دعوات عبر «فيسبوك» لإطلاق سراح الأسترالي «طبيب الفقراء» في بوركينا فاسو

تبني فرع لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب لعملية الاختطاف

دعوات عبر «فيسبوك» لإطلاق سراح الأسترالي «طبيب الفقراء» في بوركينا فاسو
TT

دعوات عبر «فيسبوك» لإطلاق سراح الأسترالي «طبيب الفقراء» في بوركينا فاسو

دعوات عبر «فيسبوك» لإطلاق سراح الأسترالي «طبيب الفقراء» في بوركينا فاسو

أُنشِئت صفحة على موقع «فيسبوك» للمطالبة بالإفراج عن الأسترالي كين إيليوت، الملقب بـ«طبيب الفقراء»، وزوجته اللذين خطفهما متطرّفون في شمال بوركينا فاسو في 16 يناير (كانون الثاني).
وكُتب على الحساب الذي يتلقى رسائل دعم من العالم أجمع ويشدد على تفاني الطبيب، أن مدينة دجيبو في بوركينا فاسو، حيث يعيش إيليوت منذ أكثر من أربعة عقود «تدعم الدكتور كين إيليوت». وتترافق الصورة على الحساب حيث يظهر الطبيب بثياب الجراح وهو منحنٍ فوق مريض بعبارة «ادعموا الدكتور إيليوت وزوجته اللذين يساعدان الناس منذ أكثر من أربعين عاما في دجيبو».
وفتحت هذه الصفحة على «فيسبوك» التي يتابعها أكثر من أربعة آلاف شخص، عند كتابة هذا التقرير، بعد خطف الطبيب الأسترالي وزوجته. وقد أثار اختطافهما صدمة كبيرة في بوركينا، حيث لعبت شبكات التواصل الاجتماعي دورًا مهمًا في التعبئة التي أدت إلى الإطاحة بنظام بليز كومباوري في أكتوبر (تشرين الأول) 2014 بعد أن حكم البلاد بلا منازع طيلة 27 عامًا.
ونشرت نحو عشر صور أيضًا على هذه الصفحة تظهر تجمعًا كبيرًا لطلاب باللباس المدرسي يرفعون لافتات كتب عليها «حرروا إيليوت». وقد خطف الطبيب وزوجته في شمال بوركينا فاسو، وتبنى عملية الخطف السبت مسؤول في جماعة أنصار الدين المتطرفة في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المسؤول واسمه حمادو اغ خاليني في اتصال هاتفي مقتضب إن «أستراليين، هما امرأة ورجل، بين أيدي أربعة مقاتلين في (إمارة الصحراء). وأن (الصليبيين) على قيد الحياة، وسندلي بتفاصيل قريبًا». ويقول خبراء إن «إمارة الصحراء» هي اسم فرع لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ينشط في شمال مالي. وأضاف قبل أن يقطع الاتصال: «إن مكافحة (الصليبيين) ستستمر في بلدان أخرى عدوة للإسلام».
وبحسب سلطات بوركينا تم الاختطاف في بارابوليه الحدودية مع النيجر ومالي. وجاء الإعلان عن اختطاف الطبيب الأسترالي وزوجته وتبني عملية الخطف بعد بضع ساعات من اعتداء إرهابي دام (30 قتيلا) في قلب العاصمة واغادوغو.



للمرة الأولى منذ عقود... مقاتلات فرنسا تغادر سماء تشاد

جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
TT

للمرة الأولى منذ عقود... مقاتلات فرنسا تغادر سماء تشاد

جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)

سحب الفرنسيون من تشاد، الثلاثاء، مقاتلات عسكرية من طراز «ميراج 2000»، ليصبح البلد الأفريقي مترامي الأطراف والحبيس في قلب القارة السمراء، خالياً من أي مقاتلات فرنسية لأول مرة منذ أن نال استقلاله عن باريس قبل 6 عقود.

اليوم، أصبحت سماء تشاد هادئة من أزيز «الميراج» الفرنسية، وأغمضت العين الفرنسية التي ظلّت لعقود طويلة رقيباً لا يغفل على أرض تشاد الشاسعة، الممتدة من صحراء أوزو الحارقة شمالاً، وصولاً إلى أحواض بحيرة تشاد الرطبة في أقاصي الجنوب.

الطائرة التي تُمثّل فخر الصناعة العسكرية الفرنسية، ظلّت لسنوات طويلة صاحبة الكلمة الأولى في السماء التشادية، والسلاح الحاسم الذي تدخّل لقلب موازين السياسة أكثر من مرة، خصوصاً حين حاصر المتمردون القادمون من الشمال الرئيسَ الراحل إدريس ديبي في 2006 و2019.

بداية الرحيل

طائرة «ميراج» فرنسية وهي تغادر قاعدة «غوسي» التشادية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)

في حدود منتصف نهار الثلاثاء، كان الجنود الفرنسيون في قاعدة «غوسي» العسكرية في عاصمة تشاد إنجامينا، يتبادلون الابتسامات الباهتة مع أقرانهم التشاديين، فطغت على أجواء الوداع حميمية مصطنعة، وهم يستعدون لركوب طائرات «الميراج»، في رحلة ذهاب دون عودة، نحو فرنسا.

رفع الطيار العسكري الفرنسي يده بتحية عسكرية صارمة، من وراء زجاج طائرته النفاثة، وألقى نظرة أخيرة، ثم حلّق عالياً لتكون بذلك بداية انسحاب فرنسي من بلد دخله أجداده مستعمرين مطلع القرن العشرين، أي قبل 120 عاماً.

الجيش الفرنسي قال في بيان مقتضب تعليقاً على سحب طائراته العسكرية، إن القرار جاء بعد أن قررت تشاد إنهاء العمل باتفاقية التعاون الأمني والعسكري مع فرنسا، يوم 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وأضاف أن «وجود هذه الطائرات كان تلبية لحاجة سبق أن عبّر عنها الشريك (التشادي)».

فيما قال مصدر فرنسي إن وجود المقاتلات الفرنسية في تشاد لم يعُد مبرّراً بعد إنهاء التعاون العسكري بين البلدين، وأضاف أن «فرنسا تنهي نشر مقاتلاتها في قاعدة (غوسي) الجوية في إنجامينا. والجيش الفرنسي اتخذ قراراً بسحب طائراته الحربية».

رحيل تدريجي

وزير خارجية تشاد، عبد الرحمن كليم الله، نشر تغريدة مقتضبة على موقع «إكس»، قال فيها: «إنه بعد الانسحاب النهائي لمقاتلات (الميراج) الفرنسية وطائرة الدعم والإسناد، نفذت المرحلة الأولى من سحب القوات الفرنسية في تشاد».

كما نشرت الخارجية التشادية بياناً قالت فيه: «إن هذا الحدث يُمثل خطوة كبيرة في تنفيذ الجدول الزمني المتفق عليه بين الطرفين» بخصوص مغادرة القوات الفرنسية، قبل أن تشير إلى أنه «سيتم الترحيل التدريجي للقوات البرية خلال الأسابيع المقبلة».

ويوجد في تشاد نحو ألف جندي فرنسي، كانوا موجودين بموجب اتفاق تعاون عسكري موقع منذ عقود، وجرى تجديده عام 2019، ولكن تشاد قررت الشهر الماضي أن تنهيه من جانب واحد من أجل «تجسيد السيادة» على أراضيها.

وفي هذا السياق، قالت الخارجية التشادية إن الشعب التشادي «يتطلّع إلى مستقبل تحظى فيه السيادة الوطنية بالاحترام الكامل، وتتولى فيه القوات المسلحة الوطنية بشرف وكفاءة الدفاع عن أراضيها وأمن مواطنيها».

ولكنها في الوقت نفسه، شدّدت على «فكّ الارتباط (مع فرنسا) يتم بروح من الاحترام المتبادل والحوار البنّاء للحفاظ على العلاقات الثنائية بين تشاد وفرنسا في المجالات الاستراتيجية الأخرى ذات الاهتمام المشترك».

لجنة مشتركة

جنديان تشاديان خلال مناورات مع سلاح الجو الفرنسي (أرشيف الجيش الفرنسي)

ورغم أن البلدين لم يُعلنا أي تفاصيل حول الجدول الزمني لسحب القوات الفرنسية، فإن المصادر تؤكد تشكيل «لجنة مشتركة» تتولّى الإشراف على العملية، وقد عقدت هذه اللجنة اجتماعها الأول يوم الجمعة الماضي، دون إعطاء أي تفاصيل.

في هذه الأثناء، وصفت صحف فرنسية واسعة الانتشار من بينها «لوموند» ما يجري بأنه «صفعة موجعة» تتلقّاها فرنسا في بلد ظلّ لعقود يمثل حليفاً استراتيجياً في أفريقيا، واليوم يُعدّ آخر مركز نفوذ لفرنسا في منطقة الساحل الأفريقي، حيث سبق أن انسحبت القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

ويصر الفرنسيون على أن ما يحدث في تشاد مختلف عما جرى في دول الساحل الأخرى؛ حيث وقعت قطيعة تامة مع باريس.

ويقول مصدر وصفه الإعلام الفرنسي بأنه قريب من الملف: «إن التشاديين لم يطلبوا سحب القوات بشكل فوري، وبهذه السرعة»، وأضاف: «نحن من أراد التحكم في الانسحاب» تفادياً لأي مفاجآت.