تقرير نقابة الصحافيين المغاربة يوجه نقدًا لاذعًا للحكومة ويتهمها بالتراجع عن التوافق

قال إن أغلب المتابعات القضائية للإعلاميين كان وراءها وزراء

تقرير نقابة الصحافيين المغاربة يوجه نقدًا لاذعًا للحكومة ويتهمها بالتراجع عن التوافق
TT

تقرير نقابة الصحافيين المغاربة يوجه نقدًا لاذعًا للحكومة ويتهمها بالتراجع عن التوافق

تقرير نقابة الصحافيين المغاربة يوجه نقدًا لاذعًا للحكومة ويتهمها بالتراجع عن التوافق

وجّهت النقابة الوطنية للصحافة المغربية نقدًا لاذعًا لحكومة عبد الإله ابن كيران، متهمة إياها بالتراجع عن التوافق الذي حصل سابقًا خلال حكومة إدريس جطو، حول القوانين المنظمة للصحافة بالمغرب. وانتقدت النقابة لجوء الحكومة إلى تقديم القوانين في ثلاثة نصوص منفصلة، من دون التشاور مع نقابة الصحافة وجمعية الناشرين، كما كان متفقًا عليه. وأضافت النقابة في تقريرها السنوي لسنة 2016: «لذلك وجدنا أنفسنا أمام الأمر الواقع، وأمام وزارة لم تحترم التزاماتها».
وأضاف التقرير: «غير أن ما هو أخطر من كل هذا، هو أن يتم ترحيل نصوص، من قانون الصحافة إلى القانون الجنائي، متضمنة لعقوبة السجن، حتى يقال إن قانون الصحافة في المغرب، خالٍ من العقوبات السالبة للحرية، مما يعني أن الصحافيين يظلون معرضين للسجن، بفصول كان من اللازم إلغاؤها، إذ إن بعضها تم إدماجه في القانون الحالي، ولم تكن سابقًا موجودة فيه، كما يمنح الشرعية الكاملة، لمحاكمة الصحافيين بالقانون الجنائي».
وأضاف التقرير أن «هذه السنة عرفت تحريك عدد من المتابعات القضائية ضد الصحافيين، معظمها من طرف وزراء في الحكومة، وتعتبر النقابة الوطنية للصحافة المغربية أن اللجوء الآلي إلى القضاء من طرف الأجهزة الحكومية عوض اعتماد ممارسة الحق في الرد أو التصويب المتاحة في إطار قانون الصحافة والنشر وأخلاقيات المهنة، يعبر عن انخفاض مستوى القدرة على تحمل النقد والمساءلة لدى المسؤولين ومدبري الشأن العام المغربي، كما تعتبر أن هذا النوع الجديد من المتابعات يهدف بالأساس إلى التضييق على حرية الصحافة والتعبير وتكميم الأفواه ودفع الصحافيين إلى ممارسة الرقابة الذاتية».
ودقت النقابة الوطنية للصحافة المغربية ناقوس الخطر حول تراجع الصحافة الورقية محملة الحكومة المسؤولية، فيما آلت إليه الأوضاع. وقالت النقابة في تقريرها السنوي: «رغم أن ملامح الأزمة في الصحافة الورقية، كانت واضحة، منذ سنوات، إلا أن الحكومة تغاضت عن هذا الملف، وتجاهلت آثاره الخطيرة، واكتفت ببعض الترقيعات، من قبيل الدعم التقليدي للصحافة، من دون أن تبحث، إلى جانب الفرقاء المهنيين، عن الأسباب العميقة، للوضع الذي وصلت إليه هذه الصحافة، على غرار ما حصل في عدة بلدان أخرى».
وأضاف التقرير أن «النتيجة هي أن المغرب يعيش اليوم على إيقاع تراجع متواصل للصحافة الورقية، يهدد بإغلاق عدد من المقاولات، وبتقليص عدد العاملين، وبالقضاء التدريجي على التعددية والتنوع والاختلاف في الآراء والمقاربات والتوجهات، الذي عبرت عنه الصحافة الورقية، تاريخيًا، في المغرب. لقد ظل التعامل مع قطاع الصحافة المكتوبة مطبوعًا بالارتجال، حيث لم يرتكز على استراتيجية واضحة، لحماية هذا القطاع من خطر الانقراض، مما يترتب عنه من تبعات مهنية وسياسية واجتماعية».
وخصصت النقابة جزءًا مهمًا من تقريرها للإعلام العمومي، الذي قالت إنه «ما زال لم يستجب لحد الآن، بالشكل المطلوب، للتطورات الحاصلة على المستوى التواصلي والمهني والسياسي، حيث ظل الطابع المهيمن عليه هو الطابع الرسمي، ولم يتمكن، من تفعيل المبادئ الواردة في الدستور، بالإضافة إلى مرافقة التحولات الطارئة في المجتمع، والمتمثل في عنصرين أساسين؛ الأول هو تطور التكنولوجيات الحديثة، التي فتحت أبواب حرية التعبير على مصراعيها، حيث أصبحت مسألة الرقابة والتعتيم على الأحداث والصور والمعطيات، أمرا مستحيلا».
وخلص التقرير إلى أن «المسؤولية السياسية لعدم تطور الإعلام العمومي، تقع على كاهل الحكومة، التي لم تلجأ إلى إصلاحات قانونية وإدارية، لأنها انخرطت في صراع آيديولوجي، حرف الإشكالية عن مسارها وخلق توترًا كبيرًا، تمت شخصنته في كثير من الأحيان، لاستهداف مسؤولين، بل إنه في كثير من الحالات، تم توجيه اللوم من الحكومة لوسائل الإعلام العمومية، لأنها انتقدت أداءها، أو لأنها بثت أو أذاعت أو نشرت، موضوعات اعتبرتها غير أخلاقية. وبدل الانكباب على معالجة إشكالات الإعلام العمومي، من المنطلقات الواردة في الدستور، تم اصطناع نزاعات سياسية وإدارية وأخلاقية مفتعلة، أجهضت كل إمكانات الإصلاح المرتقب».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.