زراعة الأشجار في جرار رماد الموتى

حياة جديدة مقابل حياة زالت

زراعة الأشجار في جرار رماد الموتى
TT

زراعة الأشجار في جرار رماد الموتى

زراعة الأشجار في جرار رماد الموتى

شهد العالم أشكالاً متعددة من طرق الدفن، بينها مواراة الميت داخل جذوع الأشجار، والدفن بين جذور النباتات، بل وحتى دفن المرحوم وقوفًا اقتصادًا بكلفة القبر. وإذ صار الكثيرون يفضلون الحرق والاحتفاظ بالرماد، رأى إسبانيان في القضية فرصة لإطلاق موضة زرع الأشجار في رماد الموتى في الجرار.
أسس الإسبانيان شركة «بيو اورن» لزراعة الأشجار في جرار رماد الموتى في مدينة برشلونة، ويقولون: إنها جرار عضوية 100 في المائة تتحلل في التربة بعد فترة، وإنها تتيح للبشر متعة استنبات حياة جديدة محل حياة زالت. ويمكن في البداية خلط شيء من التراب والسماد الطبيعي مع رماد الميت في الجرة بهدف استنبات الشجرة. ويجري لاحقًا، بعد أن تكبر الشجرة قليلاً، زرع الجرة بأكملها في الأرض لتنمو شيئا فشيئا إلى شجرة كبيرة.
وتترك شركة «بيو اورن» لأهل المتوفى خيار نوع الشجرة التي يريدون، وما إذا كانت شجرة بلوط أو أيك. وتبيع الشركة مع الجرة تطبيق للسمارتفون يتابع تطور ونمو النبتة ومدى حاجتها إلى الماء والسماد والرطوبة... إلخ.
وتبدو الجرة البيولوجية شبيهة بالجرة الاعتيادية، إلا أنها أكبر قليلاً. وتحتوي الجرة على جرة أخرى داخلها تزرع فيها الشجرة مع رماد الميت، وتبقى المسافة بين جداري الجرتين لوضع الماء. وعلى هذا الأساس فإن تسرب الماء من ناحية إلى أخرى محسوب، ويمكن أيضًا السماح بالسقي بواسطة أوامر من السمارتفون.
وذكرت سوزان ديغو، أحد المؤسسين، أنه شيء جميل أن نتطلع إلى الأشجار مستقبلاً ونقول هذا فلان وهذا فلان. وتضيف أن هذا أفضل من ذر الرماد في البحر أو دفنه لاحقًا في حديقة.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.