دحضت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في السعودية، الكثير من المزاعم حول ما نُشر في أوقات سابقة عن محتويات الحجرة الشريفة في المسجد النبوي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي والكثير من الصور التي رُوجت عن قبر الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وصاحبيه (رضي الله عنهما)، وذلك من خلال ترويجها لمقطع مرئي يعرض كل ما بداخل الحجرة النبوية.
في المقابل، دعا مختصون في الشأن الأمني والقضائي لضرورة ملاحقة مروجي مثل هذه الشائعات والصور عن حجرة الرسول، قضائيًا وأمنيًا لوقف عملية استغلال الشغف لدى عموم المسلمين في الحصول على مثل هذه الصور التي تُروّج في كثير من الأسواق المحلية والدول الإسلامية، مع ضرورة أن تتحرك الممثليات السعودية في الدول الإسلامية في هذا الجانب.
وفي حين لم يفصح ممثل العلاقات العامة في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، عن الأسباب الحقيقية وراء نشر هذا المقطع، فإن مندوب الرئاسة في المقطع المصور لفت إلى انتشار صور مكذوبة على «الإنترنت» في عدد من الدول الإسلامية يُدعى أنها من داخل الحجرة النبوية، وما صاحبها من بيع لمثل هذه الصور المغلوطة والمزيفة بأسعار تصل إلى 30 دولارًا للصورة.
وأثار هذا المقطع تفاعلاً كبيرًا، خصوصًا أنه يوضح وبشكل رسمي من الجهات المعنية بالإشراف على خدمة الحرمين الشريفين، حقيقة ما كان يُبث من مقاطع فيديو وصور رُوّجت على أنها قبر الرسول الكريم، وآلية دخول الرجال والنساء للروضة الشريفة، وكيف يقفون أمام المواجهة الشريفة ويسلمون على الرسول عليه الصلاة والسلام وصحبه (رضوان الله عليهم) ويخرجون من باب البقيع.
وفنّد مقطع الفيديو ما نشرته بعض وسائل إعلام حول وجود خادم لحجرة النبي، المكسوة ببلاط رخامي قديم من عهد الملك فيصل، ومحراب يسمى محراب فاطمة، خلفه موجود صندوق أو سرير فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وفي الداخل ستارة خضراء، مغطاة بجدار بناه عمر بن عبد العزيز (رحمه الله) مغلق مصمت ليس له باب ارتفاعه 6 أمتار ونصف المتر من حجارة الحرة السوداء مربعة الشكل مشابهة لحجارة الكعبة المشرفة، فيما جدد الملك فهد الستارة عام 1406 وظلت حتى يومنا هذا، كما أن الشبك صنع في مصر في سنة 887، وتم وضعه في حجرة النبي في عام 888.
وأظهر الفيديو سرير السيدة فاطمة رضي الله عنها، وصندوقًا كانت توضع فيه الجواهر والهدايا التي تأتي من بعض السلاطين والحكام العثمانيين، مع آخر الحكام العثمانيين عمر فخري باشا، أُخذت جميع المحتويات بالقطار إلى تركيا وتعرض في المتحف في تركيا. وهذا السرير أو الصندوق يقع خلف المحراب.
وقال عازب آل مسيل عضو مجلس الشورى السعودي للشؤون الإسلامية والقضائية، إن ما قامت به الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، واجب عليها كجهة مسؤولة عن الحرمين، في أن تدحض كل ما يفترى على سيرة النبي، من الخزعبلات التي يأتي بها بعض الناس، ورأينا في فترات متفاوتة ما تناقلته العامة من وصية الرسول، والرؤية التي شاهدها خادم الحجرة النبوية، لذا لا بد أن تعمل الرئاسة على نقل الصورة الحقيقية، كما هو واضح في حياته (صلى الله عليه وسلم).
وأضاف آل مسيل أن هذا التوضيح سيزيل من لديه شبهة أو بدعة تنامت وكبرت مع الأيام، ويقال عليها، ويُزاد فيها، خصوصًا أن هذا التوضيح جاء عبر مقطع فيديو يمكن مشاهدته في كل مكان، ولا يقتصر على مرتادي وزائري المسجد النبوي، إضافة إلى المعرض المصاحب عن سيرة ومحتوى حجرة النبي، مشددًا على أهمية نقل هذه الفكرة لعموم الدول الإسلامية التي توضح الحياة التي كان يعيشها النبي (صلى الله عليه وسلم).
ويأتي توضيح الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي متوافقًا مع ما توليه الحكومة السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز، وحتى يومنا هذا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بالمسجد الحرام، والمسجد النبوي، وعملت طيلة تلك السنوات على تطوير وتوسعة الحرمين بحيث ارتفعت إجمالي الطاقة الاستيعابية إلى قرابة 3 ملايين زائر، كما يشهد المسجد النبوي أكبر توسعة في تاريخه التي ستضيف أكثر من مليون متر مربع للمساحة الحالية للمسجد، فيما يصاحب هذه التوسعة إطلاق عدة مشاريع، منها تطوير المنطقة المركزية، ومشروع شركة دار الهجرة، الذي يتكون من 100 برج إداري وفندقي، ومشروع درب السنة الذي سيربط المسجد النبوي الشريف ومسجد قباء.
وقال الدكتور نواف الفغم، عضو لجنة الشؤون الأمنية بمجلس الشورى السعودي، إن كل ما يتعلق بتفاصيل حياة الرسول يهم عموم المسلمين، وتجدهم يبحثون محبة في الرسول عن كل ما يتعلق بالرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، وهذا ما دفع ضعاف النفوس للمتاجرة والترويج لأشياء مختلقة مستغلين العاطفة الجياشة لدى عموم المسلمين، الأمر الذي دفع بالجهة المسؤولة للتوضيح بشكل كامل عن كل ما تحتويه الحجرة.
واستطرد الفغم أنه يمكن ملاحقة مروجي الشائعات، وفقًا لنظام المعلومات الإلكترونية الذي سنته السعودية، والذي يتعلق بما يبث من شائعات، لذا يجب ملاحقة هؤلاء المروجين قانونيًا، خصوصًا أن الشائعة إن لم يكن لها رد أو نفي لما بُث في مدة لا تتجاوز 3 ساعات فسوف تكبر وتُصدّق، ولا يمكن السيطرة عليها بحكم انتشارها السريع.
ولفت عضو لجنة الشؤون الأمنية إلى أنه في وقت سابق كان من الصعب ملاحقة أو توضيح الحقائق لا سيما في المعتقد الديني، إلا أنه الآن في ظل التقنية الحديثة، أصبح من السهل نفيها، في ظل ما تتعرض له السعودية يوميًا من شائعات، تصل إلى نحو 129 ألف تغريدة تحتوي على شائعات، مما يتطلب أن تقوم السفارات في عموم الدول بدور ما في هذا الشأن من خلال المنبر الإعلامي، لمعالجة مثل هذه الشائعات.
رئاسة شؤون الحرمين تدحض الشائعات والصور المفبركة حول حجرة الرسول
بعد انتشار صور مزورة على «الإنترنت» في عدد من الدول الإسلامية
رئاسة شؤون الحرمين تدحض الشائعات والصور المفبركة حول حجرة الرسول
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة