للمرة الأولى منذ الأزمة المالية العالمية في صيف عام 2008، تتعهد روسيا في اجتماع مع أكبر منتجي النفط في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) بالوقوف على حلول عاجلة لحل الأزمة النفطية، التي على أثرها تنهار أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في 12 عامًا.
واتفقت المملكة العربية السعودية وروسيا، وهما أكبر منتجي النفط في العالم، أمس الثلاثاء، على تجميد الإنتاج عند مستويات يناير (كانون الثاني) الماضي، ويأتي الاتفاق بعد أشهر طويلة من المنافسة على الحصة السوقية بين روسيا والمملكة العربية السعودية. ويعتبر هذا الإجراء هو أول قرار يتخذ منذ نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2014 بشأن إدارة الإنتاج.
ولأكثر من عام ونصف العام، منذ أن قررت منظمة الدول المصدرة للنفط عدم خفض الإنتاج، تراجعت أسعار النفط بنحو 70 في المائة عن ذروتها عام 2014 لتصل إلى أقل من 30 دولارًا للبرميل. وقالت «غولدمان ساكس غروب»، الأسبوع الماضي، إن العرض لا يزال يفوق الطلب، فيما تستمر مخزونات النفط العالمية في تسجيل معدلات مرتفعة، مما قد يدفع الأسعار إلى ما دون 20 دولارا للبرميل.
ووفقًا لتحليل الوحدة الاقتصادية بـ«الشرق الأوسط»، استنادا إلى بيانات تقارير كل من منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» وإدارة معلومات الطاقة الأميركية، ورغم أن الاتفاق يضمن عدم المزايدة على زيادة الإنتاج النفطي خلال الفترة المُقبلة، يستمر الفائض من المعروض النفطي العالمي بواقع 2.475 مليون برميل يوميًا، وهي الزيادة الناتجة عن ارتفاع إنتاج يناير الماضي، من قبل أكبر 12 منتجًا للنفط على مستوى العالم، عن مستويات الإنتاج في عام 2014.
* الوحدة الاقتصادية بـ«الشرق الأوسط»