طرد طالب أدخل «داعش» في قسم الولاء الأميركي

لم يكشف اسمه لصغر سنه

طرد طالب أدخل «داعش» في قسم الولاء الأميركي
TT

طرد طالب أدخل «داعش» في قسم الولاء الأميركي

طرد طالب أدخل «داعش» في قسم الولاء الأميركي

طردت مدرسة ثانوية أميركية طالبًا أدخل اسم «داعش» في قسم الولاء الأميركي الذي يردده كثير من تلاميذ المدارس الأميركية صباح كل يوم. وقالت المدرسة إنها حولت اسم الطالب إلى وزارة أمن الوطن، ولم تكشف اسمه بسبب صغر سنه (15 عامًا). غير أن والدة الطالب نفت أنه فعل ذلك، وقالت إنه، حتى إذا فعله، لا يجب أن يعاقب لأن الدستور الأميركي يكفل له حرية أن يقول ما يريد.
وقالت الوالدة إن الحادث وقع في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في مدرسة أنسونيا الثانوية (ولاية كونيتيكات). لكن، رفضت المدرسة كشف ما حدث، حتى ذهبت هي، يوم الخميس الماضي، إلى اجتماع لآباء وأمهات التلاميذ في المدرسة، وأثارت الموضوع وانتقدت إدارة المدرسة. وقالت إن قرار المدرسة «غير عقلاني، واندفاعي».
حسب صحيفة «هارتفورد كورانت»، التي تصدر في هارتفورد (ولاية كونيتيكات)، بدلاً من أن يقول الطالب: «أتعهد بالولاء لعلم الولايات المتحدة»، قال: «أتعهد بالولاء لعلم (داعش)». غير أنه أكمل بقية القسم الذي يقول: «للجمهورية التي يمثلها، أمة واحدة تحت الله، مع الحرية والعدل للجميع».
وقال أندرو كوتا، مدير الشرطة في المدينة، إن الشرطة «لم توجه تهمة» للطالب. وحولت القضية إلى وزارة أمن الوطن. وأضاف: «تسلمنا شكوى من مدرسة أنسونيا الثانوية يوم 9 - 10 - 2015، وأكمل مسؤول في المدرسة بيانات قانونية، وأرسلناها إلى وزارة أمن الوطن، مثلما نفعل في أي حالة نرى أن الوزارة يجب أن تعلم بها».
يوم الخميس، أصدرت كارول ميرلون، مديرة المدرسة، بيانًا قالت فيه إنها أصدرت أمر طرد الطالب بسبب «الحذر الكثير». لكن، «لم نرَ أن ما حدث كان تهديدًا لأمن التلاميذ والمدرسين والعاملين في المدرسة». ورفضت الحديث عن أي تفاصيل. وقالت إنها تريد حماية خصوصية طالب قاصر.
ليست هذه أول مرة يتهم فيها طالب قاصر بدعم تنظيم داعش، ففي سبتمبر (أيلول) الماضي، كشف تلفزيون «آي بي سي» أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) اعتقل صبيًا عمره 15 عامًا بتهمة التخطيط لاغتيال البابا فرانسيس، الذي زار الولايات المتحدة في نهاية ذلك الشهر. وأن «إف بي آي» رفضت إعلان اسمه بسبب صغر سنه. وأن مكان الاعتقال كان فيلادلفيا (ولاية بنسلفانيا).
وقالت القناة التلفزيونية إن شرطة «إف بي آي» وزعت نشرة داخلية، تعرض فقط على كبار المسؤولين عن الأمن، جاء فيها: «استلهم الصبي القاصر دعايات (داعش)، وذلك بهدف شن هجوم على الوطن في خطة مفصلة، شملت تجنيد مجموعة من المهاجمين، وخزن أسلحة ومتفجرات. وأن الهدف سيكون شخصية أجنبية. وأن المناسبة ستكون حدثًا كبيرًا».
وأضافت النشرة: «تابع الصبي القاصر مواقع الإنترنت الإرهابية. وحصل على معلومات عن كيفية صناعة وتخزين متفجرات. وأيضًا، عن طريق مواقع التواصل الاجتماعية في الإنترنت».
وقالت النشرة: «صار واضحًا أن استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية، ومواقع الرسائل الإلكترونية، يلعب دورًا رئيسيًا في تحفيز الشباب من الذكور والإناث، خاصة هنا في الولايات المتحدة، وأن الهدف هو السفر إلى الخارج للانضمام إلى (داعش). أو القيام بعمليات إجرامية هنا في الولايات المتحدة».
وقال معلق في تلفزيون «آي بي سي» إن اعتقال ذلك الصبي «لا يعني أنه، حقيقة، وضع خطة، وخزن أسلحة. يبدو أن ما فعل كان استلهامًا، وليس عدوانًا».



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.