متنزه البجيري في الرياض يزاوج بين التراث والطبيعة والجغرافيا

أرضيته على شكل «سجادة نجدية» بزهور موسمية

المتنزه العائلي
المتنزه العائلي
TT

متنزه البجيري في الرياض يزاوج بين التراث والطبيعة والجغرافيا

المتنزه العائلي
المتنزه العائلي

«فاتنة أنت مثل الرياض.. ترق ملامحها في المطر»، و«نائية أنت مثل الرياض.. يطول إليها.. إليك السفر» هكذا شبه الشاعر الدبلوماسي، المرحوم غازي القصيبي، ملهمته بمدينته المفضلة الرياض.
مدينة الرياض، عاصمة المملكة السعودية، أكبر المدن العربية مساحة، تحفها وتحيطها أشجار نخيل طويلة مرصوصة، منسقة، وشامخة كأنها عارضات أزياء تنتظر أن تتمخطر على «الكات ووك».
ويعطي متنزه البجيري حيث تضفي أشجار النخيل على المتنزه العائلي رونقا خاصا وتبدو كطوق يحيط بالمتنزه الذي يعتبر «واحة» عائلية وملاذا ترفيهيا يجذب زواره مزاوجا بين التراث والطبيعة والجغرافيا إذ يقع في منطقة منخفضة تحفها مرتفعات مما ساعد في تشكيله على هيئة طبقات تتوسطها بحيرات تلفها أجواء معبقة بأصالة التراث النجدي.
تتوسط المتنزه حديقة أرضية زرعت على شكل «سجادة نجدية» ولنجد نقوشها ورسوماتها وزخارفها. زرعت الحديقة بنباتات موسمية مزهرة وملونة بأجمل الألوان فيما تم تسييجها بحاجز كتلك التي تستخدم في المتاحف للحفاظ على أفخم المعروضات وللاستمتاع بالنظر دون اللمس.
السجادة النجدية ليست وحدها اللوحة النباتية، فهناك الحديقة الصبارية وحديقة غابة الأشجار وكلتاهما تضمان أنواعا مختلفة من النباتات فيما وزعت بغابة الأشجار مجموعة من الحيوانات المحنطة بما في ذلك حيوان اللاما وغزلان وحيوانات أخرى.
يوفر المتنزه لزواره مساحات ومسطحات يلعب فيها الأطفال بينما يفضل الأهل مساحات مزروعة بالنجيل المعتنى به أيما عناية مما يحول المتنزه لمسطحات خضراء يجلسون عليها في مجموعات كأصدقاء وأسر مستمتعين بما يحضرونه معهم من أكل ومشروبات.
إلى ذلك تتوفر بالمتنزه عدة مطاعم وكافتيريات لبيع مختلف الأطعمة والمشروبات والآيس كريم والمخبوزات والتورتات وحتى الفشار فيما يتميز مطعم شيد على الطريقة التقليدية بأطعمة سعودية تقدم كذلك في أوانٍ تعود لعصور قديمة قبل سيطرة «عولمة» التسوق التي جعلت الأطعمة والملابس وحتى الأواني ومعظم الأكلات متشابهة.
يجلس رواد المطعم على فرشات وبُسط أرضية بدوية، رصت داخل «صالات» صغيرة منفصلة بينما تتوفر صالات أشبه بـ«المجلس» أوسع حجما.
تأتي الطلبات على صوانٍ و«طاسات» من الطلس ملونة ومنمنمة صغيرة الحجم وللقوة العربية بالطبع مكانتها ودلالاتها وفناجينها بل بعض المجسمات التي تعكس كيف كان لها بالمنازل سابقا مواقع مميزة حيث كان صاحب المنزل يقهي ضيوفه وبنفسه.
وكديكور رسمت الأبواب بالنقش النجدي بينما تتوسط المكان بئر قديمة: «ويذكر أن البئر كانت جزءا من بعض المنازل». إلى ذلك تتوفر بالمتنزه عدة محال تجارية تبيع منتجات تقليدية ولوحات فنية ومما يضفي على المتنزه بعدا تاريخيا ما ليس ببعيد عنه من بقايا آثار ومنازل منطقة الدرعية وبعض منازلها القديمة المبنية بالطين واللبن بنمط معماري مميز.
ما أجمل المدن عندما تهتم بتراثها وتعرضه بأساليب عصرية بسيطة تكون في متناول الغني والفقير الكبير والصغير، ورغم ما تتميز به مدينة الرياض من محال تسوق ومراكز فخمة وضخمة تموج بأحدث المنتجات العالمية ولأكبر الأسماء والعلامات فإن الأماكن الأثرية والمتنزهات المميزة والحدائق العامة هي التي تميز كل مدينة عن الأخرى.. و«ما أحلى الرياض مع رذاذ المطر»، حسب حديث زوارها.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.