«الشرق الأوسط» تستقصي آراء الناخبين الأميركيين في نيويورك حول اختياراتهم الحزبية

صوّتوا لصالح كلينتون لخبرتها السياسية الواسعة

«الشرق الأوسط» تستقصي آراء الناخبين الأميركيين في نيويورك حول اختياراتهم الحزبية
TT

«الشرق الأوسط» تستقصي آراء الناخبين الأميركيين في نيويورك حول اختياراتهم الحزبية

«الشرق الأوسط» تستقصي آراء الناخبين الأميركيين في نيويورك حول اختياراتهم الحزبية

تعد ولاية نيويورك من الولايات المهمة التي تقرر عادة من سيصبح مرشحًا لحزب ما في الانتخابات النهائية، التي تنظم هذا العام في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني).
والتقت «الشرق الأوسط» بعدد من الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات التمهيدية في مدينة نيويورك، وتحدثت معهم عن سبب اختيارهم لمرشح معين دون الآخر. فبالنسبة لكريستينا، وهي من المقيمات في الولاية، فإن تصويتها لصالح هيلاري كلينتون كان مبنيا على خبرة المرشحة الطويلة بصفتها محامية وسيدة أولى في البيت الأبيض، فضلا عن شغلها منصب سيناتور ووزيرة خارجية، مشيرة إلى أنها لم تصوت للسيناتور ساندرز كونه اشتراكيا. أما بولا، فقالت إن سبب اختيارها لكلينتون كان برنامجها الواسع.
أما ويليام، فقال إن هيلاري لديها القدرة على العمل مع الحزبين في الكونغرس، مضيفا أنه عمل في الحزب الديمقراطي ولا يرى أن ساندرز سيكون قادرا على الفوز لأن خطته الانتخابية غير واضحة.
من جانبه، تحدّث هوزيه، باللغة الإسبانية من خلال مترجم، حول سبب اختياره لكلينتون، وقال إن زوجها بيل كلينتون «رجل عظيم»، و«هيلاري لها خبرة طويلة وستساعدنا (أي المهاجرين) كثيرا». أما آدي، فقال: «إنني صوّت لها لأنني أعمل في قطاع البنوك، ولا أستطيع أن أعطي صوتي لساندرز كون أفكاره اشتراكية»، فيما أعجب تيم بإلمام المرشحة الديمقراطية بالسياسة الخارجية والمحلية.
وحول المرشح الديمقراطي، بيرني ساندرز، قالت أريانا، وهي موظفة من أصول لاتينية، إنها صوتت لصالحه كونه تحدث في منظمة غير ربحية تعمل بها، وأعجبها طرحه. أما الطالبة صفاء، وهي يمنية الأصل، فعدّت ساندرز الأفضل بين المرشحين، ووافقتها في الرأي رانيا (وهي أيضا يمنية مسلمة)، مضيفة أن «إحساسي الداخلي دعاني للتصويت لبيرني».
أما السيدة تانيا، وهي سيدة بريطانية الأصل ومتزوجة من رجل مصري مسلم، فقالت إن ساندرز لم يحصل على تمويل من «وول ستريت» وله رؤية بشأن حل الدولتين (فلسطين وإسرائيل)، إضافة إلى أن برامجه بشأن الضرائب والتعليم والتأمين الصحي جيّدة.
وفي المعسكر الجمهوري، قال مسؤول حزبي بارز، طلب عدم الإشارة إلى اسمه، إن الحزب يحاول أن يجعل المؤتمر القادم للجمهوريين مفتوحا، ما يعني «عدم تمكين أي من المرشحين (كروز وترامب) من الحصول على النقاط المطلوبة قبل المؤتمر الذي سيعقد في كليفلاند في يوليو (تموز) القادم. وأشار المسؤول الذي طلب الإشارة إليه باسم مايك إلى أنه شخصيا صوت لصالح المرشح الأقل حظا، جون كاسيك، للسبب نفسه (أي جعل المؤتمر مفتوحا).
أما بالنسبة لمنتخبي المرشح الجمهوري دونالد ترامب، فقال جو، وهو من أصول لاتينية: «إنني أتفق مع ترامب بشأن الهجرة والاقتصاد، وكونه سيجلب كثيرا من الوظائف للشعب الأميركي»، مشيرا إلى أنه يؤيد فكرة الجدار الفاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.