قرر مجلس الأمن إرجاء الاستماع إلى التقرير السنوي، الذي كان مرتقبا أن يقدمه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أول من أمس، حول تطورات نزاع الصحراء، من دون أن يحدد موعدا جديدا لذلك.
ويبدو أن الإرجاء راجع إلى وجود انقسام في مجلس الأمن حول التوتر الذي تعرفه العلاقات بين المغرب والأمانة العامة للأمم المتحدة، علما بأن الرباط كانت قد احتجت بشدة على التصريحات التي أدلى بها بان كي مون خلال زيارته مخيمات جبهة البوليساريو في تندوف (جنوب غربي الجزائر) في مارس (آذار) الماضي، وطالبته باعتذار رسمي على وصفه الصحراء المغربية بأنها أرض محتلة.
وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة الصداقة المغربية - الأميركية بالكونغرس الأميركي، التي تتكون من أكثر من 40 سيناتورا ينتمون إلى الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وجهت رسالة إلى وزير الخارجية جون كيري، أعلنوا فيها دعمهم الموقف المغربي بشأن ملف الصحراء، وشجبوا التصريحات الأخيرة للأمين العام للأمم المتحدة خلال زيارته بداية مارس الماضي للجزائر، ومخيمات جبهة البوليساريو في تندوف. وجاء في الرسالة، التي وقعها كارلوس كوربيلو، وجيرالد إي كونولي، وبيرني جي طامبسون، وجو ويلسون، الذين يترأسون المجموعة بشكل مشترك، أنه «كما تعلمون، فقد قام الأمين العام للأمم المتحدة أخيرا بزيارة لمخيمات تندوف، الخاضعة لسيطرة جبهة البوليساريو.. حيث استعمل كلمة (احتلال)، كما طرح من جديد فكرة العودة إلى (الاستفتاء) من أجل تسوية قضية الصحراء»، معتبرين أن «خرجة» بان كي مون «غير مسبوقة وتتعارض مع موقف الأمناء العامين السابقين».
وأعرب موقعو الرسالة عن «اقتناعهم بأنه من المهم بالنسبة لوزارة الخارجية التأكيد على الموقف الذي تبنته الولايات المتحدة منذ مدة طويلة، والداعم للتوصل إلى تسوية تقوم على أساس المخطط المغربي للحكم الذاتي، تحت السيادة المغربية».
وذكر موقعو الرسالة أيضا، أن الحكومة الأميركية «هي من أخذت زمام المبادرة من أجل التخلي عن خيار الاستفتاء لصالح حل سياسي متفاوض بشأنه»، مشددين القول على أن «الوقت قد حان لتعزيز هذه السياسة المتخذة منذ فترة طويلة».
وفي خطوة مماثلة، ناشد عديد من السفراء الأميركيين السابقين بالرباط الوزير كيري بـ«ضرورة تقديم الولايات المتحدة لدعم واضح لعلاقاتها مع أقدم حليف لنا»، المغرب، وذلك بعد التصريحات الأخيرة للأمين العام للأمم المتحدة، التي تنتهك مبدأ حياد الأمم المتحدة.
وقال السفراء الأميركيون السابقون في رسالة وجهوها إلى كيري «إننا نوجه إليكم هذه الرسالة لنعبر عن قلقنا العميق إزاء التطورات الأخيرة لنزاع الصحراء بالأمم المتحدة»، مشيرين إلى أن «الحادث الدبلوماسي الناجم عن تصريحات بان كي مون، التي تنتهك مبدأ حياد الأمم المتحدة، يهدد بتفاقم أكبر للسياق المتوتر أصلا حول النزاع (الصحراء)، وبالابتعاد عن آفاق تسوية سياسية، تدعمها منذ فترة طويلة الولايات المتحدة والأمم المتحدة».
ووقع الرسالة السفراء الأميركيون السابقون بالمغرب وهم: طوماس ناصيف، مايكل أوسري، فريدريك فريلاند، مارك غينسبيرغ، إدوارد غابرييل، مارغريت توتويلر، طوماس رايلي، وصامويل كابلان. وبعد أن ذكّر السفراء السابقون الوزير كيري بالتحديات الأمنية وانعكاسات هذه الأزمة على «أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة بالمنطقة»، وبالاحتجاجات الشعبية التي شهدها المغرب عقب تصريحات الأمين العام الأمم المتحدة وتصرفاته، أشارت الرسالة إلى أنه «من الضروري أن تدعم الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة لمواجهة هذه الأزمة، بشكل واضح، العلاقات مع أقدم حلفائنا».
ولاحظت الرسالة، أنه «ينبغي البدء في دعم أميركي للجهود المشروعة والمعقولة للمغرب، الرامية إلى تسوية قضية الصحراء بناء على مخطط الحكم الذاتي، تحت السيادة المغربية».
مجلس الأمن يؤجل الاستماع إلى التقرير السنوي حول تطورات نزاع الصحراء
أكثر من 40 سيناتورا أميركيا يوجهون رسالة لكيري دعماً لمشروع الحكم الذاتي المغربي
مجلس الأمن يؤجل الاستماع إلى التقرير السنوي حول تطورات نزاع الصحراء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة