فرنسا تهدّد بإدخال المهاجرين إلى بريطانيا في حال خروجها من «الأوروبي»

لندن تزيد مساعداتها لباريس في أزمة المهاجرين 20 مليون يورو

فرنسا تهدّد بإدخال المهاجرين إلى بريطانيا في حال خروجها من «الأوروبي»
TT

فرنسا تهدّد بإدخال المهاجرين إلى بريطانيا في حال خروجها من «الأوروبي»

فرنسا تهدّد بإدخال المهاجرين إلى بريطانيا في حال خروجها من «الأوروبي»

قال ايمانويل ماكرون وزير الاقتصاد الفرنسي، إذا تركت بريطانيا الاتحاد الاوروبي في استفتاء مقرر في يونيو (حزيران)، ستسمح فرنسا بانتقال المهاجرين إليها عن طريق انهاء الرقابة على الحدود وستستقبل بحفاوة المصرفيين الفارين من لندن.
وفي حديث لصحيفة "فاينانشال تايمز" قبيل القمة البريطانية الفرنسية "في اليوم الذي تنفصم فيه هذه العلاقة لن يبقى المهاجرون في كاليه".
وأضاف ماكرون أنّ عوائق قد تظهر أمام حركة التجارة البينية كذلك، كما سينتهي العمل باتفاق يسمح لبريطانيا بإجراء مراقبة للحدود تمكنها من ابقاء المهاجرين غير المرغوب فيهم على الجانب الفرنسي من القنال الانجليزي.
وقال ماكرون مرددًا صدى دعوة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للشركات الفرنسية بالانتقال عبر القنال عندما زادت فرنسا الضرائب في عام 2012 "إذا كان هناك من سبب لفرد البسط الحمراء أقول إنّنا قد نشهد نزوحًا من حي سيتي في لندن" حي المال والبنوك في العاصمة البريطانية. وتابع أنّ طاقة الاتحاد الاوروبي الجماعية "ستبذل لفصم العلاقات القائمة وليس لاقامة علاقات جديدة".
في السياق ذاته، أعلن وزير الدولة الفرنسي للشؤون الاوروبية هارلم ديزير، اليوم، أنّ المساعدة المالية البريطانية لفرنسا في أزمة مهاجري كاليه (شمال) "سوف تزداد 20 مليون (يورو) اضافية"؛ وذلك قبل ساعات على قمة فرنسية - بريطانية. وقال لاذاعة فرنسا الدولية، إنّ المساهمة البريطانية لإدارة الأزمة، وصلت حاليا إلى "أكثر من 60 مليون يورو (...) وسيكون هناك 20 مليونا اضافية". موضحا أنّ هذه المساعدة ستساهم في تعزيز "الأمن في منطقة الوصول إلى النفق وإلى منطقة مرفأ كاليه بالاضافة إلى أنّها ستساهم في التصدي لشبكات مهربي المهاجرين". وتابع أنّ هذه المساعدة "ستساهم أيضا في السماح لفرنسا بتوزيع طالبي اللجوء الذين لا يمكن أن تستقبلهم بريطانيا بسبب تشريعاتها، في مراكز استيعاب في مناطق فرنسية اخرى (...) وأن يتمكنوا من تقديم طلباتهم في فرنسا في حال أرادوا اللجوء وان يتمكنوا في حال كان وضعهم غير قانوني من العودة إلى بلادهم في اطار اتفاقات تعاون واضحة لإعادة قبولهم مع دولهم الاصلية".
وردا على سؤال بشأن النتائج التي ستترتب في حال خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، قال هارلم ديزير إنّ الاتفاقات بشأن مراقبة الهجرة بين فرنسا والمملكة المتحدة "هي اتفاقات ثنائية".
من جهة اخرى، استؤنفت اليوم أعمال تفكيك مخيم كاليه، حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وافادت الوكالة بأنّ الاعمال التي بدأت الاثنين وتهدف إلى اخلاء المنطقة الجنوبية من المخيم، تتقدم بشكل أسرع مما كانت عليه بالامس وهي تطول اليوم، مساحة يشغلها مهاجرون أكراد. وكما كان الحال في السابق، فإنّ عملية التفكيك تجري في ظل انتشار أمني.
وحسب السلطات الفرنسية، فقد تم إخلاء مساحة هكتار من أصل 7.5 هكتارات منذ مطلع الاسبوع.
وصباح اليوم، توتر الوضع حول مطبخ جماعي انشئ بمبادرة من متطوعين بريطانيين جاؤوا لمساعدة المهاجرين.
ويعمل لاجئون من المخيم ضمن هذه المساحة الجماعية، حيث يقول المسؤولون إنّهم يقدمون ألف وجبة غذائية يوميا.
وتمركزت قوات الأمن حول المطبخ الجماعي الذي لجأ إليه عشرات الاشخاص من لاجئين وناشطين يعملون لمصلحة المهاجرين.
أمّا اليوم، فيعقد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون اللذان لم يزورا المخيم سابقًا، قمة سنوية في اميان التي تبعد حوالى 150 كلم عن كاليه.



بايرو للسعي إلى «مصالحة» بين الفرنسيين

الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
TT

بايرو للسعي إلى «مصالحة» بين الفرنسيين

الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)

بعد أكثر من أسبوع من الترقب، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حليفه فرنسوا بايرو رئيساً للوزراء، على أمل تجاوز الأزمة الكبرى التي تعانيها فرنسا منذ حلّ الجمعية الوطنية في يونيو (حزيران) وإجراء انتخابات لم تسفر عن غالبية واضحة.

ويأتي تعيين بايرو، وهو سياسي مخضرم يبلغ 73 عاماً وحليف تاريخي لماكرون، بعد تسعة أيام من سقوط حكومة ميشال بارنييه إثر تصويت تاريخي على مذكرة لحجب الثقة دعمها نواب اليسار واليمين المتطرف في الرابع من ديسمبر (كانون الأول).

وعبّر رئيس الوزراء الفرنسي الجديد عن أمله في إنجاز «مصالحة» بين الفرنسيين، لكنَّه يواجه تحدياً كبيراً لتجاوز الأزمة القائمة. وقال بايرو في تصريح مقتضب للصحافيين: «هناك طريق يجب أن نجده يوحد الناس بدلاً من أن يفرقهم. أعتقد أن المصالحة ضرورية».

وبذلك يصبح بايرو سادس رئيس للوزراء منذ انتخاب إيمانويل ماكرون لأول مرة عام 2017، وهو الرابع في عام 2024، ما يعكس حالة عدم استقرار في السلطة التنفيذية لم تشهدها فرنسا منذ عقود.

ويتعيّن على رئيس الوزراء الجديد أيضاً التعامل مع الجمعية الوطنية المنقسمة بشدة، التي أفرزتها الانتخابات التشريعية المبكرة. وقد أسفرت الانتخابات عن ثلاث كتل كبيرة، هي تحالف اليسار والمعسكر الرئاسي الوسطي واليمين المتطرف، ولا تحظى أي منها بغالبية مطلقة.

وقالت أوساط الرئيس إن على بايرو «التحاور» مع الأحزاب خارج التجمع الوطني (اليمين المتطرف) وحزب فرنسا الأبية (اليسار الراديكالي) من أجل «إيجاد الظروف اللازمة للاستقرار والعمل».