الخارجية الفلسطينية تدين تهويد المنطقة «ج» ومضاعفة الاستيطان

إسرائيل تمنح الفلسطينيين حوافز اقتصادية في منطقة وتواصل الهدم في أخرى

الخارجية الفلسطينية تدين تهويد المنطقة «ج» ومضاعفة الاستيطان
TT

الخارجية الفلسطينية تدين تهويد المنطقة «ج» ومضاعفة الاستيطان

الخارجية الفلسطينية تدين تهويد المنطقة «ج» ومضاعفة الاستيطان

قالت مصادر إسرائيلية، إنه تم التوصل إلى اتفاق بين مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين؛ بهدف تسريع وتيرة أعمال البناء في إسرائيل، (أي إدخال مزيد من العمال والمقاولين الفلسطينيين للعمل داخل إسرائيل). وأضافت المصادر لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية: «إن اجتماعا عقد مطلع الأسبوع الجاري، بين وزير المالية الإسرائيلي موشيه كحلون، ووزير الشؤون المدنية الفلسطيني حسين الشيخ، أفضى إلى هذا الاتفاق.
وبحسب المصادر، فقد «تم خلال الاجتماع الاتفاق على تشغيل مقاولين فلسطينيين للمساهمة في إقامة مشاريع معمارية داخل الخط الأخضر فقط» (ليس في المستوطنات). وكان منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الضفة، الجنرال يؤاف مردخاي، بادر إلى الاجتماع.
ويتضح، أن هذا الاتفاق مفيد لإسرائيل لسد النقص في الأيدي العاملة. أما بالنسبة للفلسطينيين، فإنه يخلق فرص عمل جديدة ويساعد على تقليص البطالة.
وأيد مسؤولون اقتصاديون في إسرائيل الاتفاق، وقالوا إنه سيسد فراغا كبيرا. وقال مسؤولون في «قطاع البناء»، إنه «سيكون لهذا الاتفاق تأثير كبير؛ إذ سيعمل على سد النقص في الأيدي العاملة في إسرائيل».
وأشارت «معاريف»، إلى أن المسؤولين الإسرائيليين في دائرة الإسكان، كانوا يخططون لاستقدام 20 ألف عامل من الصين، بسبب حاجتهم إلى العمال في ظل نقص المساكن، والحاجة إلى التشييد السريع، لكن مثل هذا الاتفاق سينهي الأزمة.
كما نقلت عن الجانب الفلسطيني، رضاه الكبير بشأن الاتفاق الذي من شأنه آن ينعش الاقتصاد الفلسطيني بتحسين أحوال العمال الفلسطينيين.
وعادة، فإن إسرائيل تعلن عن أي زيادة لعدد العمال الفلسطينيين العاملين لديها، كنوع من بوادر حسن النية تجاه السلطة الفلسطينية.
وجاء الاتفاق الجديد بعد موافقة إسرائيل المبدئية على أن تقيم السلطة الفلسطينية، أول محطة من نوعها لتوليد الطاقة في الضفة الغربية في شمال الضفة.
عقدت كل هذه الاتفاقات، أثناء اللقاءات الأمنية التي تناقش الولاية الفلسطينية على الأرض الفلسطينية، والتي هددت السلطة بأنها إذا لم تستعدها بالكامل، بما يشمل وقف الاقتحامات الإسرائيلية لمناطقها والتدخل في شؤون مواطنيها، فإنها ستوقف العمل بالاتفاقيات مع إسرائيل.
وتؤشر الاتفاقيات الاقتصادية الحالية، إلى تعاطي إسرائيل مع بعض الطلبات الفلسطينية، لكن تصرفاتها على الأرض تشير إلى نوايا أخرى كذلك. وأمس فقط، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية الاتحاد الأوروبي عامة، وبلجيكا خاصة، بضرورة متابعة عمليات الملاحقة والهدم الإسرائيلية للمشاريع التي تمولها دول الاتحاد الأوروبي في الضفة الغربية، ومساءلة الحكومة الإسرائيلية ومحاسبتها على انتهاكاتها الصارخة للقانون الدولي واتفاقيات جنيف.
وقالت الخارجية في بيان: «إن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، صعدت منذ بداية العام الجاري، من إجراءاتها وهجمتها التهويدية للمناطق المصنفة (ج)، بشتى الوسائل والأساليب، في محاولة لفرض حقائق جديدة على الأرض، تحول دون قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة».
ودانت الوزارة إقدام جرافات الاحتلال على هدم حديقة للأطفال وتجريفها في بلدة زعترة جنوب نابلس، والتي بنيت بتمويل من الحكومة البلجيكية؛ مما تسبب في حرمان أطفال القرية من هذا المتنفس الوحيد، إضافة إلى هدم سلطات الاحتلال 3 منازل قيد الإنشاء في قرية الولجة، غرب مدينة بيت جالا، وإغلاق الشارع الواصل بين قرية عناتا وحاجز حزما الاحتلالي أمام الفلسطينيين؛ بهدف تسهيل حركة المستوطنين وذهابهم إلى أعمالهم، في وقت يحرم فيه المواطن الفلسطيني من استخدام الشارع المذكور للوصول إلى أعماله.
وقالت الخارجية: «تتزامن هذه الإجراءات العنصرية مع ما كشفت عنه حركة السلام الآن الإسرائيلية، من تزايد كبير في خطط بناء وحدات استيطانية في الضفة الغربية في عام 2016، وأشارت المعطيات إلى أن مشاريع البناء الاستيطاني تضاعفت أكثر من 3 مرات في الثلث الأول من العام الجاري، في دليل واضح على سياسة حكومة نتنياهو في ضرب الوجود الفلسطيني واقتلاعه من مناطق (ج)، والحد من قدرة المواطنين الفلسطينيين على تلبية احتياجات النمو الطبيعي، وفي المقابل، تسرع سلطات الاحتلال من حملاتها لتوطين مزيد من المستوطنين في تلك المناطق، في إطار مخططاتها الرامية إلى ضم وتهويد مناطق (ج) لصالح المستوطنين».
وأكدت الوزارة، أن هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير والمتواصل في سرقة الأرض الفلسطينية، يشكل تعزيزا جديدا لإصرار القيادة الفلسطينية على التوجه إلى مجلس الأمن الدولي، لاستصدار قرار أممي ملزم لوقف الاستيطان، كضرورة ملحة من أجل إنقاذ حل الدولتين ومنعه من الانهيار الكامل.
والبناء في مناطق «ج» هو أحد طلبات السلطة التي لا تستجيب لها إسرائيل. و«ج» هي المنطقة التي تساوي ثلثي مساحة الضفة الغربية، وتتبع بحسب اتفاقيات أوسلو للسلطة الأمنية والإدارية الإسرائيلية، فيما «أ» التي تطالب السلطة بوقف اقتحاماتها تتبع للسلطة الأمنية والمدنية الفلسطينية، وتتبع المنطقة «ب» إداريا للسلطة وأمنيا لإسرائيل.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.