محافظ الأنبار: العمليات المقبلة ستنطلق باتجاه الرطبة والفلوجة

قيادة العمليات المشتركة مستمرة لتطهير هيت

محافظ الأنبار: العمليات المقبلة ستنطلق باتجاه الرطبة والفلوجة
TT

محافظ الأنبار: العمليات المقبلة ستنطلق باتجاه الرطبة والفلوجة

محافظ الأنبار: العمليات المقبلة ستنطلق باتجاه الرطبة والفلوجة

أعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق أمس، عن تحرير منطقتين حيويتين في أطراف مدينة هيت، قرية الخوضة وقرية المشتل، اللتين تعدان من المناطق الرابطة بين مدينة هيت وبقية المدن غربي محافظة الأنبار وصولاً إلى الحدود مع سوريا.
وكشف المتحدث الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول الزبيدي في حديث ل» الشرق الأوسط» إن» قطعات الجيش العراقي وقوات جهاز مكافحة الإرهاب وبمشاركة فاعلة من قبل مقاتلي عشائر الأنبار وبإسناد مباشر من قبل طائرات التحالف الدولي، تمكنت من تحرير قريتين جنوب مدينة هيت هما قريتي الخوضة والمشتل». وأشار الزبيدي إلى أن «أسفرت المعركة التي شاركت فيها دبابات الأبرامز والجهد الهندسي عن مقتل العشرات من مسلحي التنظيم داعش الإرهابي وتطهير الطريق الرابط بين المدينة وباقي المدن الغربية في المحافظة الواصل إلى الحدود مع سوريا».
وأضاف الزبيدي أن «العملية أسفرت أيضًا عن تدمير سبع عجلات مفخخة وعدد من الصهاريج وتفكيك أكثر من 85 عبوة ناسفة، فيما يستمر تقدم القطعات لتحرير المناطق وتأمينها بالكامل».
وأكد رئيس مجلس قضاء هيت، مهند الهيتي، أن معارك تطهير المحاور الغربية والمناطق الواقعة خلف ضفاف نهر الفرات مستمرة بعد تحرير مركز المدينة من قبضة تنظيم داعش، وقال الهيتي في حديث ل» الشرق الأوسط» أن «معلومات استخباراتية قادت القوات العراقية إلى اعتقال الإرهابي المدعو إحسان العبيدي والذي يشغل ما يسمى بـ«والي تنظيم داعش في مدينة هيت» خلال عملية تفتيش وتمشيط في منطقة المحبوبية وسط مدينة هيت». كما أضاف الهيتي أن «القوات الأمنية اعتقلت تسعة إرهابيين آخرين من معاونين العبيدي»، مشيرا إلى أن «القوات الأمنية نقلت الإرهابيين المعتقلين إلى الرمادي للتحقيق معهم ومعرفة مناطق وجود عناصرهم في مدن الأنبار الغربية وكشف مخططاتهم التي قد تستهدف القوات الأمنية والمدنيين الأبرياء».
من جانب آخر، أكد مجلس محافظة الأنبار بأن العمليات المقبلة بعد أن تم تحرير مدينة هيت ستنطلق باتجاه تحرير مدينتي الرطبة والفلوجة، فيما أشار إلى أن عمليات التحرير في الرطبة ستناط إلى الشرطة المحلية، وقال عضو مجلس محافظة الأنبار محمود أحمد خلف في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات الأمنية تستعد للقيام بعملية عسكرية مرتقبة باتجاه مدينتي الرطبة والفلوجة في آن واحد، حيث ستناط عملية تحرير الرطبة على عاتق الشرطة المحلية للمحافظة نظرا لسهولة المعركة هناك»، مبينا أن «القطعات العسكرية الأخرى هي من ستقوم بتنفيذ تحرير مدينة الفلوجة».
وأضاف خلف أن «الحكومة المحلية في الأنبار استعدت بشكل كامل من أجل إخلاء العائلات التي ستنزح من المناطق التي ستشهد عمليات عسكرية لغرض تحريرها من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، حيث تم نصب خيام في مدينة الرمادي لاستقبال النازحين».
ومن جانب آخر، أعلن مجلس مدينة هيت أن المدينة تعاني من الدمار في بناها التحتية بنسبة أكثر من 20 في المائة، فيما تم زرع المئات من العبوات الناسفة في معظم المناطق السكنية من قبل مسلحي تنظيم داعش قبل هروبهم من المدينة.
وقال رئيس اللجنة الأمنية في محافظة الأنبار راجح العيساوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات الأمنية المتمثلة بالفرق الهندسية التابعة للجيش العراقي، عكفت وبشكل فوري على رفع ومعالجة العبوات الناسفة التي خلفها تنظيم داعش الإرهابي، فور تحرير مدينة هيت من سيطرة التنظيم»، وتابع: «وتعاني معظم الأحياء السكنية في المدينة من وجود عدد كبير من العبوات الناسفة والألغام التي تم زرعها من قبل المسلحين في الدور التابعة لأهالي المدينة».
وأضاف العيساوي أن «مدينة هيت تعرضت للدمار جراء سيطرة تنظيم داعش على المدينة، وشمل الدمار الذي سببته العمليات العسكرية لتحرير المدينة نحو أكثر من 20 في المائة من البنى التحتية فيها».
وأشار إلى أن «كانت معظم الأضرار التي تعرضت لها مدينة هيت جاءت بسبب الضربات الجوية الناجحة لطائرات التحالف الدولي والعمليات العسكرية البرية المتقنة، وقللت من حجم الأضرار، كون عملية تحرير المدينة خضعت لخطط مدروسة وصحيحة قللت من حجم الخسائر في المباني والدور والمشاريع الخدمية في جميع مناطق المدينة».
ولف العيساوي بالقول: إن «القوات الأمنية تعمل الآن على معالجة العبوات الناسفة والمنازل المفخخة بشكل سريع لضمان عودة النازحين من أهالي المدينة إلى مناطقهم بأمان وسلام، بينما تسعى القوات الأمنية لتطهير ما تبقى من المناطق في أطراف المدينة مثل ناحية الفرات وجزيرة هيت والقرى الواقعة خلف ضفاف نهر الفرات لتأمين جميع المناطق ومن ثم التوجه لتحرير مدن عانة وراوة والرطبة والقائم الحدوديتين مع سوريا والأردن والقضاء بالكامل من وجد مسلحي تنظيم داعش في محافظة الأنبار».
وفي مدينة الفلوجة التي تبعد 50 كيلومترا غربي العاصمة بغداد، اختطف تنظيم داعش الإرهابي 150 شخص من أهالي المدينة ونقلهم إلى أماكن مجهولة، بعدما كشف التنظيم عن وجود مخطط لشن هجمات تستهدف عناصره من قبل أهالي الفلوجة.
وقال قائمّقام قضاء الفلوجة، سعدون الشعلان، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «مسلحي التنظيم الإرهابي قاموا باختطاف 10 أشخاص من مناطق الفلاحات والحلابسة وحي الجولان وسط مدينة الفلوجة ونقلهم إلى مناطق مجهولة بعدما كشف التنظيم الإرهابي عن وجود مخطط لشن هجمات تستهدف مسلحيه في مناطق مختلفة من المدينة سيقوم بها الأهالي على غرار ما يفعله فرسان الغربية الذين يقومون بصولات متكررة داخل المدينة تسببت بمقتل عدد من المسلحين التابعين للتنظيم الإجرامي وأنقذت الكثير من العائلات المحاصرة والقابعة في قبضة تنظيم داعش داخل مدينة الفلوجة».
وأضاف الشعلان أن «قام تنظيم داعش بتنفيذ سلسلة من الجرائم بحق سكان المدينة، منها حملات إعدام جماعي بحق 35 عائلة حاولت الفرار من قبضة التنظيم والاتجاه صوب القوات الأمنية. وكذلك نفذ عمليات تهجير جماعي لأهالي مناطق الدوابة والبو جاسم والبو خنفر الواقعة في قضاء الكرمة والاتجاه بهم إلى مدينة الفلوجة وزجهم في المناطق التي تتعرض للقصف من قبل القوات الحكومية لكي يتعرضوا للموت على يد القوات الحكومية معاقبة لهم، لأنهم لم يتعاونوا مع مسلحي التنظيم الإرهابي».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».