه من كهرباء وفقا للسحب الكهربائي المنزلي، وهو ما أصبح يدر على أصحاب هذه التجارة الخاصة مبالغ مالية كبيرة، خصوصا أن السحب الكهربائي للمنزل الواحد يصل إلى مبالغ باهظة بالنسبة للعائلات.
7:49 دقيقة
تفاقم أزمة الكهرباء في غزة يعمق الخلافات السياسية بين المسؤولين
https://aawsat.com/home/article/640451/%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%85-%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%87%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D9%8A%D8%B9%D9%85%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A4%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%86
تفاقم أزمة الكهرباء في غزة يعمق الخلافات السياسية بين المسؤولين
بعد تعطل الخطوط المغذية لمحافظتي رفح وخان يونس.. وتوقف «خط غزة1» بالكامل
تفاقم أزمة الكهرباء في غزة يعمق الخلافات السياسية بين المسؤولين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة