كوكبة ضخمة من الفنانين السعوديين والعرب والعالميين تشترك في فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان «فن جدة 21.39»، والذي سيفتتح في مدينة جدة في يوم 9 فبراير (شباط) المقبل. الفعالية الرئيسية للدورة تتمثل في المعرض الفني الضخم «الأرض وما بعد ذلك»، والذي يشرف عليه فنيا منى خزندار وحمزة صيرفي عضوا المجلس الفني السعودي المنظم للفعاليات.
وفي حديث مع منى خزندار وحمزة صيرفي حول المعرض والأفكار الرئيسية فيه، يتضح لنا أن المعرض يضم تحت عنوانه معالجة فنية لمفهوم «الأرض»، فهو يتعدى المفهوم المباشر وهو البيئة والتغير المناخي، ويتسع لكل أشكال الانتماء والحفاظ على الثقافة والتراث والهوية.
تشير خزندار خلال حديثي معها إلى ذلك قائلة: «فكرة البيئة تمثل جزءا كبيرا من موضوع المعرض، لكنه يتسع لما هو أبعد من المواضيع البيئية وتغيرات المناخ، فما نعنيه بـ(الأرض) يتسع ليشمل أرضنا، وأصولنا وجذورنا، ومدننا، وبيوتنا وبيوت آبائنا.. هي المدن، هي الصحراء هي البساتين هي الألوان في الصحراء هي الأرض بمعناها الكبير، كل منا يراها بطريقته وكل فنان يعالجها بطريقة مختلفة».
وأضافت خزندار: «بقدر رؤيتنا لهذه الأرض ككائن، علينا أن ندرك أنها تنظر إلينا أيضا، وترقب الحراك الإنساني وأثره فيها، مرسلة إشارات تأخذ صيغ بيئات بدأت في الاختفاء بسبب جشعنا، وصورا أخرى تجعلنا ندرك بعدنا عن إنسانيتنا».
وهو ما يؤكد عليه القيم المشارك حمزة صيرفي بقوله: «هناك عدة محاور للمعرض، المحور الأول يدور حول الأرض كتاريخ، وفي هذا الصدد نرى معالجات فنية لرسومات الكهوف وفن النقش الجنوبي، وهناك أيضا أعمال تناقش الحرف اليدوية كإرث حضاري».
أتساءل إن كانت مساحة العرض تعكس المفاهيم المختلفة التي يتناولها المعرض، فيجيب صيرفي: «هناك أقسام مثل قسم الخرائط التي يناقش الفنانون من خلاله أثر الحراك الإنساني على سطح الأرض والقضايا الإنسانية المتعلقة بتقسيم الأرض، وقسم (ما بعد الأرض)، حيث نعاين النظرة التخيلية للفنانين لما هو موجود خارج حدود الأرض من كواكب أخرى».
ويضيف صيرفي: «الذات، والذاكرة المزروعة في الوعي، تنبت في ذاكرتنا كفيض من الصور التي تفوح بالرائحة والمذاق واللون. وكوكب الأرض هبة من الخالق عز وجل الذي قال في محكم كتابه: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى).. (طه 55)، و(وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ بِسَاطا).. (نوح 19). أي أن الأرض هي السكنى وهي أيضا ستكون يوما ما مركز البعث. هذه دعوة لإعادة النظر في كوكبنا، علنا نعيد اكتشاف أنفسنا».
يشارك في المعرض جمع كبير من الفنانين السعوديين والعرب والعالميين من مختلف الأجيال والخبرات والممارسات، أمثال ناصر السالم، وراشد الشعشعي، وصديق واصل، ومنال الضويان، ومها الملوح، ومديحة الجروش، وأيمن يسري، وغيرهم من السعودية.. إلى جانب منى حاطوم (ألمانيا) وسهى شومان (فلسطين) وآدم حنين (مصر).
كما ستشهد جدة عددا من المناسبات الفنية والثقافية الأخرى التي ستقام في مختلف أنحاء المدينة، وتهدف لتوصيل رسالة المؤسسات الفنية ورؤى المعارض الخاصة بالفنانين المحليين إلى العالم. وفي استمرارية للنجاح الذي حققه المهرجان العام الماضي جاعلا لهذا الحدث السنوي مكانته ضمن الأنشطة الفنية الثقافية في السعودية، اطلع نحو 5 آلاف طالب وطالبة من 200 مدرسة على المعرض الرئيسي، كما شارك نحو 250 مهتما بورش العمل والندوات التي أقيمت كجزء من الفعاليات الفنية.
ويعتبر «فن جدة 21.39» فعالية سنوية تُجرى في مدينه جدة، وتتضمن عددا من العروض الفنية الداعمة للحراك الفني الثقافي، والتي تسلط الضوء على الحركات التشكيلية الحديثة والمعاصرة في السعودية، مع تشجيع مزيد من الاستثمار العام والخاص واستثمار المؤسسات، إلى جانب دعم الفنون والفنانين السعوديين عبر برنامج تنسيق متنوع ومن خلال فهم متكامل لطبيعة الثقافات البينية.
كما يتضمن هذا البرنامج الذي يستمد عنوانه من الإحداثيات الجغرافية للمدينة برنامجا حصريا من المعارض وورش العمل التعليمية والندوات، مع برامج متجددة فريدة من نوعها.
وترأس فعاليات «فن جدة 21.39» الأميرة جواهر بنت ماجد بن عبد العزيز، وينظمها مجلس الفن السعودي.
«فن جدة 21.39» يعود لعروس البحر الأحمر بمناقشة حول «الأرض وما بعد ذلك»
بمشاركة 30 فنانًا وفنانة من السعودية وعدد من دول العالم
«فن جدة 21.39» يعود لعروس البحر الأحمر بمناقشة حول «الأرض وما بعد ذلك»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة