* ما زلنا في «كان» قبل حدوثه. كما ذكرت هنا في الأسبوع الماضي، هناك حسابات جادّة بشأن الاحتمال «البعيد؟» لعملية إرهابية تضرب الصرح السينمائي العالمي الأول حين انطلاقة دورته الجديدة في الحادي عشر من الشهر المقبل.
* سبب بقائنا في هذا الموضوع ظهور «فيديو» على الـ«يوتيوب» يظهر جانبًا من المناورة التي ذكرنا هنا قبل أسبوع بأن الأمن الفرنسي سيقوم بها. والانطباع الأول الذي بعث به المعلقون كان من شخص ياباني إذ قال: «حتى مشاهدتي الفيديو لم أكن فكرت في المسألة، لكني الآن سأعمد إلى تجنب حفلات السجاد الأحمر».
* الفيديو لا يطمئن كثيرًا. ذلك المقطع القصير لا يظهر وضعًا استثنائيًا. لا تدري من هم الممثلون الذي يؤدون أدوار الإرهابيين. هناك رجال بوليس بمسدسات تدريب حمراء اللون يركضون كما لو كانوا في فيلم «أكشن» بميزانية صغيرة. لا يمكن أن يكون التدريب بهذا القدر من التبسيط والاستعداد محدود العدد والعدّة. هذا شبه مؤكد، لكن ما سُرب لن يزيل الكثير من الشكوك أو يرفع ثقة الكثيرين. كان من الأفضل عدم نشره.
* على أي حال، قليلون يعتقدون أن إرهابا ما سيقع في «كان». الحذر شديد ودرجة التأهب ما زالت عالية. لكن ما يمكن التنبؤ به هو أن الوضع مثير للانزعاج بمجرد التفكير به.
* على أن «كان» شهد مصدرًا آخر للإزعاج عندما صرّح المخرج الصربي أمير كوستاريتزا في مطلع هذا الأسبوع بأن المهرجان رفض فيلمه الجديد «On the Milky Road» بسبب تأييده لسياسة بوتين. قال تأكيدا: «مؤخرًا، السياسة تدخلت أكثر وأكثر في أعمال (كان). عندي شكوك بأن أحدهم أصدر أمرًا بعدم عرض هذا الفيلم». وأضاف: «تم تقديم الفيلم، لكن لا أحد شاهده».
* رد فعل «كان»، من مصدر تحت مستوى الرئاسة كان نفى هذا الكلام نفيًا قاطعًا والتذكير بأن الفيلم وصل متأخرا عن الموعد المحدد لغلق باب ستلم الأفلام. لاحقًا ما سحب المخرج كلامه وقال إنه لم يقل ذلك.
* قال أو لم يقل، سيبقى السؤال مثيرًا حتى نستطيع (ربما في مهرجان فينيسيا) مشاهدة الفيلم والحكم عليه. لكن مسألة أن الفيلم جاء متأخرا عن موعد إقفال التسلم ليست بدورها مقنعة حتى ولو أن هذا ما حدث فعلاً. ذلك أن المهرجان عادة ما يضيف أفلاما بعد إعلان قائمته الرسمية.