«فن جدة 21.39» يعود لعروس البحر الأحمر بمناقشة حول «الأرض وما بعد ذلك»

بمشاركة 30 فنانًا وفنانة من السعودية وعدد من دول العالم

من الدورة الثانية لـ«فن جدة 21.39»
من الدورة الثانية لـ«فن جدة 21.39»
TT

«فن جدة 21.39» يعود لعروس البحر الأحمر بمناقشة حول «الأرض وما بعد ذلك»

من الدورة الثانية لـ«فن جدة 21.39»
من الدورة الثانية لـ«فن جدة 21.39»

كوكبة ضخمة من الفنانين السعوديين والعرب والعالميين تشترك في فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان «فن جدة 21.39»، والذي سيفتتح في مدينة جدة في يوم 9 فبراير (شباط) المقبل. الفعالية الرئيسية للدورة تتمثل في المعرض الفني الضخم «الأرض وما بعد ذلك»، والذي يشرف عليه فنيا منى خزندار وحمزة صيرفي عضوا المجلس الفني السعودي المنظم للفعاليات.
وفي حديث مع منى خزندار وحمزة صيرفي حول المعرض والأفكار الرئيسية فيه، يتضح لنا أن المعرض يضم تحت عنوانه معالجة فنية لمفهوم «الأرض»، فهو يتعدى المفهوم المباشر وهو البيئة والتغير المناخي، ويتسع لكل أشكال الانتماء والحفاظ على الثقافة والتراث والهوية.
تشير خزندار خلال حديثي معها إلى ذلك قائلة: «فكرة البيئة تمثل جزءا كبيرا من موضوع المعرض، لكنه يتسع لما هو أبعد من المواضيع البيئية وتغيرات المناخ، فما نعنيه بـ(الأرض) يتسع ليشمل أرضنا، وأصولنا وجذورنا، ومدننا، وبيوتنا وبيوت آبائنا.. هي المدن، هي الصحراء هي البساتين هي الألوان في الصحراء هي الأرض بمعناها الكبير، كل منا يراها بطريقته وكل فنان يعالجها بطريقة مختلفة».
وأضافت خزندار: «بقدر رؤيتنا لهذه الأرض ككائن، علينا أن ندرك أنها تنظر إلينا أيضا، وترقب الحراك الإنساني وأثره فيها، مرسلة إشارات تأخذ صيغ بيئات بدأت في الاختفاء بسبب جشعنا، وصورا أخرى تجعلنا ندرك بعدنا عن إنسانيتنا».
وهو ما يؤكد عليه القيم المشارك حمزة صيرفي بقوله: «هناك عدة محاور للمعرض، المحور الأول يدور حول الأرض كتاريخ، وفي هذا الصدد نرى معالجات فنية لرسومات الكهوف وفن النقش الجنوبي، وهناك أيضا أعمال تناقش الحرف اليدوية كإرث حضاري».
أتساءل إن كانت مساحة العرض تعكس المفاهيم المختلفة التي يتناولها المعرض، فيجيب صيرفي: «هناك أقسام مثل قسم الخرائط التي يناقش الفنانون من خلاله أثر الحراك الإنساني على سطح الأرض والقضايا الإنسانية المتعلقة بتقسيم الأرض، وقسم (ما بعد الأرض)، حيث نعاين النظرة التخيلية للفنانين لما هو موجود خارج حدود الأرض من كواكب أخرى».
ويضيف صيرفي: «الذات، والذاكرة المزروعة في الوعي، تنبت في ذاكرتنا كفيض من الصور التي تفوح بالرائحة والمذاق واللون. وكوكب الأرض هبة من الخالق عز وجل الذي قال في محكم كتابه: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى).. (طه 55)، و(وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ بِسَاطا).. (نوح 19). أي أن الأرض هي السكنى وهي أيضا ستكون يوما ما مركز البعث. هذه دعوة لإعادة النظر في كوكبنا، علنا نعيد اكتشاف أنفسنا».
يشارك في المعرض جمع كبير من الفنانين السعوديين والعرب والعالميين من مختلف الأجيال والخبرات والممارسات، أمثال ناصر السالم، وراشد الشعشعي، وصديق واصل، ومنال الضويان، ومها الملوح، ومديحة الجروش، وأيمن يسري، وغيرهم من السعودية.. إلى جانب منى حاطوم (ألمانيا) وسهى شومان (فلسطين) وآدم حنين (مصر).
كما ستشهد جدة عددا من المناسبات الفنية والثقافية الأخرى التي ستقام في مختلف أنحاء المدينة، وتهدف لتوصيل رسالة المؤسسات الفنية ورؤى المعارض الخاصة بالفنانين المحليين إلى العالم. وفي استمرارية للنجاح الذي حققه المهرجان العام الماضي جاعلا لهذا الحدث السنوي مكانته ضمن الأنشطة الفنية الثقافية في السعودية، اطلع نحو 5 آلاف طالب وطالبة من 200 مدرسة على المعرض الرئيسي، كما شارك نحو 250 مهتما بورش العمل والندوات التي أقيمت كجزء من الفعاليات الفنية.
ويعتبر «فن جدة 21.39» فعالية سنوية تُجرى في مدينه جدة، وتتضمن عددا من العروض الفنية الداعمة للحراك الفني الثقافي، والتي تسلط الضوء على الحركات التشكيلية الحديثة والمعاصرة في السعودية، مع تشجيع مزيد من الاستثمار العام والخاص واستثمار المؤسسات، إلى جانب دعم الفنون والفنانين السعوديين عبر برنامج تنسيق متنوع ومن خلال فهم متكامل لطبيعة الثقافات البينية.
كما يتضمن هذا البرنامج الذي يستمد عنوانه من الإحداثيات الجغرافية للمدينة برنامجا حصريا من المعارض وورش العمل التعليمية والندوات، مع برامج متجددة فريدة من نوعها.
وترأس فعاليات «فن جدة 21.39» الأميرة جواهر بنت ماجد بن عبد العزيز، وينظمها مجلس الفن السعودي.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.