سلطان بن سلمان: «مشروع المسارات السياحية» المستقبل السياحي في السعودية

أكد أن البلاد تجاوزت مرحلة الوحدة إلى الانصهار الوطني

رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السعودية متحدثا في الورشة
رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السعودية متحدثا في الورشة
TT

سلطان بن سلمان: «مشروع المسارات السياحية» المستقبل السياحي في السعودية

رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السعودية متحدثا في الورشة
رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السعودية متحدثا في الورشة

أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن السعودية تجاوزت مرحلة الوحدة إلى الانصهار الوطني، مشيرا إلى أن الوطن رغم كونه يمثل كتلة واحدة فإنه متنوع في ثقافاته من تنوع مناطقه، وهذا ما أكسبه غنى ثقافيا وحضاريا مميزا.
جاء ذلك في كلمة افتتح بها الأمير سلطان بن سلمان ورشة عمل استعرض التجربة المغربية في السياحة الصحراوية التي أقامتها الهيئة العامة للسياحة والآثار أمس بالمتحف الوطني بالرياض، ضمن ورش عمل «مشروع المسارات السياحية» بالهيئة، بحضور طارق صديق، مدير الاستراتيجية والتعاون بوزارة السياحة المغربية، وعدد كبير من المسؤولين، ورؤساء البلديات، والمستثمرين والعاملين في الخدمات السياحية.
وأشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إلى أن «مشروع المسارات السياحية يمثل مبادرة استراتيجية للسياحة الوطنية وليست مبادرة عابرة، خصوصًا أننا نتكلم عن المسارات السياحية على وجه التحديد لأنها تمثل المستقبل السياحي في المملكة، وذلك عبر ربط السياحة بمنظمي الرحلات وبالتكوينات المحلية ورؤساء البلديات والمحافظين والسكان المحليين وأجهزة الأمن، وقطاعات الخدمات المحلية، وقطاعات الإيواء، وهذه ليست بالعملية السهلة حتى تستطيع أن تذهب وتجد كل خدمة في مكانها، الذي يقدم الخدمة لا يقدمها كموظف وإنما يقدمها كمستثمر أو كمستفيد، والفائدة الاقتصادية كبيرة إلى جانب فتح الصفحات الجميلة في بلادنا عبر مسارات سياحية منظمة».
وقال رئيس الهيئة العامة والتراث الوطني: «هذا الوطن مثل الأم، ومن لا يعرف بلاده ويستمتع بها ويتجول فيها ولم يبن فيها أي ذكريات جميلة وعلاقته بها مجرد السكن والتعليم، وعندما يأتي وقت الاستمتاع يغادرها لغيرها، فإننا لا نتوقع منه أن يكون مستعدًا للتضحية لبلاده»، مبينًا أن التجربة المغربية في مجال السياحة الصحراوية مشابهة بشكل كبير للتجربة السعودية.
وقال: «لو بحثنا في مجال تطوير التجربة السياحية في السعودية وعلى رأسها المسارات السياحية سنجد المغرب من الدول الرائدة في هذا المجال، وأهم ما في التجربة المغربية هو التماثل والتشابه ما بين السعودية والمغرب من ناحية سكان الأرياف والقرى والتجمعات السكانية الذين تجد فيهم الأصالة وكرم الضيافة وبشاشة الوجه، وهذا أهم مكون في السياحة، وهو المكون الأساسي بين المغرب والسعودية».
من جهته، قال طارق صديق، مدير الاستراتيجية والتعاون بوزارة السياحة المغربية: «إن هذه الورشة هي لبنة تعاون بين وزارة السياحة المغربية والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في السعودية، لتبادل التجارب والخبرات، لأن المغرب لديه كثير في ما يتعلق بتطوير المسارات السياحية لتستفيد منها السعودية، ونحن اليوم نعمل على استراتيجية سياحية في المغرب تتعلق بتطوير المسارات السياحية والصحارى والحفاظ على التراث، وسنعطي نبذة عن تجربتنا في المغرب، خصوصًا أن هناك قاسما مشتركا في السياحة بين البلدين الشقيقين ونتمنى أن تكون تجربة فريدة وكبيرة».
وأوضح صديق أن «سياحة المسارات لها جدوى اقتصادية كبيرة لجميع الأطراف، وستكون وسيلة لرفع المداخيل الاقتصادية للقرى والأرياف والأهالي الذين يعيشون بتلك المناطق وستكون فرصة لهم للالتقاء بالسياح وبيع منتجاتهم الفلاحية والصناعات التقليدية والعريف بتراثهم».
وطرح المسؤول المغربي خلال الورشة، التجربة المغربية في مجال المسارات السياحية، وكيفية تنظيم مسار سياحي متكامل في المناطق الصحراوية، والخدمات المفترض تنفيذها في هذا المسار.
يشار إلى أن مشروع المسارات السياحية الذي تقوم به الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني يهدف إلى تأسيس وجهات سياحية على مستوى السعودية مترابطة ومتكاملة، مكتملة الخدمات والمنتجات السياحية، وذلك بالتنسيق مع الشركاء من الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية.
ومن أهم منجزات الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، التي حققتها في هذا المشروع، العمل على تطوير البنى التحتية من المرافق والخدمات السياحية على امتداد المسارات من خلال استكمال مكونات المسارات الاستراتيجية السياحية من خدمات ومنتجات سياحية باختلاف أنواعها وفئاتها وبيئتها، وأيضًا تسويق وترويج المسارات السياحية الجاهزة، والعمل على التعريف بمواقع الجذب السياحي التراثية والتاريخية ومواقع التنزه والترفيه، إضافة إلى توعية الشركاء بأهمية المسارات السياحية من خلال التدريب وورش العمل والزيارات الميدانية والرحلات الاستطلاعية للتعرف على أفضل التجارب العالمية في تطوير وتشغيل المسارات السياحية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.