غرق عشرات الأفارقة قبالة السواحل اليمنية

رئيس اللجنة الرئاسية بالجوف لـ {الشرق الأوسط} : لا بد من اتفاقية عامة تنهي الصراع المسلح بالمحافظة

غرق عشرات الأفارقة قبالة السواحل اليمنية
TT

غرق عشرات الأفارقة قبالة السواحل اليمنية

غرق عشرات الأفارقة قبالة السواحل اليمنية

لقي عشرات المهاجرين الأفارقة مصرعهم قبالة السواحل الجنوبية لليمن، في وقت متأخر من مساء أول من أمس، في وقت تتواصل فيه المواجهات المسلحة بين جماعة الحوثي ورجال القبائل في شمال البلاد. وقالت وزارة الدفاع اليمنية إن «أكثر من 40 مهاجرا غير شرعي يحملون الجنسية الصومالية لقوا مصرعهم غرقا قبالة سواحل بحر العرب جنوب اليمن». وأشارت إلى أن القارب الذي كان يستقله المهاجرون غير الشرعيين جنح قبالة منطقة بئر علي في شبوة وأن أحد قوارب خفر السواحل اليمنية تمكن من إنقاذ نحو 30 مهاجرا ونقلهم إلى مخيم منطقة ميفعة في شبوة.
وتزايدت في الآونة الأخيرة عمليات تهريب الأفارقة إلى اليمن التي يعدونها ممرا نحو دول الخليج المجاورة، غير أن معظم عمليات التهريب إلى السواحل اليمنية تتعرض لحوادث بحرية جراء الأجواء وارتفاع مد البحر، إضافة إلى أسباب أخرى منها ضعف ووهن القوارب التي تنقلهم وقيام المهربين بإجبار المهاجرين على القفز في المياه بعيدا عن الساحل اليمني خشية وقوعهم في قبضة خفر السواحل اليمنية. وقالت مصادر محلية في محافظة الجوف لـ«الشرق الأوسط»، إن «المواجهات تجددت في المحافظة بين قبائل همدان وميليشيات الحوثيين، بعد قيام هذه الميليشيات بمهاجمة إحدى القرى التي تقطنها قبيلة همدان». وأشارت المصادر إلى ارتفاع عدد القتلى إلى نحو 50 شخصا، من الطرفين، خلال الأيام الثلاثة الماضية. وذكرت مصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين اضطروا رجال القبائل للدفاع عن أنفسهم وقراهم وأعراضهم.
ويواصل الحوثيون فتح جبهة مواجهات مسلحة في محافظة عمران بشمال صنعاء. وذكرت المعلومات أن ميليشيات الحوثي تحاول بسط سيطرتها على القرى الجبلية المطلة على معسكر اللواء 310، تمهيدا لمهاجمته في أي لحظة.
وقال اللواء عوض بن فريد، رئيس اللجنة الرئاسية الخاصة بحل مشكلة الجوف لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا توجد ضمانات حقيقية باستمرار الصراع المسلح في المحافظة وإن ما لديهم من ضمانات هي التزامات من قبل جماعة الحوثي بعدم مهاجمة المنشآت الحكومية بضمانة عدد من الشخصيات القبلية في المحافظة». وأضاف أن «التزام الحوثيين المكتوب تطرق إلى عدم إثارتهم لأي مشكلات جديدة وعدم الاعتداء على المنشآت الحكومية وعدم قطع الطرقات أو إقامة نقاط على الطرقات». وعد اللواء بن فريد أن الالتزامات الموجودة لدى اللجنة الرئاسية والضمانات «غير كافية» وأن «الأمور قابلة للتوتر في أي لحظة»، ويشير المسؤول اليمني إلى ضرورة وضع اتفاقية عامة بين الحوثيين وبقية القيادات القبلية والحزبية في المحافظة تكون ملزمة لكل الأطراف وتحدد من يخترق أي هدنة لوقف إطلاق النار.
على صعيد آخر، أفرج «الحراك الجنوبي» عن ثلاثة جنود كانوا مختطفين لديه في محافظة شبوة، في الوقت الذي أعلن اللواء علي ناصر لخشع، نائب وزير الداخلية اليمني عن التوصل إلى اتفاق هدنة لوقف إطلاق النار بين قوات الجيش ومسلحي الحراك الجنوبي في محافظة الضالع الجنوبية، ويقضي الاتفاق، أيضا، بتبادل الأسرى بين الطرفين ووقف الهجمات والقصف من قبل قوات الجيش على القرى والبلدات في المحافظة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.