مع سقوط صنعاء و10 محافظات أخرى، بدأت تتكشف خيوط اللغز الذي ظل محيرًا لكثير من اليمنيين والمراقبين، إذ سرعان ما تحدث مسؤولون عسكريون عن وقوف قيادات عسكرية في الصفين الأول والثاني، وراء تسليم العاصمة ومعسكراتها لجماعة مسلحة متمردة، كانت بالأمس القريب تخوض ضدها 6 حروب، آخرها قبل 5 سنوات عام 2010.
وبعد أن ثبتت الحركة الحوثية قبضتها على مقر قيادة الجيش في وزارة الدفاع بصنعاء، وأصبحت السلطة الحاكمة بقوة السلاح، رفضت المحافظات الجنوبية والشرقية بما فيها من السلطات الرسمية والقيادات العسكرية.
وتعددت الروايات حول سبب انهيار الجيش، لكنها في مجملها تتقاطع في 3 أسباب رئيسية، وهي الخيانات، والفساد، وتعدد الولاءات، وبحسب عسكريين ومسؤولين، فإن هذه الأسباب كانت تتحكم في مؤسسة الجيش طوال أكثر من 3 عقود، يقول رئيس جهاز الأمن القومي السابق الدكتور علي الأحمدي في تصريح صحافي سابق قبل هجوم الحوثيين على القصور الرئاسية والمعسكرات التابعة لها، إن «تهاوي بعض وحدات الجيش والأمن أمام الحوثيين كان ناتجًا عن خيانات واختراق في هذه الوحدات، بدأ من معركة الاستيلاء على عمران، حيث رفضت بعض هذه الوحدات نجدة اللواء 310 مدرع، واستسلمت وحدات الأمن الخاصة في الطريق إلى عمران، وتقهقرت وحدات من قوات الاحتياط وقوات المنطقة السادسة، ولم تتجاوز جبل ضين بعمران، وهي التي كانت مكلفة بالالتحام باللواء 310 في محافظة عمران».
وتتوزع قوات الجيش وفق آخر هيكلة أُجرِيَت عليه عام 2012، على 5 تشكيلات هي: القوات البرية، وتشمل 7 مناطق عسكرية، والقوات البحرية والدفاع الساحلي، والقوات الجوية والدفاع الجوي، وقوات حرس الحدود، والاحتياط الاستراتيجي، التي تضم وحدات الحرس الجمهوري، والعمليات الخاصة وتشمل 5 ألوية، إضافة إلى ألوية الصواريخ والألوية الرئاسية.
وفي منتصف ليل الخميس، 26 مارس 2015، ومع اقتراب الساعة 12 بتوقيت الرياض، بدأ هدير محركات طائرات التحالف العربي يدوي في سماء اليمن، بعد موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على طلب الرئيس عبد ربه منصور هادي مساعدته في استعادة الشرعية، وبدأت حينها «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين وصالح في اليمن، وأعلن عن تحالف عربي مكون من 10 دول عربية، وحققت الحملة في دقائقها الأولى نجاحًا كبيرًا شمل السيطرة على الأجواء بشكل كامل، وحظر تهريب السلاح عبر الموانئ اليمنية المطلة على البحر الأحمر، وتمكن التحالف من تحييد الطيران الحربي الذي كان بيد الانقلابيين، وهاجم التحالف معظم المعسكرات والمواقع الخاضعة لسيطرة الحوثي وصالح، معلنًا أن محافظة صعدة التي تعد معقل الحوثيين منطقة عسكرية محظورة.
واستهدف التحالف في غارات، منصات الصواريخ الباليستية، والأسلحة الثقيلة بجميع أنواعها، إضافة إلى مخازن السلاح التي كدسها المخلوع صالح في محيط المدن والمعسكرات، وتركزت على ألوية الصواريخ في فج عطان، ومخازن السلاح بمحيط جبال صنعاء، كما استهدفت الغارات منزل المخلوع في صنعاء، الذي تمكن من النجاة في 10 مايو (أيار).
المتحف الأسود
المتحف الأسود
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة