يأتي إعلان مجموعة «ترينتي ميرور» الشركة البريطانية التي تنشر 240 صحيفة إقليمية ومقرّها العاصمة لندن، إصدار مطبوعة جديدة إلى الساحة الإعلامية اليوم، تحت اسم «نيو داي»، تأكيدًا على أنّ الصحف الورقية ما تزال تفرض وجودها وتستطيع بالتالي جذب واستقطاب أعداد كبيرة من القراء.
وتسعى المجموعة في حملتها الإعلانية التي أغدقت عليها 5 ملايين جنيه إسترليني لإيصال حقيقة وهي أن الصحف الورقية لم تمت، بل تستطيع تحقيق نمو مطّرد، والخلل لا يطالها بل يطال الموضوعات التي تتناولها الصحف حاليًا ومضمونها.
وتبدو المجموعة واثقة كل الثقة من نجاح وليدتها الجديدة في الانتشار على نطاق واسع واستقطاب القراء من جميع الفئات العمرية، لما ستتضمنه من تجديد في الأسلوب واختيار ما يناسب ذوق الفئة الأكبر من الجمهور. ورهان المجموعة على قدرة نجاح «نيو داي» التي يميّزها التجدد والحداثة.
وفي الوقت الذي تتحول فيه بعض الصحف البريطانية نحو المواقع الإلكترونية، كما حصل مع «الإندبندنت» أخيرًا، تفاجئ مجموعة «ترينيتي ميرور» جمهورها بإصدار صحيفة يومية جديدة تصنفها بالجريدة «المحايدة سياسيا» واللافت أنها ستباع ورقيًا من دون أن يكون لها موقع إلكتروني.
وقالت اليسون فيليبس، رئيسة تحرير «نيو داي» لـ«الشرق الأوسط» إنها لا تستطيع الإفصاح عن أسماء الكتاب المتعاونين. متابعة في هذا الأمر أنه ينبغي العودة إلى الناطق الرسمي باسم الصحيفة.، إلا أن مصادر الصحيفة أكدت لـ«الشرق الأوسط» أنهم سيطبعون مليوني نسخة اليوم.
وكشفت فيليبس، أنهم من خلال «نيو داي» يستهدفون أكبر عدد من الجمهور الذي يتوخى قراءة أخبار مختلفة عمّا تتناوله الصحف الأخرى حاليًا. وبشكل خاص الفئة العمرية التي تتراوح أعمارهم بين 35 و55. موضحة أنّها ستجذب أعدادًا أكبر من ذلك بكثير، بصرف النظر عن الحدود الجغرافية وغيرها.
وأشارت أنّه سيكون للجريدة مجموعة معتبرة من كتاب الرأي عوضًا عن كتاب الأعمدة الثابتة وأيام النشر المحدّدة، بالإضافة إلى البعض الذين سيكونون أكثر انتظامًا في الكتابة، وآخرون يكتبون من حين لآخر. وأكملت قائلة أنهم لن يعمدوا إلى نشر أي من تلك الأسماء في الوقت أو المرحلة الحالية.
وكانت فيليبس، قد تحدثت قائلة، إنّ هذه المطبوعة ستصدر بعد «استطلاع آراء الجمهور. إنّها الصحيفة الأولى من نوعها في البلاد».
بدءًا من اليوم، ستكون «نيو داي» متوافرة في الأسواق البريطانية، على أن توزّع مجانًا في اليوم الأوّل.
وسبق إطلاق الوليدة الورقية اليوم، حملة إعلانية مكثفة، عبر شاشات التلفزة والإصدارات المطبوعة ووسائل التواصل الاجتماعي، من تصميم وكالة «كوايت ستورم» الإعلانية.
ودشنت مؤسسة «ترينيتي ميرور» الحملة الدعائية للترويج لوليدتها الجديدة،، تستخدم شعار «عيش اليوم الجديد»، بالإضافة إلى إعلان متلفز مدته 30 ثانية، يُبثّ هذا الأسبوع في أوقات برامج تستقطب أعدادًا كبيرة من المشاهدين، مثل مسلسل «كورنيشن ستريت» وبرنامج المنوعات «آنت آند ديكس ساترداي نايت تيك أواي»، ومباراة «الرجبي» بين إنجلترا وآيرلندا، وكذلك المسلسلات الشعبية على سكاي في أوقات الذروة. ووصفت الشركة الناشرة للكثير من الصحف والمجلات البريطانية المولود الجديد بأنّها «متفائلة وفرحة»، مضيفة أنّها ستكون «صحيفة جديدة بالكامل»، مؤكدة أنّها لن تكون نسخة خفيفة من صحيفة «ديلي ميرور».
ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية، والتي اطلعت على الصحيفة الجديدة، عن رئيسة تحرير الصحيفة الجديدة، أليسون فيليبس، قولها إنّ «هناك كثيرين لا يشترون الصحف اليوم، ليس لأنها ما عادت تستهويهم، بل لأن الصحف المتوافرة حاليا في الأكشاك لا تلبي تطلعاتهم».
من جانبه، قال زوي هاريس، مدير التسويق في المؤسسة ومدير النشر لـ«نيو داي»، إن «حملة الإطلاق ترصد كيف أن قارئنا المبتهج والإيجابي، يستمتع بالحياة».
أمّا الإعلان المتلفز ركّز على الجديد الذي تقدمه هذه المطبوعة الوليدة، مع وعود بتقديم نهج وأسلوب جديدين للقرّاء من خلال مجموعة جديدة من الكتاب وحوار جديد.
كما تضمنت الحملة دعاية إذاعية وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، فضلا عن الدعاية المطبوعة التي ستصاحب الإصدارات الرئيسية لـ«ترينيتي ميرور»، بما في ذلك «مانشستر إيفينينغ نيوز» و«بريستول بوست» و«ليفربول إيكو».
ويفيد هاريس بأنّ استراتيجيته لشبكات التواصل الاجتماعي، تتضمن مقتطفات فيديو لفريق التحرير في اجتماع التخطيط لتصميم الصحيفة، يعدُّ مثالاً على النهج الجديد الذي تقدمه «ذا نيو داي» للقراء. واستطرد بقوله: «نشاطنا الخاص في شبكات التواصل الاجتماعي يُدخل القارئ إلى الحرم الداخلي لفريق التحرير، وهو أمر يكون عادة محاطًا بالسرية. وهذا النهج الحديث المنفتح، يجسد ما يرمز له اسم الصحيفة». صممت وكالة الإعلانات «كوايت ستورم» الحملة الدعائية إلى جانب تولي وكالة «فيزيوم» مسؤولية التخطيط والشراء الإعلامي.
واليوم، انطلقت الطبعة الأولى لـ«نيو داي» بمليوني نسخة، وستكون متاحة مجانًا في أول يوم لإطلاقها، قبل أن تباع بسعر 25 بنسا، والصحيفة الجديدة ستتألف من 40 صفحة وستكون متوافرة مجانًا في أكثر من 40 ألف نقطة توزيع، قبل أن تباع بـ25 بنسًا (0.32 يورو) على مدى أسبوعين ثم مقابل 50 بنسًا (0.64 يورو). وتؤكد المصادر أن الصحيفة الجديدة ستكون مستقلة تمامًا عن «ذي ديلي ميرور» و«ستغطي الأحداث المهمة في شكل متوازن ومن دون فرض رأي معين على القارئ»، كما أنها «ستتوجه إلى مجموعة كبيرة من القراء من الرجال والنساء الذين يريدون صحيفة مختلفة غير متوافرة في الوقت الحالي». وسبق للمدير التنفيذي للصحيفة، سايمون فوكس أن تحدث لبرنامج «توداي» عبر إذاعة «بي بي سي راديو 4» قائلا: إن «نيو داي» ستركّز في عملها على شؤون وقضايا المرأة، ولن تكون لها «ذراع إلكترونية».
وفي بيان نُشر على موقع الشركة الإلكتروني، شدد فوكس على أنّ «أكثر من مليون شخص توقفوا عن شراء الصحف خلال السنتين الماضيتين لأنّ الموجود في الأكشاك لا يلبّي حاجاتهم»، معربًا عن اعتقاده بأنّه يمكن جذب هؤلاء مجددًا من خلال جريدة «مصممة لأساليب الحياة العصرية». وبشأن المضمون، أوضح فوكس في البيان أنّ الصحيفة الجديدة ستغطي أخبارًا ومواضيع عدّة؛ لكن بطريقة ولهجة «عصريتين»، تستهدفان شريحة واسعة من النساء والرجال الذين يريدون شيئا مختلفًا عن المتوافر حاليًا. وأضاف: «ستكون موضوعية سياسيا. ستتناول القضايا الهامة باتزان، من دون أن تقدّم رأيها للقارئ».
حملة إعلانية بـ5 ملايين إسترليني تدشّن «نيو داي» اليوم
«ترينيتي ميرور»: الصحف الورقية لم تمت ونستهدف القراء من جميع الفئات العمرية
حملة إعلانية بـ5 ملايين إسترليني تدشّن «نيو داي» اليوم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة