المصممة إيناموراتو: تزعجني فكرة استنساخ الصغار من الكبار

«بونبوان».. طفلة تعدت الأربعين من العمر

المصممة إيناموراتو: تزعجني فكرة استنساخ الصغار من الكبار
TT

المصممة إيناموراتو: تزعجني فكرة استنساخ الصغار من الكبار

المصممة إيناموراتو: تزعجني فكرة استنساخ الصغار من الكبار

كلنا نعرف تأثير قصص الأطفال على نفسيتنا، وما تثيره فينا من عواطف وحنين حتى عندما نتعدى الطفولة بمراحل. هذه المشاعر تحديدا هي التي يعتمد عليها قطاع أزياء الصغار ويُنعشه، إذ ليس من الضروري أن تكوني أما لتعشقي ملابس الأطفال، وهذا أمر تعرفينه جيدا لأنك تلمسينه كلما دخلت محلا للصغار، فتجدين نفسك تشهقين من دون شعور، وتندفعين لشراء حذاء من الصوف أو قبعة من البوبلين أو فستان صغير يذكرك حجمه وألوانه وتطريزاته بدميتك أيام الطفولة. هذه العاطفة الجياشة هي أيضا ما يُشجع على ظهور علامات جديدة في كل عام، فضلا عن أن معظم بيوت الأزياء العالمية من «ديور» إلى «جون بول غوتييه» وهلم جرا، أصبح لها خط لحديثي الولادة والأطفال إلى سن 12 أو 14 عاما، كلها تعتمد على لغة سرد تأخذنا إلى عالم بريء بتنا نفتقده ونحنّ إليه.
بيد أنه مهما تكاثرت الأسماء، يبقى لدار «بونبوان» BONPOINT الفرنسية، مكانة ورنة في هذه السوق؛ لأنها تتكلم لغة تفهمها الأمهات والآباء جيدا. «فشيلوه» ابنة أنجلينا جولي وبراد بيت، تلبس من هذه الماركة، كذلك «سوري» ابنة كايتي هولمز وتوم كروز، وفي زيارة ميشيل أوباما الأخيرة إلى باريس، كان محل الدار في منطقة «سان جيرمان» واحدا من الوجهات التي تصدرت برنامجها الترفيهي والتسوقي، عدا أن كثيرا من النجمات وأفراد الطبقات الأرستقراطية يعتمدن عليها لتجهيز كل ما يحتجنه قبل الولادة وبعدها. ثم لا ننسى أن العارضة كايت موس اختارت منها فساتين وصيفاتها الـ15 عندما تزوجت جيمي هينكس في عام 2011. فالصورة الرومانسية التي رسمتها في ذهنها وهي توقع عقد زواجها، بفستان من تصميم صديقها جون غاليانو، لم تكن لتكتمل من دون أطفال تجسد ملابسهم كل معاني البراءة والطفولة.
هذه البراءة الطفولية هي التي تقوم عليها الدار وتميزها عن غيرها. في لقاء خاص أجرته «الشرق الأوسط» مع مصممتها الفنية كريستين إيناموراتو في مكتبها بباريس، أكدت أن هذه النقطة على رأس أولوياتها؛ لأنها ترفض بشدة استنساخ أزياء الكبار للصغار. عندما تدخل المكتب وتقترب منك، تشعر بنشوة نابعة من رائحة جو مالون «فلفيت روز أند عود» التي كانت تستعملها، وتشعر من النظرة الأولى أنك أمام امرأة قوية تعرف ما تريد وترفض إملاءات الموضة. يأتيك هذا الإحساس من طريقتها في الكلام، وأيضا من أزيائها التي كانت مزيجا من «كوم دي غارسون» لراي كواكوبو و«ميزون مارتان مارجيلا».
تبادر بالقول إنها لا تحب مواكبة الموضة الموسمية بطريقة عمياء، كما أنها لا تخفي انزعاجها وهي تتكلم عن تصاميم الأطفال التي يسوقها البعض وتعدها نسخا مصغرة من ملابس الكبار، «إنها تشوش على فكري ونظري» مضيفة: «من الضروري أن نحترم الأطفال، فهم ليسوا كبارا بأحجام صغيرة، بل لهم كيانهم المستقل وعالمهم الخاص. لا أخفيك أني أنزعج كثيرا عندا أرى طفلة تتقمص شكل صبية أكبر من سنها... فلكل سن جمالياته، وأنا أريد أن يعيش الأطفال طفولتهم بالكامل». من هذا المنطلق لا تزال كريستين تحافظ على تصاميم كلاسيكية تجددها من خلال الألوان وبعض التفاصيل الخفية، حتى تفاجئ بها الأمهات، حين يكتشفنها وراء الياقة أو في التبطين أو عند الصدر.
درست إيناموراتو في معهد «إسمود» بباريس، وعملت في دار «كاشاريل» لعدة سنوات قبل أن تلتحق في عام 2006 بـ«بونبوان». كونها أمّا ومواكبة لتطورات الموضة، تعرف جيدا ما تريده الأمهات في الوقت الحالي. فهن، حسب رأيها، «لا يردن أزياء مستنسخة من أزيائهن، كما أن كثيرات منهن وفيات لـ(بونبوان)؛ لأنهن لبسنها في صغرهن، ولا تزال تثير بداخلهن مشاعر دافئة وذكريات سعيدة، يتمنين لو يعيشها أطفالهن أيضا». وتتابع: «هذه المرأة لا تتبع الموضة بطريقة عمياء بل تتمتع بثقة وذوق رفيع».
يجرنا الحديث إلى تأسيس «بونبوان»، فتأخذني إلى عالم الحكايا فتُشعرني وكأنها تروي قصة من التي يرويها الكبار للصغار قبل نومهم. فهي قصة تتمتع بكل عناصر التشويق والحب والنجاح. بدأت بخمس أخوات يتمتعن بحس فني وتجاري، كانت ماري فرنس غوتال، التي عملت كخبيرة أزياء في دار «ديور» واحدة منهن. تعاونت مع أختها، دومينيك، لتأسيس خط للأطفال باسم «بونبون» ومعناها حلوى بالفرنسية. عندما قابلت برنار كوهين، وهو تاجر تحف يملك محلا معروفا باسم «لو بوان»، كان الحب من أول نظرة، وتطور سريعا إلى زواج وعلاقة عمل أثمرت في عام 1975 عن دار «بون بوان»، المتخصصة في أزياء الأطفال. كانت الفكرة منها أن تكون أنيقة وبسيطة في الوقت ذاته، وتهتم بأدق التفاصيل من دون أن تستغني عن التطريزات الراقية التي تنفذ باليد. كانت ماري فرنس تعرف أنها ليس لديها حجة لعدم تحقيق هدفها، فهي تملك كل المقومات والوسائل، من الرغبة والابتكار إلى معمل خاص لتنفيذ تطريزاتها بتقنيات فرنسية أصيلة اندثرت تقريبا، لكنها لا تزال تحافظ على أسرارها وتحاول تعليمها لأجيال قادمة. وهذا ما تستمر عليه كريستين إيناموراتو، فهي ترسل رسماتها للمعمل بعد الانتهاء منها، ليقوم حرفيون ببروفات على دمى بأحجام ومقاسات مختلفة حسب العمر، قبل أن تتم الموافقة عليها وتبدأ عملية إنتاجها فيما بعد، إما في إيطاليا أو إسبانيا، فيما تُنفذ بعض التطريزات في قرى نائية في آسيا، حيث لا يزال نساء محافظات على هذا الفن الذي لن تجده في أي مكان آخر من العالم. تقول رئيسة المعمل ضاحكة إنه عندما تتعطل ماكينة خاصة بهذه التطريزات تُرسل إلى سيرلانكا للتصليح وليس إلى ألمانيا كما يتوقع البعض.
في المعمل، الواقع في الجادة 13 من باريس، تشرح رئيسة المعمل، بفخر واعتزاز، أن الموافقة على أي تصميم تتطلب أحيانا بروفات واختبارات عدة. عندما تتكلم بحماس تعطيك الإحساس كما لو أنها تعمل في مختبرات «ناسا». تقول: «ليس هناك مجال للخطأ، وخصوصا أن الفكرة من بعض التطريزات والتفاصيل أن تحاكي الـ(هوت كوتير)، وبالتالي فإن كل سنتيمتر، يجب أن يتم بدقة ويُحسب بالقلم والمسطرة». تستشهد هنا بفستان لا يمكن أن ترى بالفعل، ولو بالمجهر، أي اختلاف بين جزئيه الأمامي والخلفي، ولا أن تفرق بين جزئيه اليمين أو الشمال، لا من حيث الحياكة أو بدايات النقشات ونهاياتها. فوردة صغيرة، مثلا، يجب أن تكون مكتملة في كل الأجزاء، ومن المستحيل أن يأخذ زر مكانها أو يخترق خيط بتلة من بتلاتها. فبحسب قصص الأطفال يجب أن توحي القطعة بأنها أنجزت على يد حورية. هذا السحر المستمر الذي تشهده الدار، وقدرتها على امتلاك قلوب الأمهات عبر عدة عقود، ترده كريستين إيناموراتو إلى الاستمرارية والابتعاد عن صرعات الموضة الموسمية. فهذا ما لمسته منذ بداية علاقتها الطويلة بالدار، فقد تكون تسلمت المشعل من المؤسسة ماري فرنس كوهين في عام 2006. إلا أن علاقتهما تعود إلى بداية التسعينات من القرن الماضي، عندما شاركت طفلة كريستين في عرض أزياء نظمته ماري فرنس. الآن كبرت الطفلة وأصبحت شابة تقترب من الثلاثينات من العمر، لكنها لم تنس هذه التجربة التي أثرت عليها وعلى مسيرتها. فهي الأخرى مصممة أزياء، تعمل في خط والدتها الخاص.
تشرح كريستين هذه العلاقة الممتدة عبر الأجيال بقولها: «عندما أفكر في طفل (بونبوان) فإني أراه امتدادا لوالديه، أي يشبههما عندما كانا في عمره. أفكر فيه بشخصية مستقلة وقوية، يحب أن يلعب ويمرح ويستمتع بأوقاته، ودوري أن أقدم له أزياء مريحة تدخل فيها لمسات شقية وألوان مرحة لكن تضمن له أيضا الراحة». وتستطرد بسرعة وكأنها تذكرت أن تضيف: «أريدهم في هذه المرحلة أن يعيشوا طفولتهم بالكامل.. أن يلعبوا بدماهما أو يتسلقون الأشجار مع أقرانهم، لا أن يكونوا مجرد دمى للاستعراض».
رغم أن أسعار تصاميم الدار أغلى مما تقدمه شوارع الموضة أو بعض الماركات الأخرى المتخصصة في نفس المجال، نظرا لأن أغلبها يتم باليد، إلا أن إيناموراتو تؤكد أنها أزياء واقعية على كل المستويات «فالترف ليس مفهوما يجب تطبيقه على الأطفال؛ لأنهم دائمو الحركة وليسوا عارضي أزياء».
في العام الماضي بلغت الدار عامها الأربعين، واحتفلت بالمناسبة بعرض ضخم شارك فيه نحو 40 طفلا وطفلة، كثير منهم ليسوا عارضين، بل أطفال أصدقاء وصديقات، لكن كان مُهما بالنسبة للمصممة أن يحصلوا على نفس الأجور التي يحصل عليها عارضون من وكالات الأزياء. السبب أنها كانت تريده عرضا حميميا من ناحية وصاخبا بالمرح من ناحية ثانية. فكلما خرجوا عن النص وتصرفوا على سجيتهم، انتزعوا الضحكات من الحضور وأثاروا العاطفة، أو بالأحرى غريزة الأمومة والأبوة الكامنة بداخل كل واحد منا، وهذا هو بيت القصيد، بحكم أن هذا العالم يتغذى على العاطفة والحب أساسا.

> لم تعد تصاميم الدار تقتصر على حديثي الولادة أو الصغار، ففي عام 1996 توسعت تصاميم الدار لتلبي رغبات صبايا في سن المراهقة، من خلال بنطلونات جينز ضيقة، وجاكيتات جلدية قصيرة، وغيرها من القطع التي تحررهن إلى حد ما من الأزياء الطفولية البريئة التي كبرن عليها. وأصبحت الآن تتوفر فيما لا يقل عن 27 بلدا تقريبا، من دون أي محاولات لإرضاء كل سوق بتشكيلات مختلفة. فالمتسوق العصري يريد أزياء أنيقة ولا مبالية في الوقت ذاته، تعكس مفهوم السهل الممتنع الذي يطبع الأسلوب الباريسي.
> في عام 2010، أطلقت مجموعة تجميل من مواد طبيعية تناسب حديثي الولادة والأطفال والأمهات على حد سواء. وفي عام 2011 احتفلت بمرور 25 عاما على إطلاقها عطر «بونبوان» الذي ابتكرته أنيك غوتال، أخت المؤسسة، ماري فرنس.



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.