ترامب وكلينتون يواصلان التقدم في الانتخابات الأميركية التمهيدية

ترامب وكلينتون يواصلان التقدم في الانتخابات الأميركية التمهيدية
TT

ترامب وكلينتون يواصلان التقدم في الانتخابات الأميركية التمهيدية

ترامب وكلينتون يواصلان التقدم في الانتخابات الأميركية التمهيدية

فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، في ولايات فلوريدا ونورث كارولينا وايلينوي، وحقق جون كاسيتش انتصاره الأول في ولاية اوهايو، فيما اكتسحت هيلاري كلينتون منافسها بيرني ساندرز.
المرشح المثير للجدل دونالد ترامب حقق فوزا كاسحا في ولاية فلوريدا، حيث تمكن من الحصول على أصوات جميع المندوبين في الولاية والمقدر عددهم بتسعة وتسعين مندوبا.
وأجمعت وسائل الإعلام الأميركية على أهمية الفوز الذي حققه ترامب، خصوصا أن ولاية فلوريدا تعد من أهم الولايات لدى الحزب الجمهوري، كما أن قطب العقارات تمكن من إلحاق هزيمة كبيرة بمنافسه ماركو روبيو في عقر داره، وحل الأخير في المركز الثاني أمام تيد كروز وجون كاسيتش.
ووجه ترامب فور إعلان النتائج شكره إلى ولاية فلوريدا، مشيدا بالفوز الذي حققه رغم الإنفاق المالي الكبير للمنافسين على حد قوله.
خسارة روبيو في فلوريدا دفعته إلى تعليق عمل حملته الانتخابية، وقد بدا متوترا بعد خسارته القاسية أمام ترامب، وتوجه إلى الناخبين بالقول: "لا يمكن أن نستسلم للخوف، أو نشعر بالاحباط، حتى لو اختلفنا في السياسة العامة، يجب أن نبقى متفائلين".
كما فاز ترامب بولاية نورث كارولينا (حصل على أصوات 27 مندوبا)، ولكن بفارق ضئيل عن منافسه تيد كروز (24 مندوبا) الذي حل ثانيا امام كاسيتش (7 مندوبين)، وجاء ماركو روبيو في المركز الرابع (4 مندوبين).
وكانت النتائج في ولاية ايلينوي (شهدت مواجهات نهاية الأسبوع الفائت بين أنصار ترامب ومناوئيه) مشابهة حيث، لم يتمكن الملياردير من تحقيق فوز كاسح مكتفيا بحصد 40% من الأصوات، أما حاكم اوهايو جون كاسيتش فقد حل ثانيا بنسبة 26،9%
في ولاية اوهايو، تمكن حاكمها جون كاسيتش من تحقيق انتصار كبير بعد فوزه بأصوات جميع المندوبين في الولاية البالغ عددهم 66، في الوقت الذي حل ترامب فيه بالمركز الثاني أمام كروز وروبيو، وسيساعد هذا الفوز حاكم اوهايو في اكمال مسيرته الانتخابية بشكل مؤقت.
وفي وقت سابق اليوم، تمكن ترامب من الفوز بأصوات تسعة مندوبين في جزر ماريانا الشمالية، بعدما حصل على 73% من أصوات المقترعين، وجاء تيد كروز ثانيًا بـ 24%، وحاكم اوهايو جون كاسيتش في المركز الثالث بـ 2 %، أما سيناتور فلوريدا ماركو روبيو، فقد حصل على 1% من الأصوات، وحل في المركز الأخير.
في الجانب الديمقراطي، حققت هيلاري كلينتون فوزا عريضا في فلوريدا بالانتخابات التمهيدية للحزب، وتمكنت من الحصول على أصوات 118 مندوبا، مقابل 58 لمنافسها بيرني ساندرز، وكذلك في ولاية نورث كارولينا؛ حيث حصل على اصوات 56 مندوبا مقابل 24 لساندرز.
أما في ولاية اوهايو فقد حققت كلينتون فوزا عريضا بعد حصولها على اصوات 72 مندوبا، مقابل 28 لمنافسها، ويعتبر الفوز الذي حققته كلينتون ليلة الثلاثاء الثاني الكبير مهما، خصوصا أنه يأتي  بعد خسارتها الكبيرة الأسبوع الماضي في ولاية ميتشيغن.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.