السعودية تنظر في جميع الخيارات المتاحة بعد قطع علاقاتها مع إيران

الجبير: على طهران أن تغير تصرفاتها والرياض لا تنتظر اعتذارًا منها

عادل الجبير وزير الخارجية السعودي لدى ترؤسه وفد بلاده في الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامية أمس (واس)
عادل الجبير وزير الخارجية السعودي لدى ترؤسه وفد بلاده في الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامية أمس (واس)
TT

السعودية تنظر في جميع الخيارات المتاحة بعد قطع علاقاتها مع إيران

عادل الجبير وزير الخارجية السعودي لدى ترؤسه وفد بلاده في الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامية أمس (واس)
عادل الجبير وزير الخارجية السعودي لدى ترؤسه وفد بلاده في الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامية أمس (واس)

كشف عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، عن مشاورات ستجريها بلاده، بشأن الخطوات التي ستتخذها بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، موضحًا أن السعودية «تنظر في جميع الخيارات المتاحة أمامها بعد قطع العلاقات».
وأوضح الجبير، عقب انتهاء الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، في جدة أمس، أن الرياض ستباشر خطوات إضافية في حال لم تتوقف طهران عن السلوك العدواني والتوقف فورا عن دعم الإرهاب.
ووصف وزير الخارجية السعودي الاجتماع الذي تم في جدة أمس بـ«التاريخي»، كاشفا عن إجماع جميع الدول الإسلامية على إدانة العدوان الإيراني، باستثناء إيران التي رفضت إدانة نفسها، ولبنان الذي نأى بنفسه، كما فعل في اجتماع الجامعة العربية.
وبين أن القرار الذي اتخذته الدول الإسلامية يدين بشكل واضح وصريح دعم إيران للإرهاب وتدخلاتها في المنطقة، مبينا أن مواقف الدول كانت قوية جدا وواضحة جدا في انتقاد التصرفات الإيرانية المعادية لجيرانها منذ الثورة الإيرانية.
ودعا وزير الخارجية السعودي، إيران إلى تغيير سلوكها في حال رغبتها في أن تكون دولة محترمة في المجتمع الإسلامي وفي العالم بشكل عام، مضيفا: «العالم الإسلامي لا يقبل ما تقوم به إيران، سواء فيما يتعلق بعدم حماية البعثات الدبلوماسية، أو التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة أو دعم الإرهاب».
ودعا عادل الجبير إلى أن تبدي إيران حسن الجوار، وعدم إذكاء الطائفية لتكون دولة مثالية، بدلا من الأعمال التي تقوم بها حاليا، من دعم للإرهاب وأعمال الاغتيالات وإثارة الفتن.
وشدد وزير الخارجية السعودي، أن بلاده لا تنتظر من إيران أن تعتذر، وأن المطلوب هو تغيير السياسة العدوانية واحترام مبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، والتوقف عن دعم الإرهاب، والتوقف عن الاغتيالات، وتسليح الميليشيات الخارجة على القانون، واحتضان التنظيمات الإرهابية.
وبشأن تأثير توتر العلاقات السعودية الإيرانية على تعداد الحجاج والمعتمرين الإيرانيين، قال الجبير إن موضوع الحج والعمرة لا علاقة له بما يحدث، مضيفا: «الحج والعمرة موضوع لا يمس، فالسعودية حريصة على عدم المساس بحق أي مسلم، والحجاج والمعتمرون الإيرانيون مرحب بهم في أي وقت».
وحاولت إيران وصف ما حدث داخل الاجتماع المغلق بأنه بسيط، وأنها دانته بعد حدوثه مباشرة، فيما ترى السعودية أن الإدانة الصادرة عن طهران لا تتجاوز إطار رفع العتب، رغم أن عشر دول عمدت إلى مقاطعة إيران تضامنا مع السعودية، وهو ما يؤكد قوة الموقف السعودي الذي وضع طهران في عزلة دبلوماسية على مستوى العالم الإسلامي بعد أن وضعها في عزلة على المستوى العربي.
من جهته، أكد لـ«الشرق الأوسط» الدكتور عبد الكريم محمد وزير خارجية جزر القمر أن موقف بلاده واضح تمام الوضوح عبر الرفض التام للتدخلات الإيرانية في دول المنطقة، وما تفعله تجاه جيرانها، وخصوصا دول الخليج.
وقال: «خير شاهد على موقف بلادي، أنه منذ الوهلة الأولى للعمل الإجرامي الذي تورطت به إيران تجاه سفارة الرياض في طهران وقنصليتها في مشهد، أصدرت جزر القمر بيان واضح، لإدانة هذا العمل الإرهابي ودعم موقف السعودية تجاه حفظ استقرارها وأمنها، ثم استدعاء سفير جزر القمر لدى إيران، وقطع العلاقات مع طهران رسميا منذ الأسبوع الأول للحادثة النكراء».
وكان عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، طالب منظمة التعاون الإسلامي باتخاذ موقف صارم ضد إيران، بعد الاعتداءات التي تعرضت لها السفارة السعودية في طهران، وقنصليتها في مشهد، وذلك في بداية إنعاقد القمة، إذ أشار أنه من مبادئ المنظمة وميثاقها الذي يستند إلى أحكام الاتفاقيات والقوانين الدولية، مشيرًا إلى أن ما تعرضت له البعثة الدبلوماسية السعودية، يأتي في إطار السياسات العدوانية لحكومة طهران، وتدخلها المستمر في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
وأوضح عادل الجبير، خلال كلمته في الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة، أمس، أنه من الأهمية الإشارة إلى أن الاعتداءات على البعثة الدبلوماسية في إيران تأتي في إطار السياسات العدوانية لحكومة طهران، وتدخلها المستمر في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وإمعانها في التحريض والتأجيج، وإثارة الفتن الطائفية والمذهبية في المنطقة، وتُعد السبب الرئيسي لحالة التأزم وعدم الاستقرار والحروب التي تشهدها المنطقة.
وركز وزير الخارجية السعودي، على أن التصرفات العدوانية تأتي «من دولة عضو لم تحترم ميثاق منظمتنا ولا مبادئها المستمدة من ديننا الإسلامي الحنيف»، فيما ذهب إلى أنه «بلغ بحكومة إيران التحدي والاستفزاز إلى الدرجة التي يعلنون فيها، وبتفاخر أن بلادهم باتت تسيطر على أربع عواصم عربية وأنهم يدربون 200 ألف مقاتل في عدد من بلدان المنطقة، مما يشكل دليلاً واضحًا على سياسات إيران الحالية تجاه جيرانها ودول المنطقة العربية».
وقال الوزير الجبير، إن أهمية هذا الاجتماع تَكمُن في أن هذا الاعتداء لم يكن إلا جزءًا من سلسلة اعتداءات مستمرة تتعرض لها البعثات الدبلوماسية في إيران، وبشكل ممنهج، منذ خمسة وثلاثين عامًا، ولم تسلم منها سفارة دول إسلامية أو أجنبية، دون أن تبذل حكومة طهران أي جهد لإيقاف هذا العبث بحرمة البعثات الدبلوماسية، سوى بعض بيانات الإدانة التي تصدر عن المسؤولين في إيران، بينما مسؤولية حكومة الدولة المضيفة تتطلب منها اتخاذ الإجراءات، وليس إصدار بيانات هدفها رفع العتب أكثر من حماية البعثات الدبلوماسية بشكل عملي.
وشكر الوزير السعودي في كلمته الوزراء على استجابتهم لعقد الاجتماع الطارئ، للوقوف على الاعتداءات الغاشمة التي شهدتها كل من سفارة السعودية في طهران، وقنصليتها بمشهد، في انتهاك واضح وسافر لحرمتها ولجميع الاتفاقيات والمعاهدات والقوانين الدولية التي تجرّم ذلك، وتحمّل حكومة الدولة المضيفة المسؤولية الكاملة لحمايتها وحماية منسوبيها من أي اعتداءات.
وأكد وزير الخارجية، أن الاعتداء على البعثة السعودية في إيران حظي بإدانة واسعة من دول العالم، ومنظماته الإقليمية والدولية، بما فيها مجلس الأمن الدولي، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجامعة الدول العربية، مشددًا على أن منظمة التعاون الإسلامي مطالبة اليوم باتخاذ موقف صارم ينبثق من مبادئ ميثاقها ويستند إلى مبادئ وأحكام الاتفاقيات والقوانين الدولية.
من جهة أخرى، قال صباح خالد الحمد الصباح وزير الخارجية الكويتي رئيس الدورة 42 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، إن تجاوب 37 دولة من الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي مع الدعوة السعودية لعقد اجتماع طارئ لبحث تداعيات الاعتداءات التي طالت مبنى سفارة المملكة في طهران، وقنصليتها في مشهد، يعكس بشكل واضح الأهمية التي توليها الدول الأعضاء لهذا الأمر المهم.
وشدد في مستهل الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي الاستثنائي، بشأن الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران، على أن الأمة الإسلامية تمر بتحديات صعبة تستوجب زيادة التمسك بقيم الدين الإسلامي الحنيف.
وجدد وزير الخارجية الكويتي «الدعوة إلى إيران، للاضطلاع بمسؤولياتها لتوفير كافة أوجه الضمانات لحماية البعثات الدبلوماسية الموجودة على أراضيها، والالتزام بمجمل القوانين والمواثيق الدولية، لا سيما اتفاقية فيينا لعام 1961 بشأن العلاقات الدبلوماسية، واتفاقية فيينا لعام 1963 الخاصة بالعلاقات القنصلية، اللتين تلزمان الدول باتخاذ جميع الخطوات اللازمة لحماية البعثات الدبلوماسية التي تستضيفها».
وأضاف: «كما نجدد الدعم والتأييد لجهود السعودية في جميع المواقف التي اتخذتها لمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه، وأيا كانت مصادره ودوافعه». وذكر رئيس الدورة الحالية، أهمية التزام الدول الأعضاء في المنظمة بالأهداف والمبادئ الواردة في ميثاق المنظمة التي تنص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء، واحترام سيادة واستقلال ووحدة أراضي كل دولة عضو.
إلى ذلك، أكد إياد أمين مدني، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، في افتتاح الاجتماع الطارئ للمنظمة بناء على طلب من السعودية، أن ما تعرضت له المقرات الدبلوماسية السعودية في إيران ينافي الضوابط والممارسات الدبلوماسية كما أقرتها معاهدتا فيينا الدبلوماسية والقنصلية وما يرتبط بهما من مواثيق وقرارات أممية، مشددًا على أن التدخل في شؤون أي دولة من الدول الأعضاء من شأنه أن يخل بمقتضيات ميثاق منظمة التعاون الإسلامي الذي التزم جميع الأعضاء بكل فصوله ومبادئه.
وقال الأمين العام، إن نص الفقرة 20 من ديباجة ميثاق المنظمة التي أكدت على «التقيد الصارم بمبدأ عدم التدخل في الشؤون التي تندرج أساسا ضمن نطاق التشريعات الداخلية لأي دولة واحترام سيادة واستقلال ووحدة كل دولة عضو»، فيما ركز مدني، على أن «استمرار تأزم العلاقات بين بعض دولنا الأعضاء يسهم في تعميق الشروخ في الكيان السياسي الإسلامي ويكرس الاصطفافات السياسية أو المذهبية التي تبعد الدول الإسلامية عن التصدي الفعال للتحديات الحقيقية التي تهدد مصير الدول الأعضاء وشعوبها».
وأشار الأمين العام إلى أن ما حدث خلال الأسابيع القليلة الماضية من عمليات «إرهابية» بشعة استهدفت عددا من الدول الأعضاء في باكستان وأفغانستان وتركيا وإندونيسيا وبوركينا فاسو وليبيا والكاميرون ومالي «وما يحدث بوتيرة لا تنقطع من قهر واضطهاد في فلسطين»، كل هذه الأحداث «تدعو الدول الإسلامية للمزيد من التنسيق والتعاون في إطار مقاربة إسلامية جماعية تنأى عن الحسابات والمزايدات الضيقة وتمكنها من استئصال آفة التطرف والإرهاب ومعالجة مسبباتها وأبعادها المختلفة بشكل جذري ومن مواجهة الممارسات العنصرية الإسرائيلية ومن الالتفات إلى تحديات ومتطلبات التنمية الاقتصادية والبناء السياسي والبحث العلمي وفتح آفاق الفعل الثقافي وبث الأمل والتفاؤل أمام الأجيال الشابة التي تشكل غالبية المجتمعات الإسلامية».
وأضاف: «إن ما يبعث على الأسف أن واقع الانقسام الإسلامي والخلافات البينية المزمنة يؤثر سلبا على أداء منظمة التعاون الإسلامي ويضعف من قدرتها على الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقها ويخدش مصداقيتها أمام الرأي العام الإسلامي والدولي ويجعلها في موضع المساءلة أمام الأمة الإسلامية».



السعودية: تشكيل مجلس هيئة حقوق الإنسان

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
TT

السعودية: تشكيل مجلس هيئة حقوق الإنسان

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)

صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، القاضي بتشكيل مجلس هيئة حقوق الإنسان في دورته الخامسة لمدة أربع سنوات.

وثمّنت الدكتورة هلا التويجري، التي ترأس الهيئة منذ 22 سبتمبر (أيلول) 2022، دعم خادم الحرمين الشريفين، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ومؤازرتهما للهيئة، في تعزيز دورها في حماية حقوق الإنسان، ورفع الوعي بها، بما يعود بالفائدة على المواطنين والمقيمين، مقدّرة جهود الأعضاء السابقين خلال فترة عملهم.

وضم المجلس في عضويته كلّاً من الدكتور غفون اليامي، والدكتورة آمال الهبدان، والدكتورة سارة الفيصل، والدكتور إبراهيم البطي، وضحى آل إبراهيم، والدكتورة سارة العبد الكريم، والدكتور أحمد السيف، والدكتور عثمان طالبي، والدكتور عبد المجيد الشعلان، ونوال القحطاني، وعواطف الحارثي، والدكتور سليمان الشدي، ومحمد المحارب، وأحمد المطلق.

وجاء ضمن الأعضاء أسماء فارسي، والدكتور فيصل السبيعي، والدكتور رجاء الله السلمي، والدكتور عدنان النعيم، ونقاء العتيبي، وعبد المحسن الخثيلة، ومنيرة العصيمي، والدكتور عبد الحميد الحرقان، والدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، والدكتور محمد الشلفان، والدكتورة لانا بن سعيد، وفوزة المهيد، والدكتورة ريما بن غدير.