أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ضرورة انتصار التحالف الدولي في سوريا والعراق؛ للقضاء على تنظيم داعش وهي مصلحة استراتيجية أساسية وتتطلب تكاملا في جهودنا، وهو الأمر الذي يمثل أولوية في المنطقة العربية.
وقال الملك عبد الله الثاني أمس الجمعة، في خطاب أمام المشاركين في أعمال الدورة الثانية والخمسين لمؤتمر ميونيخ للأمن إن الانتصار في هذه الحرب من أجل المستقبل يتطلب منا أن نبذل المزيد وعلينا أن نعترف أن هذه العصابة ليست سوى جزء من تهديد عالمي أكبر.
وأكد في حديثه بقوله: «علينا أن ندرك أننا بدأنا فعلا خوض الحرب القادمة، وهي صراع جديد ومعقد من أجل المستقبل» واصفا الأمر بأنه «حرب عالمية ثالثة ولكن بوسائل أخرى» مشيرا إلى حجم التهديد الذي يأخذ طابعا عالميا يؤثر على المجتمع الدولي بأسره، وأن ما تشترك به مثل هذه الحروب، هو قدرتها على أن تكون عاملا في إحداث تغييرات هائلة. فالنصر أو الهزيمة في هذه الحرب سيشكل منظومة القيم العالمية، ويحدد طبيعة أمننا وأسلوب حياتنا لفترة طويلة قادمة، وعلى امتداد القرن الحادي والعشرين.
وحمل العاهل الأردني في كلمته في مؤتمر ميونيخ للأمن العرب والمسلمين مسؤولية تصدر مجابهة ومواجهة من وصفهم بـ«الخوارج» مضيفًا: «فهذه حرب لحماية ديننا الحنيف، وقيمنا، ومستقبل شعوبنا في النهاية، إن هذا الجهد يتطلب شراكات دولية واسعة، لأنه عالمي الطابع من حيث اتساع مداه لأن جميع الشعوب مهددة من فكر هؤلاء الخوارج، القائم على العنف وازدراء قيمة الحياة البشرية».
وقال الملك عبد الله بأنه لمواجهة هذا التهديد، يجب على الدول أن تلتزم وتتمسك بالأفكار التي توحدها في هذه الحرب وقال مضيفًا: «إن أزمة اللاجئين السوريين تعد قضية ملحة تستحق الاهتمام، فهي من أكبر المآسي الإنسانية في عصرنا، وقد رأينا آثارها على شواطئنا وحدودنا» مؤكدا أن على العالم أن يوحد جهوده على المسار الدبلوماسي ووقف القتل في سوريا إذا أردنا أن نمضي قدما نحو حل سياسي للأزمة هناك، يحمي استقلال ووحدة سوريا، ويمكن الشعب السوري من العيش بكرامة والتمتع بالحقوق التي يستحقها مشيرا إلى أن التوصل لهذا الحل السياسي هو المفتاح لنكسب هذه الحرب، وهو ما سيمكننا من تركيز جهودنا على التهديد العالمي للإرهاب.
وأكد العاهل الأردني عبد الله الثاني على ضرورة دعم الحكومة العراقية في جهودها لتحرير المدن والقرى من سيطرة تنظيم «داعش»، وهو أمر يتطلب دعم خطوات جادة نحو تحقيق المصالحة الوطنية في العراق وأضاف: «إذ لا ينبغي أن نسمح باستغلال الاختلافات الطائفية والدينية لتنفيذ أجندات سياسية أو كسب النفوذ والسلطة».
وبالنسبة للقضية الفلسطينية قال: «لا يمكن للمجتمع الدولي الحديث عن الحقوق والعدالة العالمية، فيما يستمر حرمان الفلسطينيين من حقهم في إنشاء دولتهم لقد أدى هذا الفشل إلى حالة من الظلم والقهر، تستغلها داعش وأمثالها من العصابات الإرهابية.. إن ترك الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، دون حل، سيحوله إلى صراع ديني على نطاق عالمي. وهي مسألة وقت فقط، قبل أن نواجه احتمال اندلاع حرب جديدة في غزة أو في جنوب لبنان، لذلك، يبقى حل الدولتين الأولوية لنا جميعا».
ودعا الملك عبد الله إلى عدم تجاهل التحديات في منطقة البلقان، وقال: «تلك المنطقة والتي تستحق دولها، ذات الأغلبية المسلمة، دعمنا لاستباق خطر التطرف وأن تنفتحوا على دول البوسنة والهرسك وألبانيا وكوسوفو بحيث تكون هذه الدول، إضافة إلى دول أخرى في منطقة البلقان، جزءا رئيسيا من تكوين أوروبا، وإحدى دعائم أمنكم وازدهاركم، ونماذج للتعايش والاعتدال والتسامح، وليكونوا بذلك الجبهة المدافعة عن استقراركم في أوروبا».
ملك الأردن يدعو لوقف القتال في سوريا ومحاربة الجماعات الإرهابية في أفريقيا وآسيا
أكد أن الانتصار في الحرب على «داعش» يتطلب مزيدًا من الجهد
ملك الأردن يدعو لوقف القتال في سوريا ومحاربة الجماعات الإرهابية في أفريقيا وآسيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة