هل سيتخلى العالم عن ذكاء الهواتف؟

«نوكيا» و«إيركسون» و«موتورلا» تعود إلى الساحة بأسعار خيالية

الهاتف الذكي يقوم حاليا بدور الحاسوب الإلكتروني، والخطورة تكمن في أنه جوال ومعرض لسرقة ما فيه، ولو كان في جيبك، والتنصت إليك عبره ولو كان مقفلا
الهاتف الذكي يقوم حاليا بدور الحاسوب الإلكتروني، والخطورة تكمن في أنه جوال ومعرض لسرقة ما فيه، ولو كان في جيبك، والتنصت إليك عبره ولو كان مقفلا
TT

هل سيتخلى العالم عن ذكاء الهواتف؟

الهاتف الذكي يقوم حاليا بدور الحاسوب الإلكتروني، والخطورة تكمن في أنه جوال ومعرض لسرقة ما فيه، ولو كان في جيبك، والتنصت إليك عبره ولو كان مقفلا
الهاتف الذكي يقوم حاليا بدور الحاسوب الإلكتروني، والخطورة تكمن في أنه جوال ومعرض لسرقة ما فيه، ولو كان في جيبك، والتنصت إليك عبره ولو كان مقفلا

في إعلان تلفزيوني شهير لإحدى شركات الهواتف الجوالة في بريطانيا، يظهر أحدهم واضعا هاتف «نوكيا» القديم الخاص به في كيس من الورق داكن اللون لأنه يخجل من استخدام هاتف «غبي»، إذا صحت التسمية، بالمقارنة مع الهواتف الذكية الحديثة التي تقوم بعمل حاسوب إلكتروني ضخم، والمغزى من الإعلان هو أن الشركة تنصحه وتقول: «كفى إذلالا لنفسك، جدد واقتني هاتفا ذكيا». وهذا ما يحصل بالفعل مع المخلصين للهواتف البدائية القديمة، ففي كل مرة يستخدمون جهازهم تنهال عليهم نفس الأسئلة: أما زالت تصنع هذه الطرز من الهواتف؟ هل لا تزال تعمل؟ كم عمره؟...؟
غير أن هذه المعادلة تبدو في طريقها إلى التغير، وسريعا، لأن نسبة الأشخاص الذين تخلوا أو يفكرون في التخلي عن هاتفهم الجوال الذكي عالية جدا، وهناك عدد كبير من الذين قاموا بالفعل بالعودة إلى الهواتف القديمة التي يكتفي صاحبها باستعمال زرين فقط، «الأخضر» لاستقبال المكالمة، و«الأحمر» لإنهاء المكالمة، ولكن يبقى السؤال: لماذا؟
إن عدد الرسائل الإلكترونية التي تصل إلى الهاتف الجوال في أي وقت من الأوقات تعني أن ساعات العمل لا تنتهي، كما أن الهاتف الجوال، وكما يدل اسمه، يتجول معك، ويكون مثل ظلك تماما، فلا تستطيع أن تختبئ، ويمكن لأي كان الوصول إليك أينما كنت، وعن أي طريق، إن كان عن طريق الرسالة الإلكترونية، أو تطبيقات كثيرة مثل «فايبر» و«واتساب» و«سكايب» وغيرها، وكلها تجعل من المستهلك عبدا لها.
وبعدما فتكت التكنولوجيا بمجتمعاتنا، نرى حاليا موجة مضادة لها، فهناك نغمة جديدة يطرب لها من تعبت أذنيه من طنين الجوال من جميع مرافقه، فقرروا العودة إلى الجذور، وفي هذه الحالة قرروا العودة إلى ما يعرف اليوم باسم الهاتف «الفينتادج» الخالي من التعقيدات والتطبيقات و«الفذلكات» التي يجهل غالبية المستهلكين طريقة استخدامها.
فالتليفونات القديمة، مثل «نوكيا 8800 و8210» و«إيركسون آي 2628» و«موتورولا ستار تاك 130» الذي خرج إلى الأسواق عام 1998، كلها على رأس لائحة الهواتف القديمة المطلوبة حاليا، والتي تصل أسعارها إلى 1360 دولار أميركي، والسبب يعود إلى جودة هذه الأجهزة العالية، بالمقارنة مع الأجهزة الجديدة المعرضة للكسر بشكل أكبر، كما أن بطارية الهواتف القديمة تدوم لساعات تصل إلى أسبوع كامل، على عكس الهواتف الجديدة التي تنفد بسرعة بسبب استخدام التطبيقات، وقد يكون السبب الأهم لتحول المستهلك من الهواتف الذكية إلى الهواتف القديمة هو محاولته الانقطاع عن من حوله، وهذه حالة اجتماعية نعيشها حاليا بسبب الضغط الذي تفرضه التكنولوجيا علينا، وقد تكون هذه الخطوة بمثابة تذمر أو تحرر من أسلاك التكنولوجيا، خاصة أن خطورتها تكمن في عدة أسباب، أهمها أنها تفوق مستخدمها ذكاء، كما أنها خطرة جدا وتعرض مستخدمها لمشكلات أمنية كثيرة، إن كان من خلال سهولة التنصت على المكالمات، أو تعقب الأماكن، أو حتى سرقة البيانات الشخصية، بما فيها البيانات الخاصة بالحسابات المصرفية وغيرها، فكما ذكرنا آنفا الهاتف الذكي يقوم حاليا بدور الحاسوب الإلكتروني، والخطورة تكمن في أنه جوال ومعرض لسرقة ما فيه، ولو كان في جيبك، والتنصت إليك عبره ولو كان مقفلا.
ويفضل كثيرون حاليا العودة إلى الهاتف القديم لإجراء وتلقي الاتصالات ورسائل الـ«إس إم إس» التي أصبح استعمالها شبه منقرض بسبب «الواتساب» وغيره، أما من الناحية الجمالية ففي الماضي كانت الأجهزة مختلفة من حيث التصميم، وكان المستهلك يتباهى بتصميم جهازه الجديد، فشركة موتورلا كان لها تصميم معين، بالمقارنة مع نمط «نوكيا» التي كسحت الأسواق في عصرها الذهبي منذ عشر سنوات، قبل أن تخفق في ركوب موجة التكنولوجيا وتنحسر أمامها، إلا أنها اليوم تستعيد أمجادها بعد الطلب المتزايد على الأجهزة من طراز «8800 آرت غولد» الذي يباع حاليا بسعر يتراوح ما بين 810 و1360 دولارًا أميركي.
وفي فرنسا، قام شخص يدعى جاسم حداد بتأسيس موقع تحت اسم «فينتادج موبايل» لبيع الهواتف القديمة، ويعزو حداد سبب ارتفاع أسعار تلك الأجهزة «الفنتادج» إلى صعوبة الحصول عليها.
ولا يقتصر التخلي عن الهواتف الذكية لصالح الهواتف البدائية على الأناس العاديين، إنما أيضًا على المشاهير أمثال الممثل البريطاني الحائز على أوسكار إيدي ريدمين الذي فسر قراره بأنه لم يعد يحتمل فكرة تفحص رسائله الإلكترونية طيلة اليوم، وفي جميع الأوقات، قائلا إنه كان يملك جهاز «آي فون» تعرضت واجهته الزجاجية للكسر مرتين، وعندما رفضت شركة «أبل» استبداله بآخر لأنه استعان بمحل مستقل لبيع وتصليح الهواتف اضطر لشراء جهاز نوكيا عادي، وعندها لاحظ كيف أصبحت حياته أكثر هدوءا.
ويعترف ريدمين أنه عانى كثيرا في بداية الأمر لأن التخلص من الهاتف الذكي أشبه بالتخلص من المخدرات في الجسم، ولذا تنتشر مصحات متخصصة بمداواة المدمنين على التكنولوجيا.
ويقول ريدمين أيضًا إن خبر تخليه عن هاتفه الذكي حظي بنفس أهمية خبر ترشيحه للأوسكار، فقد تداول الكثير من المغردين الموضوع على «تويتر»، وأجرت إذاعة «راديو 4» مقابلة خاصة معه عن هذا الموضوع فقط، وبعد أكثر من ثمانية أشهر من التخلي عن هاتفه الجوال يؤكد ريدمن أنه يشعر بسعادة أكبر، ويعيش اللحظة بشكل أوضح.
إن الهاتف البدائي يقوم بمهام الهاتف الذكي من ناحية الاتصال وتلقي الاتصال، وقد يكون هذا الأمر كافيا لأن الرسائل الإلكترونية يمكن تفحصها على الحاسوب الإلكتروني في المنزل، في وقت مخصص لذلك، وليس على مدار الساعة، كما أن هناك دراسات بينت أن باعث الرسالة الإلكترونية لا ينتظر منك جوابا في نفس اللحظة، إلا أن المتلقي يشعر دائما أنه مجبر على الرد السريع ظنا منه أن التأخير في الرد قد يغضب المرسل.
وفي النهاية، وإذا كنت لا تزال تحتفظ بهاتفك القديم، أبق عليه ولا ترمه لأن أيامه ستعود، وسيكون ثمنه أغلى مما تظن، فالتكنولوجيا أصبحت تلقي بثقلها على المستهلكين في جميع المجالات، وهذا ما يجعلهم يحنون إلى الماضي، وإلى أيام «نوكيا» الصلب و«موتورولا» الشهير بطريقة إقفاله، وإذا كنت من متابعي الأغاني المصورة فيمكن أن تلاحظ المغنية البريطانية أديل التي تقصدت استخدام جهاز «موتورلا» قديم في أغنيتها المصورة الأخيرة «هيلو»، وبحسب موقع «إي باي» تصدرت أجهزة موتورولا من نفس الطراز قائمة المبيعات، وبيع جهاز كل 5 ثوان حول العالم.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.