ليبيا: حكومة الثني تنفي منح عائدات النفط إلى حكومة السراج

سوء فهم يتسبب في اندلاع اشتباكات مسلحة في طرابلس

ليبيون يتظاهرون في شوارع طرابلس للتعبير عن تضامنهم مع الجيش (أ.ف.ب)
ليبيون يتظاهرون في شوارع طرابلس للتعبير عن تضامنهم مع الجيش (أ.ف.ب)
TT

ليبيا: حكومة الثني تنفي منح عائدات النفط إلى حكومة السراج

ليبيون يتظاهرون في شوارع طرابلس للتعبير عن تضامنهم مع الجيش (أ.ف.ب)
ليبيون يتظاهرون في شوارع طرابلس للتعبير عن تضامنهم مع الجيش (أ.ف.ب)

في مؤشر جديد على استمرار التجاذب السياسي في ليبيا بين الحكومات الثلاث المتواجدة على الأرض عمليا ورسميا، نفت أمس الحكومة الانتقالية المعترف بها دوليا في شرق البلاد ما أشيع عن قيامها بإيداع إيرادات النفط في حساب تابع لحكومة الوفاق الوطني، المقترحة من بعثة الأمم المتحدة، والتي يرأسها فائز السراج.
واعتبر ناطق رسمي باسم الحكومة، التي تتخذ من مدينة البيضاء مقرا لها برئاسة عبد الله الثني، أن هذه الأخبار عارية عن الصحة جُملة وتفصيلاً ومجرد شائعات، لافتا النظر إلى أن الرسالة التي يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي مزورة، مؤكدا أن إيرادات النفط لن تدخل في حساب تابع لحكومة السراج إلا بعد منحها الثقة من مجلس النواب. كما كرر نفس الموقف رئيس المؤسسة الوطنية للنفط ناجي المغربي، الذي قال لوكالة الأنباء الليبية الرسمية إن هذا لن يحدث إلا بعد المُصادقة ومنح الثقة لحكومة السراج من قبل مجلس النواب، الذي طالبه في المقابل بالقيام بواجباته تجاه الشعب الليبي.
وبالإضافة إلى حكومتي الثني والسراج، توجد حكومة الإنقاذ الوطني التي يترأسها خليفة الغويل، والتي تحظى بتأييد البرلمان المنتهية ولايته والميليشيات المسلحة التابعة له. وترفض حكومتا الثني والغويل تسليم السلطة رسميا إلى السراج، الذي ما زال ينتظر موافقة مجلس النواب على اعتماد النسخة الثانية من حكومته الجديدة، التي لم تمارس عملها بعد.
لكن أحمد معيتيق، نائب السراج، أعلن أمس أن المجلس الرئاسي للحكومة الجديدة يتسلم السلطات من حكومة الغويل بطريقة سلسة، رغم اعتراض الغويل، مؤكدا في تصريحات له أن حكومة السراج هي من تسير الإدارة العليا للدولة حاليا، وقال بهذا الخصوص «لم نر تشبثا بالسلطة من قبل وزراء حكومة الغويل.. فهم يمدون يد العون لنا رغم اعتراض الغويل»، الذي طالب بأن يتم تسليم السلطة عبر المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته.
وقال: «إنه رغم حالة عدم الثقة داخل برلمان طبرق، لكننا مصرون على العمل تحت شرعيته»، مشيرا إلى أن المجلس الرئاسي ينتظر عقد جلسة مكتملة النصاب من البرلمان لمنح الثقة لحكومة السراج، قبل عرض خططها على البرلمان.
وأمس تم الإعلان رسميا عن أن مجلس النواب سيجتمع بمقره في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي قبل الثامن عشر من الشهر الجاري، وذلك للتصويت على منح الثقة لحكومة السراج، إذ قال أعضاء ومسؤولون في البرلمان المعترف به دوليا بأن رئيسه المستشار عقيلة صالح بصدد توجيه دعوات رسمية إلى كل أعضاء البرلمان لعقد الجلسة، تمهيدا لحسم مصير حكومة السراج.
وأعلن محمد شعيب، نائب صالح، الذي شدد على أن برلمان طبرق هو صاحب الحق الأصيل في منح الثقة من عدمها للحكومة، أنه في حالة عدم منح المجلس الثقة لحكومة السراج فإنه ستتم دعوة لجنة الحوار السياسي إلى اجتماع لاحق لدراسة الوضع الناتج عن ذلك.
إلى ذلك، أعلنت قوة الردع الخاصة عن حدوث بعض الاشتباكات في منطقة زاوية الدهماني بالعاصمة طرابلس، وذلك بسبب ما وصفته بسوء فهم بين الكتيبة 155. التابعة للجيش الليبي، والفرقة الأمنية السادسة، التابعة للأمن المركزي، إذ قالت القوة عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» «إن قوة الردع الخاصة تدخلت بعد ذلك، وتم حل الخلاف، وعادت الأمور إلى ما هي عليه».
وهذه هي أحدث اشتباكات من نوعها في طرابلس منذ دخول السراج على رأس المجلس الرئاسي لحكومته المدعومة من الأمم المتحدة نهاية الشهر الماضي إلى المدينة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.