«سانت كاترين» و«وصف مصر» شاهدان على العلاقات الثقافية بين مصر وفرنسا

دير سانت كاترين - سيناء
دير سانت كاترين - سيناء
TT

«سانت كاترين» و«وصف مصر» شاهدان على العلاقات الثقافية بين مصر وفرنسا

دير سانت كاترين - سيناء
دير سانت كاترين - سيناء

أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري بوزارة الآثار المصرية، أن العلاقات الثقافية المصرية - الفرنسية تجسدت تاريخيًا في ترميم دير «سانت كاترين» بسيناء وكتاب «وصف مصر» التاريخي.
وقال ريحان في تصريح صحافي اليوم بمناسبة زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لمصر، إن كليبر الذي أرسله نابليون بونابرت عام 1801، قام بترميم برج القديس جورج بالسور الشمالي الشرقي لدير سانت كاترين الذي تعرّض لسيول عام 1798 أدت لتهدم هذا البرج، وقد سجل كليبر ذلك الترميم على لوحة من الرخام ما زالت بالجدار الشمالي الشرقي للدير حتى اليوم.
وأضاف أن نابليون اعترف، في منشور له كتبه للدير عام 1799 بجميع الامتيازات المالية الممنوحة للدير من قبل، واعترف بالممتلكات الخاصة بالدير في القاهرة وقبرص وأعفاهما من دفع الرسوم الجمركية على البضائع الصادرة والواردة التي تستعمل في الدير.
وبالنسبة لكتاب وصف مصر، أشار ريحان إلى أنه يعد أكبر موسوعة علمية لا مثيل لها في العالم، حيث ضم دراسات 1700 عالم فرنسي في تخصصات مختلفة، تعرض معظمهم للأوبئة وتجارب معملية على أنفسهم أدت للوفاة، واستغرق العمل فيه 20 عامًا منها ثلاثة أعوام بمصر، حتى موافقة ملك فرنسا على طباعته بالمطبعة الإمبراطورية.
وأوضح أن إنجلترا بعد انتصارها على الفرنسيين في مصر في موقعة أبى قير البحرية عام 1801 حاولت منع العلماء الفرنسيين من الخروج بأبحاثهم من مصر، واشترطت تسليمهم الأبحاث للخروج آمنين بما تبقى من أسطولهم، وهدد العلماء الفرنسيون بإلقاء الأبحاث في البحر فسمحت لهم إنجلترا بالخروج بأبحاثهم.
ولفت ريحان إلى أن كتاب وصف مصر يتضمن آثار مصر في كل عصورها التاريخية، بل ويسجل مواقع أثرية اندثرت حاليًا مثل معبد إسنا الصغير لخنوم ومنطقة بحيرة الأزبكية - التي كان يقام بها في العصر الإسلامي احتفالات سنوية بعيد فيضان النيل وكانت متنزهًا للمصريين - وكذلك منطقة سوق السلاح بمنطقة قلعة صلاح الدين، كما سجل الكتاب الحرف والصناعات بالقاهرة وصعيد ودلتا مصر وطرق الري القديمة والفنون والموسيقى. كما ضمت أجزاء من الكتاب التاريخ الطبيعي وشمل علم الحيوان والصخور والمعادن وعالم البحار.
من جانبها، طالبت الدكتورة منى زهير الشايب، مدرس الآثار بقسم الآثار المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة وكريمة العالم المصري زهير الشايب مترجم كتاب وصف مصر، بإعادة طباعة الكتاب، خصوصًا المجلدات من الأول حتى الرابع التي نفدت تمامًا من الأسواق، إذ إن هناك طلبًا شديدًا عليها بكل المكتبات، وقد توقفت طباعة المجلدات تمامًا منذ تسلم الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2002 وطباعة 50 ألف نسخة لعدد 37 مجلدًا، وذلك إحياء لمعالم هذا الكتاب بين الأجيال الجديدة والتي لا تعرف شيئًا عن أهمية كتاب وصف مصر.



انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)
«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)
TT

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)
«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)

انطلقت، الخميس، فعاليات «معرض جدة للكتاب 2024»، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة حتى 21 ديسمبر (كانون الأول) الجاري في مركز «سوبر دوم جدة»، بمشاركة نحو 1000 دار نشر ووكالة محلية وعالمية من 22 دولة، موزعة على نحو 450 جناحاً، مع جهات حكومية وهيئات ومؤسسات ثقافية سعودية وعربية.

ويشتمل المعرض على برنامج ثقافي ثري، يضم أكثر من 100 فعالية متنوعة، تتخللها محاضرات وندوات وورش عمل، يقيمها نحو 170 متخصصاً، إضافة إلى منطقة تفاعلية مخصصة للأطفال، تقدم برامج ثقافية موجهة للنشء بمجالات الكتابة والتأليف والمسرح، وصناعة الرسوم المتحركة، وأنشطة تفاعلية مختلفة.

برنامج ثقافي ثري يضم أكثر من 100 فعالية متنوعة (هيئة الأدب)

ويتضمن المعرض ركناً للمؤلف السعودي، معرِّفاً الحضور على آخر إصداراته، ومهيأ للزوار منطقة خاصة بالكتب المخفضة، التي تأتي ضمن جهوده في الحث على القراءة، وإتاحتها للجميع عبر اختيارات متعددة، معززة بمناطق حرة للقراءة.

من جانبه، أوضح الدكتور عبد اللطيف الواصل، مدير إدارة النشر بالهيئة، أن المعرض يعكس اهتمامهم بدعم وتطوير ونشر الثقافة والأدب في السعودية، مؤكداً دوره الريادي، حيث يسلط الضوء على جهود الأدب والأدباء المحليين والعرب والعالميين، عبر فعاليات وأنشطة مجتمعية بمعايير عالمية، وإيجاد فرص تفاعلية لزواره في قوالب فنية وأدبية متنوعة، وصولاً إلى تعزيز مكانة جدة بوصفها مركزاً ثقافيّاً تاريخيّاً.

المعرض يعكس الاهتمام بدعم وتطوير ونشر الثقافة في السعودية (هيئة الأدب)

ويحتفي المعرض بـ«عام الإبل 2024»، لما تُمثِّله من قيمة ثقافية في حياة أبناء الجزيرة العربية منذ فجر التاريخ، حيث خصص جناحاً للتعريف بقيمتها، وإثراء معرفة الزائر عبر جداريات عدة بأسمائها، ومواطن ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية، وقصائد شعرية تغنَّى بها العرب فيها على مر العصور.

ويستقبل «معرض جدة للكتاب» زواره يوميّاً من الساعة 11 صباحاً حتى 12 مساءً، ما عدا الجمعة من الساعة 2 ظهراً إلى 12 مساءً.

المعرض يُعزز جهوده في حث الزوار على القراءة عبر اختيارات متعددة (هيئة الأدب)

ويُعد ثالث معارض الهيئة للكتاب خلال 2024، بعد معرض «الرياض» الذي اختتم فعالياته أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ومعرض «المدينة المنورة» المنتهي في أغسطس (آب).