كينيا تستفيد من حزمة مساعدات صندوق النقد لدعم اقتصاد شرق أفريقيا

كينيا تستفيد من حزمة مساعدات صندوق النقد لدعم اقتصاد شرق أفريقيا
TT

كينيا تستفيد من حزمة مساعدات صندوق النقد لدعم اقتصاد شرق أفريقيا

كينيا تستفيد من حزمة مساعدات صندوق النقد لدعم اقتصاد شرق أفريقيا

أقر صندوق النقد الدولي تسهيلات قروض تقدر قيمتها بنحو 5.‏1 مليار دولار لدول شرق أفريقيا بهدف مساعدتها على التعافي من الأزمة الاقتصادية التي تشهدها والناتجة عن تراجع أسعار المواد الأولية، وبشأن كينيا التي تعد إحدى أهم دول شرق أفريقيا، فقد أبرمت المؤسسة الدولية اتفاقا بنحو 990 مليون دولار لمدة 24 شهرا.
وسلطت مجلة «جون أفريك» الفرنسية الضوء على هذه التسهيلات التي يقدمها صندوق النقد الدولي لكينيا، إذ إنها تحصل على القروض بمعدل فائدة أقل من المتعارف عليه في الأسواق العالمية من أجل تلبية احتياجاتها المالية سريعا.
وتسعى الحكومة في نيروبي عن طريق هذه المفاوضات الحيلولة دون حدوث توتر مفاجئ بالأسواق نتيجة تحول رؤوس الأموال، وتشهد الأسواق الكينية على غرار الأسواق العالمية الأخرى فترات هروب رؤوس الأموال بسبب الاضطرابات التي سجلتها الأسواق المالية منذ عام 2013.
وكانت نيروبي قد أبرمت في فبراير (شباط) 2015 اتفاقين للحصول على قرضين تصل إجمالي قيمتهما إلى 5.‏757 مليون دولار من صندوق النقد الدولي قبيل انتهاء الاتفاقين اللذين عقدا في 14 مارس (آذار) وأوشكا على الانتهاء.
ويظل الاحتياطي الخارجي لكينيا مستقرا، حيث يصل إلى 33.‏7 مليار دولار، ويكفي هذا الاحتياطي لتغطية واردات البلاد لمدة 7.‏4 شهر.
ويقدر العجز في الميزانية المالية لعامي 2015 و2016 والتي تنتهي في يونيو (حزيران) القادم بنحو 1.‏8 في المائة من صافي الدخل القومي، الذي من المتوقع أن ينخفض إلى 9.‏6 في المائة خلال عامي 2016 و2017 وفقًا لوثائق وزارة المالية الكينية وتأمل الحكومة في خفض هذا العجز بحلول عامي 2018 و2019.
ومن المتوقع أن يتحسن العجز في الحساب الجاري الذي وصل إلى 5.‏9 في المائة من إجمالي الناتج المحلي في عام 2015 إلى 7.‏6 في المائة خلال ثلاثة سنوات وذلك بالتوازي مع تحسن معدلات الصرف وانخفاض الواردات واستكمال مشاريع البنية التحتية التي من شأنها دفع عجلة الاقتصاد في البلاد.
ومن المتوقع أن تحافظ كينيا على معدل النمو الذي حققته خلال عام 2015 والذي يقدر بـ7.‏5 في المائة خلال عام 2016 قبل أن يصل خلال عام 2018 إلى 6 في المائة وفقا لتقديرات وكالة التصنيف الائتماني (مووديز) والتي صنفت كينيا بـ«بي 1».



الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)
الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)
TT

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)
الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة، خلال عملية عسكرية خاصة داخل الشريط الحدودي بين موريتانيا ومالي. في حين أعلن الجيش الموريتاني أن المواطنين جرى توقيفهم داخل أراضي مالي، وأكد أنه «لن يسمح» بأي انتهاك لحوزته الترابية.

الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

وقالت مصادر محلية إن المواطنين الموريتانيين أفرج عنهم بعد ساعات من التوقيف، وكانت وحدة «فاغنر» قد سلّمتهم إلى الجيش المالي الذي حقّق معهم ثم أفرج عنهم، ليعودوا إلى الأراضي الموريتانية ليل الأربعاء/الخميس.

اختراق الحدود

بعد توقيف الموريتانيين من طرف وحدة «فاغنر»، المرافقة للجيش المالي، تداول ناشطون موريتانيون على وسائل التواصل الاجتماعي معلومات تُفيد بأن مقاتلي «فاغنر» وقوات الجيش المالي «اخترقوا» الحدود، وأوقفوا مواطنين موريتانيين.

ولكن الحكومة الموريتانية نفت أن يكون قد حدث أي اختراق للحدود، وقال الوزير الناطق باسم الحكومة، الحسين ولد أمدو: «إن وحدات من الجيش المالي كانت تتحرك في مناطق تابعة لحدودها، وأثناء مرورها اعتقلت هذه المجموعة».

وأضاف ولد أمدو، في مؤتمر صحافي مساء الأربعاء، أن القرية التي دخلها الجيش المالي وقوات «فاغنر»، «تابعة لدولة مالي»، مشيراً إلى أن «اتصالات جرت بين السلطات العسكرية الموريتانية والمالية أسفرت عن إطلاق سراح الموقوفين».

لا تسامح

وأصدر الجيش الموريتاني بياناً صحافياً حول الحادثة، وقال إن ما تداولته الصحف المحلية وبعض الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي حول اختراق الحدود «مجرد معلومات مغلوطة وأخبار زائفة»، وقال: «إنه لن يسمح لأي كان بانتهاك الحدود».

وأوضح الجيش الموريتاني أن «الأمر يتعلق بوصول وحدة من الجيش المالي إلى قرية الأغظف الموجودة داخل التراب المالي»، وشدّد على أنه «لم تصل القوات المالية مطلقاً إلى خط الحدود بين البلدين».

وقال الجيش الموريتاني: «إن الوحدة العسكرية المالية أوقفت 18 شخصاً في المناطق التي مرت بها، قبل أن يجري إطلاق سراح الموقوفين لاحقاً، بعد اتصالات ميدانية بين الجهات المعنية بموريتانيا ومالي».

وخلص الجيش الموريتاني إلى «طمأنة المواطنين بأن الوحدات العسكرية الموريتانية المرابطة على الحدود، لن تسمح لأي كان بانتهاك الحوزة الترابية للبلاد»، وفق نص البيان الصحافي.

احتفاء محلي

كان توقيف المواطنين الموريتانيين قد أثار حالة من الرعب في أوساط السكان المحليين، في ظل مخاوف من تصفيتهم، كما سبق أن حدث مع موريتانيين خلال العامين الماضيين، أوقفتهم «فاغنر» وعثر عليهم في مقابر جماعية، ما كاد يقود إلى أزمة في العلاقات بين مالي وموريتانيا.

وبعد الإفراج عن الموقوفين سادت حالة من الارتياح في أوساط السكان المحليين، وأصدرت مجموعة من السياسيين والمنتخبين المحليين بياناً، قالت فيه إن سكان محافظة باسكنو الحدودية «يثمنون إطلاق سراح المختطفين على الحدود المالية».

وقال النائب البرلماني، محمد محمود ولد سيدي، إن الإفراج عن الموقوفين «لحظة تحمل في طياتها فرحة كبرى، وترسم أفقاً جديداً من الأمل والطمأنينة في قلوب الجميع».

وأضاف عضو البرلمان الموريتاني عن دائرة باسكنو، أن السكان يشكرون الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني «الذي قاد بحكمة وحزم مسار الجهود المبذولة لتحقيق هذا الإنجاز الوطني الكبير».

وأرجع النائب جهود الإفراج عن الموقوفين إلى ما سمّاه «الدبلوماسية العسكرية (الموريتانية) التي أظهرت قدرتها على إدارة الأزمات بفاعلية، وأثبتت بالدوام نجاعة وحنكة عاليتين في التعامل مع هذا التحدي الأمني الكبير».

حرب مالي

وتعيش دولة مالي على وقع حرب، منذ أكثر من 10 سنوات، ضد مجموعات مسلحة موالية لتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، وقبل سنوات قاد ضباط ماليون انقلاباً عسكرياً، وسيطروا على الحكم في البلد، ليعلنوا التحالف مع روسيا، وجلب مئات المقاتلين من «فاغنر» لمساعدتهم في مواجهة المجموعات الإرهابية.

ويثير وجود «فاغنر» داخل الأراضي المالية، خصوصاً في المناطق الحدودية، مخاوف الموريتانيين؛ إذ تسببت عمليات «فاغنر» في مقتل عشرات الموريتانيين داخل الشريط الحدودي بين البلدين.

وتوجد في الشريط الحدودي عشرات القرى المتداخلة، بعضها تتبع موريتانيا ويقطنها مواطنون ماليون، وأخرى تتبع مالي ويقطنها مواطنون موريتانيون، وذلك بسبب عدم ترسيم الحدود بشكل نهائي بين البلدين.