جلسة انتخاب الرئيس اللبناني اليوم بمشاركة نيابية تقارب النصاب ولا توفّره

«التيار العوني» يعتبرها «معركة ميثاقية» ويلوّح بخيار الشارع

جلسة انتخاب الرئيس اللبناني اليوم بمشاركة نيابية تقارب النصاب ولا توفّره
TT

جلسة انتخاب الرئيس اللبناني اليوم بمشاركة نيابية تقارب النصاب ولا توفّره

جلسة انتخاب الرئيس اللبناني اليوم بمشاركة نيابية تقارب النصاب ولا توفّره

يتوقّع ألا يكتب لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان اليوم، التي تحمل الرقم 37، النجاح في انتخاب رئيس للبلاد، على مشارف انتهاء السنة الثانية من الفراغ الذي يخيّم على قصر بعبدا منذ 25 مايو (أيار) 2014. ومن المرجّح أن تسلك جلسة اليوم مسار سابقاتها بفعل تعذّر تأمين النصاب القانوني الذي يستلزم حضور 86 نائبًا، أي ثلثي أعضاء البرلمان، لكن الجلسة ستسجّل بحسب المعطيات حضورًا لافتًا قد يبلغ عتبة الـ80 لتشكّل رسالة للمقاطعين، مفادها أن الأكثرية النيابية تريد انتخاب رئيس.
ومع تضاؤل فرص النائب ميشال عون (مرشح حزب الله) الرئاسية، صعّد تكتل «التغيير والإصلاح» لهجته، ملوّحًا بالتصعيد والنزول إلى الشارع، بقوله إن «الجهوزية الشعبية آن أوانها، وهي تنتظر إشارة العماد عون»، رافضًا الرسائل التي توجّه إليه عبر زيادة عدد النواب المشاركين في جلسة الانتخاب اليوم، معتبرًا أن «معركة رئاسة الجمهورية ليست مسألة نصاب بل هي معركة ميثاق بامتياز».
في المقابل، رأى النائب ياسين جابر، عضو كتلة «التحرير والتنمية» (التي يتزعمها رئيس مجلس النواب نبيه برّي)، أن لا تغيير في جلسة الانتخاب اليوم. لكنه لفت إلى إمكان «حضور أكبر عدد من النواب جلسة الانتخاب، كرسالة واضحة تؤكد أن الأكثرية النيابية راغبة في انتخاب الرئيس، خصوصًا وأن الوضع لم يعد يحتمل». ونبّه جابر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «لبنان لا يمكنه الانتظار في حلبة الفراغ أكثر مما انتظر، خصوصًا وأن التطورات في العالم تتدحرج بسرعة، ونحن نرى أن بروكسل التي تشكّل اليوم مركز الاتحاد الأوروبي ومركز (الناتو) (حلف شمال الأطلسي) كيف نرى الناس مذهولة من الإرهاب الذي يطاردها في الشوارع». وتابع «أمام هذا المشهد المخيف والتطورات المتدحرجة، لا نرى لبنان يقوم بأي مبادرة لحماية نفسه». ورأى جابر - وهو وزير سابق - أنه «حان الوقت لنتحمل مسؤولياتنا وننتخب رئيس للجمهورية»، مؤكدًا أن «كتلة التحرير والتنمية وكما كل الجلسات الماضية، ستكون في مقدمة النواب الحاضرين إلى المجلس النيابي».
من جانبها، أملت كتلة «المستقبل» النيابية، في أن «تحمل إطلالة الفصح المجيد (لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي) انفراجًا في الأوضاع السياسية اللبنانية وفي مقدمها انتخاب رئيس جديد للجمهورية في الجلسة المقررة يوم غد (اليوم) الأربعاء، للانتهاء من حالة الشغور الرئاسي». ودعت جميع النواب إلى «القيام بواجبهم الذي يفرضه عليهم الدستور للمشاركة في إنجاز هذا الاستحقاق، بما يسمح بفتح الآفاق أمام مرحلة جديدة من الأمل والعمل على معالجة ذلك الكم الكبير من المشكلات التي تراكمت على مختلف الصعد والمستويات». وحذّرت كتلة «المستقبل» من التداعيات والآثار الناجمة عن عدم انتخاب رئيس الجمهورية». وأكدت الكتلة التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري أن «استمرار تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية الذي يقوده (حزب الله) بدعم من (التيار الوطني الحر) يتسبّب بتداعيات خطيرة على لبنان الوطن وعلى المواطنين اللبنانيين، وتتمثل هذه المخاطر بما يعاني منه المواطن اللبناني من انحلال متزايد للدولة اللبنانية والأزمات المتوالدة والمتتالية عن ذلك، والتي تظهر وتكشف عن ضعف الدولة وتفكك وتلاشي إداراتها ومؤسساتها وتراجع هيبتها وتفاقم استتباعها واستباحتها من قبل الميليشيات والقوى السياسية على اختلافها». واعتبرت الكتلة أن هذا كله «يشكل تماديًا وتحديًا وانتهاكًا لكل ما يتصل بمصلحة اللبنانيين وصحتهم وأمانهم».
أما تكتل «التغيير والإصلاح» (عون) فأعلن في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي أمس، أن «معركة رئاسة الجمهورية ليست معركة نصاب بل هي معركة ميثاق بامتياز». وقال في بيان: «النصاب ينشأ من الميثاق ولن يسقط الاستحقاق بل سيحصل بصورة طبيعية وسلسة»، مشيرا إلى أن «جلسة انتخاب الرئيس في الغد (اليوم) مصيرها كسابقاتها للأسف». وأعلن التكتل اسم مرشحه للانتخابات النيابية الفرعية عن المقعد الماروني لقضاء جزين (جنوب لبنان) الذي شغر بوفاة النائب ميشال الحلو، والمرشح أمل أبو زيد.
وشنّ تكتل عون هجومًا عنيفًا على الحكومة اللبنانية التي هو جزء منها، معتبرًا أن «حكومة المصلحة الوطنية تتحوّل إلى حكومة فجور» حسب تعبيره. ولوّح بخيار النزول إلى الشارع بالقول: «الجهوزية الشعبية آن أوانها، بانتظار إشارة رئيس تكتل (التغيير والإصلاح) العماد ميشال عون»، معتبرا أنه «لا يعقل أن تنشأ أجهزة الرقابة لدى رئاسة مجلس الوزراء على ما كان عليه الأمر قبل اتفاق الطائف».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.