لأول مرة يكشف مسؤول سعودي عن مصير صفقة السلاح الثلاثية «السعودية، لبنان، فرنسا»، التي تم التعاقد عليها بتمويل من «الهبة السعودية» البالغة 3 مليارات دولار، والتي كان الغرض منها شراء أسلحة فرنسية للجيش اللبناني بتمويل سعودي. وجاء قرار الحكومة السعودية بوقف العمل بالهبة ليطرح الكثير من الأسئلة عن مصير الصفقة ومصير السلاح. وأمس، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في العاصمة الفرنسية خلال لقائه مجموعة من الصحافيين الفرنسيين ما كان متداولا في الأروقة الدبلوماسية والإعلامية، ومفاده أن السعودية سوف تقوم هي بتسلم الأسلحة التي كانت مخصصة سابقا للجيش اللبناني.
من جهته، رأى الخبير الاستراتيجي اللبناني العميد المتقاعد نزار عبد القادر، أن تحوّل الأسلحة الفرنسية من لبنان إلى المملكة العربية السعودية «هو نتيجة طبيعية للخلل السياسي في لبنان، والشطط في علاقات لبنان مع الدول العربية لا سيما مع السعودية».
وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «الدولة بدأت تدفع ثمن الخيارات السياسية الخاطئة لمن هم في السلطة اليوم، مثل الخروج عن الإجماع العربي، ورفض أن يكون الجيش اللبناني جزءًا من التحالف العسكري الإسلامي الذي شكّله ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وضمّ 34 دولة كان لبنان من ضمنه». وأشار إلى أن «الجيش اللبناني لم يتسلم إلا عينة بسيطة من الهبة السعودية هي عبارة عن 40 منصة صواريخ ميلان الموجهة وخفيفة ومتوسطة وذخائر». مؤكدًا أن «ما خسره هو السلاح الاستراتيجي الذي كان قيد التصنيع في فرنسا، وأهمه 3 مراكب بحرية قتالية، وطائرات هليكوبتر بوما ورادارات ونظم أسلحة متطورة».
وعلمت «الشرق الأوسط»، أن أهم ما كان ينتظره لبنان من الهبة السعودية، هو تطوير سلاح الجو بـ12 طائرة هجومية من طراز AT - 6 من شركة هوكر بيتشكرافت للدفاع لتشكل سربًا مهمًا من طائرات الإسناد البري، وهذه الطائرة تتميّز بالقدرة على استعمال القذائف الصاروخية الموجهة بواسطة الليزر، مما يجعلها فريدة في جيل الطائرات الخفيفة المهاجمة، كما كانت تتضمن 7 طائرات سوبر بوما (Super Puma) و7 مروحيات غازيل (Gazelle) حديثة جدًا ومجهّزة بصواريخ HOT موجّهة مضادة للدروع، بالإضافة إلى مدافع وصواريخ مضادة للدبابات، وهي من الأسلحة التي يستخدمها الجيش الفرنسي.
وأفادت المعلومات أن «العقود كانت تتضمن شبكات رادار جوية وبحرية تمنح لبنان قدرات على الإنذار المبكر لم تكن متاحة له من قبل، فضلاً عن حصوله على صواريخ ميسترال مضادة للطائرات لتكون أول صواريخ أرض جو يمتلكها لبنان». أما فيما يخص سلاح البحرية، فإن لبنان وبحسب المعلومات كان «سيحصل من ضمن الهبة السعودية على ثلاث سفن حربية، من طراز أف أس 56 تصنيع شركة سي إم إن (CMN) الفرنسية وهي سفن دورية في المياه العميقة يبلغ طولها 56 مترا ومسلحة بمدفع أوتوماتيكي عيار 76 مليمترًا، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للطائرات.
وزير الخارجية السعودي من باريس: سلاح الصفقة اللبنانية سيذهب إلى السعودية
مصادر فرنسية قالت إن باريس «تتفهم» الموقف السعودي
وزير الخارجية السعودي من باريس: سلاح الصفقة اللبنانية سيذهب إلى السعودية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة