مظاهرات تونس تلقي بظلالها على الذكرى الخامسة لثورة يناير بمصر

قيادي سابق بالجماعة: صدمة كوادر «الإخوان» بعمق الاختراق الأمني أصابتهم بالشلل

مظاهرات تونس تلقي بظلالها على الذكرى الخامسة لثورة يناير بمصر
TT

مظاهرات تونس تلقي بظلالها على الذكرى الخامسة لثورة يناير بمصر

مظاهرات تونس تلقي بظلالها على الذكرى الخامسة لثورة يناير بمصر

ألقت الاحتجاجات الشعبية الواسعة في تونس بظلالها على المشهد السياسي في مصر قبيل حلول الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير. وعكست التحركات الأمنية في البلاد شعورًا بقلق السلطات من تحرك مماثل. وقال شهود عيان إن الشرطة تمشط وسط القاهرة على نحو غير مسبوق، مؤكدين أن مئات الشقق السكنية بالمنطقة خضعت للتفتيش، فيما يستعد الجيش لتأمين المنشآت الحيوية، لكن خبراء في شؤون الجماعات المتشددة أكدوا لـ«الشرق الأوسط» إن البنية التنظيمية لجماعة الإخوان، الخصم الرئيسي للنظام الحالي، لم تعد تسمح لهم بتحريك الشارع، كما أن صدمة قطاع واسع منهم بعمق الاختراق الأمني لصفوفهم أصابتهم بالشلل. واندلعت الثورة المصرية ضد حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك في يناير 2011، مستلهمة التجربة التونسية في إزاحة الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، ورفعت شعار الثورة التونسية «الشعب يريد إسقاط النظام».
وقال مراقبون إن تحركات السلطات الأمنية في مصر عكست مخاوفها من اندلاع المظاهرات في ذكرى الثورة، وهو أمر تكرر على مدار السنوات الماضية، لكن الاحتجاجات في تونس ضاعفت على ما يبدو تلك المخاوف.
وتظاهر بضعة آلاف من الشبان التونسيين خارج مقر الحكومة المحلية في بلدة القصرين بوسط تونس الخميس الماضي، في أكبر موجة احتجاجية تشهدها تونس منذ اندلاع الثورة في 17 ديسمبر (كانون الأول) 2010، مما استدعى إعلان تونس حظر التجوال الليلي في البلاد. وكانت المظاهرات الاحتجاجية قد بدأت في القصرين الأسبوع الماضي بعد انتحار شاب عقب رفض إعطائه وظيفة حكومية.
وهاجم المتظاهرون في تونس مراكز الشرطة في عدة مدن وهم يرفعون شعار «لا خوف لا رعب.. الشارع ملك الشعب»، وهو شعار يخشى المسؤولون في مصر من ترديده في شوارع القاهرة، خصوصًا في ظل عودة الانتقادات الحادة لجهاز الشرطة، التي كانت أحد روافد الغضب الرئيسية للثورة قبل 5 سنوات. واستحوذت جماعة الإخوان المسلمين على المشهد الاحتجاجي في البلاد بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013، لكن قدرة الجماعة على الحشد تراجعت خلال السنوات اللاحقة إلى حد بعيد، مما سمح لقوى غاضبة أخرى بالتعبير عن نفسها. وكان مشهد احتجاجات الموظفين على قانون ينظم علاقتهم بالدولة هو الأبرز خلال الأشهر الماضية.
ودعت منابر لجماعة الإخوان في الخارج إلى تنظيم مظاهرات ضد النظام الحالي، لكن مراقبين قللوا من أهمية هذه الدعوات.
وقال أحمد بان الباحث في شؤون الجماعات المتشددة إن البنية التنظيمية للجماعة بعد أن انقسمت بعنف لم تعد تسمح لهم بالتأثير في الشارع فضلاً عن تحريكه، هناك قطاعات كاملة باتت خارج سيطرة التنظيم.
وأضاف بان وهو قيادي سابق في الجماعة أن «صدمة (الإخوان) بحجم الاختراق الأمني لصفوفهم شل حركتهم، هناك وعي الآن بأن الجماعة مخترقة على كل مستوياتها التنظيمية، حتى إن بعض القيادات الوسيطة داخل (الإخوان) على قناعة بأن محمود عزت، القائم بأعمال المرشد، تحت يد السلطات الأمنية، وأنه يتحرك وفق توجيهاتها».
وتضيق السلطات بشدة على المظاهرات في مصر. وسن الرئيس المؤقت عدلي منصور في أواخر عام 2014 قانونًا لتنظيم حق التظاهر قيد إلى حد بعيد تنظيم المسيرات الاحتجاجية، وسط حالة من الجدل بشأن توافق القانون مع الدستور الجديد للبلاد.
وتتوافق غالبية الأحزاب والتيارات السياسية في مصر على ضرورة مساندة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية التي تشهدها البلاد. ودعت رموزًا سياسية شاركت في ثورة 25 يناير إلى عدم التظاهر في ذكرى الثورة.
وشهدت الذكرى السابقة لـ25 يناير مقتل ناشطة يسارية خلال مسيرة رمزية بالورود إلى ميدان التحرير الذي يعد رمز الثورة المصرية، في حادثة أثارت موجة من الغضب.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.